تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 5 من 5

الموضوع: العموم في قوله تعالى: ((وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ))

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Dec 2014
    المشاركات
    145

    Question العموم في قوله تعالى: ((وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ))

    بسم الله الرحمن الرحيم

    الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين ، وعلى آله وصحبه أجمعين ، وبعد:
    يقول الله تعالى: ((وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ)) ،هل المراد بالعموم في هذه الآية أن (العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب) أم أن المراد بالعموم كما قال أحدهم: "الثاني: أن العلماء سلفًا عن خلف حملوا قوله تعالى: ((وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ)) على أن الحكم بغير ما أنزل الله كفر أكبر إذا كان عن استحلال ، أو جحود ، أو تبديل، وإلا فهو كفر دون كفر ، فمن خرج عن هذا الإجماع المتوارث، فيلزمه التكفير بكل حكم على ظاهر الآية؛ لأن ((من)) من صيغ العموم عند أهل الأصول، تدل على كفر كل من لم يحكم بما أنزل الله ، سواء كان بقانون أو بغيره، أو بتشريع عام أو جزئي، أو في مسألة أو مسألتين ، فتخصيصهم النص ببعض أفراده دون نص آخر أو إجماع تخصيص بالرأي وتحكم، خاصة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال فيما أخذ على الصحابة رضي الله عنهم: (وأن لا ننازع الأمر أهله إلا أن تروا كفرًا بواحًا عندكم من الله فيه برهان)..."

    وقد سمعت لأحد الفضلاء حاكيًا عن حواره مع الجماعات الغالية في مسألة (الحكم بغير ما أنزل الله) فيقول ما معناه:
    "قلت لهم في قوله تعالى: ((وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ)) عمومان، عموم (من) ، وعموم (ما) ، والعموم على ثلاثة أنواع:
    1- عموم باق على عمومه.
    2- عموم مخصوص.
    3- عموم مراد به الخصوص،
    فمن أي الأقسام الثلاثة؟ فقالوا: من العموم الباقي على عمومه، فقلت لهم: يلزمكم أن تكفروا أنفسكم ، ثم قال: وإذا أُخذ بهذه العمومات سيكفرون رسول الله وجميع الأنبياء ، فهل حكم النبي بكل ما أنزل الله من التوراة والإنجيل؟..... ا.هـ
    وقد جاءت آثار عن السلف الكرام (رحمهم الله) تدل على أن المراد بالعموم الوارد في الآيات هو ما يُعرف بـ (العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب) ، منها:
    قال الحسن البصري رحمه الله: (نزلت في اليهود ، وهي علينا واجبة).
    وقال إبراهيم النخعي رحمه الله: [ ((وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ)) قال: نزلت في بني إسرائيل، ورضي لكم بها].

    فأريد معرفة المراد بالعموم الوارد في الآية.
    وجزاكم الله خيرًا.

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Dec 2014
    المشاركات
    145

    افتراضي

    أرجو الإفادة بارك الله فيكم

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Dec 2009
    المشاركات
    94

    افتراضي

    لو حملناها على العموم فستسغرق الجميع حكاما ومحكومين، فلو أن شخصا لم يساوِ بين ورثته فسيدخل بالعموم.
    أما كون الكفر هنا كفر دون كفر فقد جاء أثر آخر عن ابن مسعود غير ذلك.

    والله أعلم

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Dec 2014
    المشاركات
    145

    افتراضي

    وهذا هو عين الإشكال ،
    لو قلنا بالعموم لدخل المحكوم ، والآية - والله أعلم - وردن بشأن الحاكمين ، أما المتحاكمين فقد وردت آيات أخرى بشأنهم.

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    13,804

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عمر محمد الشاعر مشاهدة المشاركة

    وقد جاءت آثار عن السلف الكرام (رحمهم الله) تدل على أن المراد بالعموم الوارد في الآيات هو ما يُعرف بـ (العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب) ، منها:
    قال الحسن البصري رحمه الله: (نزلت في اليهود ، وهي علينا واجبة).
    وقال إبراهيم النخعي رحمه الله: [ ((وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ)) قال: نزلت في بني إسرائيل، ورضي لكم بها].

    فأريد معرفة المراد بالعموم الوارد في الآية.
    [/RIGHT]
    نفع الله بك .
    قال شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى 13 / 338:
    وَقَدْ يَجِيءُ كَثِيرًا مِنْ هَذَا الْبَابِ قَوْلُهُمْ هَذِهِ الْآيَةُ نَزَلَتْ فِي كَذَا لَا سِيَّمَا إنْ كَانَ الْمَذْكُورُ شَخْصًا ؛ كَأَسْبَابِ النُّزُولِ الْمَذْكُورَةِ فِي التَّفْسِيرِ كَقَوْلِهِمْ إنَّ آيَةَ الظِّهَارِ نَزَلَتْ فِي امْرَأَةِ أَوْسِ بْنِ الصَّامِتِ وَإِنَّ آيَةَ اللِّعَانِ نَزَلَتْ فِي عويمر العجلاني أَوْ هِلَالِ بْنِ أُمَيَّةَ وَأَنَّ آيَةَ الْكَلَالَةِ نَزَلَتْ فِي جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ . وَأَنَّ قَوْلَهُ : { وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ } نَزَلَتْ فِي بَنِي قُرَيْظَةَ وَالنَّضِيرِ وَأَنَّ قَوْلَهُ : { وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ } نَزَلَتْ فِي بَدْرٍ وَأَنَّ قَوْلَهُ : { شَهَادَةُ بَيْنِكُمْ إذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ } نَزَلَتْ فِي قَضِيَّةِ تَمِيمٍ الداري وَعَدِيِّ بْنِ بَدَاءٍ وَقَوْلَ أَبِي أَيُّوبَ إنَّ قَوْلَهُ : { وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إلَى التَّهْلُكَةِ } نَزَلَتْ فِينَا مَعْشَرَ الْأَنْصَارِ الْحَدِيثَ ، وَنَظَائِرُ هَذَا كَثِيرٌ مِمَّا يَذْكُرُونَ أَنَّهُ نَزَلَ فِي قَوْمٍ مِنْ الْمُشْرِكِينَ بِمَكَّةَ أَوْ فِي قَوْمٍ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى . أَوْ فِي قَوْمٍ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ .
    فَاَلَّذِينَ قَالُوا ذَلِكَ لَمْ يَقْصِدُوا أَنَّ حُكْمَ الْآيَةِ مُخْتَصٌّ بِأُولَئِكَ الْأَعْيَانِ دُونَ غَيْرِهِمْ ؛ فَإِنَّ هَذَا لَا يَقُولُهُ مُسْلِمٌ وَلَا عَاقِلٌ عَلَى الْإِطْلَاقِ وَالنَّاسُ وَإِنْ تَنَازَعُوا فِي اللَّفْظِ الْعَامِّ الْوَارِدِ عَلَى سَبَبٍ هَلْ يَخْتَصُّ بِسَبَبِهِ أَمْ لَا ؟ فَلَمْ يَقُلْ أَحَدٌ مِنْ عُلَمَاءِ الْمُسْلِمِينَ أَنَّ عمومات الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ تَخْتَصُّ بِالشَّخْصِ الْمُعَيَّنِ وَإِنَّمَا غَايَةُ مَا يُقَالُ إنَّهَا تَخْتَصُّ بِنَوْعِ ذَلِكَ الشَّخْصِ فَيَعُمُّ مَا يُشْبِهُهُ وَلَا يَكُونُ الْعُمُومُ فِيهَا بِحَسَبِ اللَّفْظِ .
    وَالْآيَةُ الَّتِي لَهَا سَبَبٌ مُعَيَّنٌ إنْ كَانَتْ أَمْرًا وَنَهْيًا فَهِيَ مُتَنَاوِلَةٌ لِذَلِكَ الشَّخْصِ وَلِغَيْرِهِ مِمَّنْ كَانَ بِمَنْزِلَتِهِ وَإِنْ كَانَتْ خَبَرًا بِمَدْحِ أَوْ ذَمٍّ فَهِيَ مُتَنَاوِلَةٌ لِذَلِكَ الشَّخْصِ وَغَيْرِهِ مِمَّنْ كَانَ بِمَنْزِلَتِهِ أَيْضًا .
    وَمَعْرِفَةُ " سَبَبِ النُّزُولِ " يُعِينُ عَلَى فَهْمِ الْآيَةِ فَإِنَّ الْعِلْمَ بِالسَّبَبِ يُورِثُ الْعِلْمَ بِالْمُسَبِّبِ ؛ وَلِهَذَا كَانَ أَصَحُّ قَوْلَيْ الْفُقَهَاءِ أَنَّهُ إذَا لَمْ يُعْرَفْ مَا نَوَاهُ الْحَالِفُ رُجِعَ إلَى سَبَبِ يَمِينِهِ وَمَا هَيَّجَهَا وَأَثَارَهَا . وَقَوْلُهُمْ نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ فِي كَذَا يُرَادُ بِهِ تَارَةً أَنَّهُ سَبَبُ النُّزُولِ وَيُرَادُ بِهِ تَارَةً أَنَّ ذَلِكَ دَاخِلٌ فِي الْآيَةِ وَإِنْ لَمْ يَكُنْ السَّبَبُ كَمَا تَقُولُ عَنَى بِهَذِهِ الْآيَةِ كَذَا .

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •