تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: تحريف الجهمية لقول الإمام الطبري في (العلو)

  1. #1

    افتراضي تحريف الجهمية لقول الإمام الطبري في (العلو)

    درء تلاعب الجهمية من كلام إمام السلفية (الطبري )


    قال أحد الجهمية نقلا عن الإمام ابن جرير: (الإمام أبو جعفر محمد بن جرير الطبري [ت310هـ] ذكر في تفسيره (جامع البيان عن تأويل آي القرءان (1/191-192)، دار الفكر ) أن الاستواء في كلام العرب منصرف على وجوه منها الاحتياز والاستيلاء، ثم أوّل قول الله تعالى: ( ثم استوى على العرش )[البقرة: ٢٩] فقال: علا عليها علو ملك وسلطان لا علو انتقال وزوال.اهـ)

    قال السني: هذا الكلام فيه من الجهالات والبتر ما الله به عليم ، ذلك أنه حذف تفسير الإمام للآية واكتفى بذكر بعض بمعاني الاستواء في اللغة مما ذكره الإمام، فلم يذكر تفسيره للآية قطعاً ، ولا المعاني التى ذكرها الإمام التى تليق لله.
    والإمام ابن جرير ،ذكر معاني الاستواء وليس كل معانى تصدق أو يليق به تعالى.

    وقوله الإمام "الاستواء في كلام العرب منصرف على وجوه.." هو مجرد بيان الأوجه التي يحتملها اللفظ لغة، وليس هذا أنه يريد كل هذه المعاني تفسيراً للآية، فقد ذكر من المعاني ما لا يمكن أن يصدق به تعالى باتفاق المسلمين.

    كقوله في معاني الاستواء منها" انتهاء شباب الرجل وقوته، فيقال، إذا صار كذلك: قد استوى الرجل." اهــ فهذا وما يشبهه لا يمكن قطعاً أن نقول في الله، وفي الاستوائه المقصود من الآية ؛ فإنه استواء قوة بعد ضعف.

    وكثيراً ما يستعمل الإمام مثل هذا الكلام في تفسيره من ذكر أوجه اللغة في الكلمة مع أن بعضها لا يصلح تفسيرا للآية، كما قال في الــ (ربّ) يقول: فإن الرب في كلام العرب منصرف على معان: فالسيد المطاع فيها يدعى ربا،.. وقال: والرجل المصلح للشيء يدعى ربا..اهــ
    وذكر معان أخرى ثم قال: فربنا جل ثناؤه: السيد الذي لا شبه له، ولا مثل في سؤدده، والمصلح أمر خلقه بما أسبغ عليهم من نعمه، والمالك الذي له الخلق والأمر.اهــ.
    هذا أولاً:
    ثانياً: ذكر الإمام من معاني الاستواء قوله: (ومنها: العلو والارتفاع، كقول القائل، استوى فلان على سريره. يعني به علوه عليه.) فلم يخفي هذا الوجه دون هذا؟

    ثالثاً: إن الإمام الطبري لما ذكر الوجه الآخر قال: (وأولى المعاني بقول الله جل ثناؤه:"ثم استوى إلى السماء فسواهن"، علا عليهن وارتفع، فدبرهن بقدرته، وخلقهن سبع سموات...)اهــ.

    فقوله "وأولي المعاني .." نص قاطع للنزاع في تفسير الآية، فإن الإمام فسر الآية بهذا التفسير الجليل السلفي المبارك، وجعله من أولى المعاني بقول الله تعالى، وهذا هو مذهب الإمام رحمه الله تعالى.

    رابعاً: ما ذكره الإمام بعد هذا التفسير يعتبر كلاماً إلزامياً وهو: (والعجبُ ممن أنكر المعنى المفهوم من كلام العرب في تأويل قول الله:"ثم استوى إلى السماء"، الذي هو بمعنى العلو والارتفاع، هربًا عند نفسه من أن يلزمه بزعمه -إذا تأوله بمعناه المفهم كذلك- أن يكون إنما علا وارتفع بعد أن كان تحتها - إلى أن تأوله بالمجهول من تأويله المستنكر. ثم لم يَنْجُ مما هرَب منه!
    فيقال له: زعمتَ أن تأويل قوله"استوى" أقبلَ، أفكان مُدْبِرًا عن السماء فأقبل إليها؟ فإن زعم أنّ ذلك ليس بإقبال فعل، ولكنه إقبال تدبير، قيل له: فكذلك فقُلْ: علا عليها علوّ مُلْك وسُلْطان، لا علوّ انتقال وزَوال. ثم لن يقول في شيء من ذلك قولا إلا ألزم في الآخر مثله. اهـ)

    - وتفصيل هذا الوجه والكلام منه يكون في فقرات:
    - الأولى: ان ابن جرير قد قال في تفسير الآية بعد أن ذكر اختلاف الناس فيها: وأوْلى المعاني بقول الله جل ثناؤه:"ثم استوى إلى السماء فسوَّاهن"، علا عليهن وارتفع،... اهـ وهو بين في المقصود من تفسير اﻵية الكريمة.
    - الثانية: أن قوله (علا عليها علو ملك ... )كان من باب الإلزام لا من باب الحجة والبيان؛ لأنه قال في أوله": والعجبُ ممن أنكر المعنى المفهوم من كلام العرب ...."
    - الثالثة: أن قوله:[ المفهوم من كلام العرب في تأويل قول الله:"ثم استوى إلى السماء"، الذي هو بمعنى العلو والارتفاع، ..] فيه بيان جليل أنه يرى ان المفهوم من كلام العرب في هذه الآية هو العلو والارتفاع، وما بعده يعتبر من باب الإلزام كما تقدم.

    - الرابعة: أن من قال علا عليها علو ملك وسلطنة ألزم ايضاً أشنع مما هرب فيقال له: زعمت أن تأويل قوله"استوى" علا عليها علو ملك .. أفكان عاجزاً عنها قبل ذلك؟ حتى علا عليها علو ملك وسلطنة.
    - الخامسة: أنه لو الاتزم المخالف أو الجهمي في علو السطلنة لم يترك الإمام إلى هذا الحد بل ألزم عليه الزاما آخر حتى يتوب من كل هذه الضلالات.
    وهذا بيان قول الإمام حيث قال:( ثم لن يقول في شيء من ذلك قولا إلا ألزم في الآخر مثله.)

    واختصر الإمام عن اللازم خوفاً من الإطالة يقول:( ولولا أنا كرهنا إطالة الكتاب بما ليس من جنسه، لأنبأنا عن فساد قول كل قائل قال في ذلك قولا لقول أهل الحق فيه مخالفا. وفيما بينا منه ما يشرف بذي الفهم على ما فيه له الكفاية إن شاء الله تعالى.اهــ.

    الوجه الرابع في رد كلام الجهمي: ان الإمام ذكر متى اسوى الرحمن على العرش هل هو قبل خلق السموات أو بعده؟

    وهذا السؤال لا يمكن قطعاً ان يكون في الاستلاء الذي هو الغلبة والقهر أو المكانة؛ فإنه الله تعالى لم يكن غير غالب بشيء من خلق وقتاً من الاوقات ولا كان عارية عن المكانة والوجاهة في وقتٍ ثم طرأ له المكانة والشرف.فهذا من أبطل الباطل لكن الجهمية يصفون الله بالشناعات.

    فانظر قول الإمام(: وإن قال لنا قائل أخبرنا عن استواء الله جل ثناؤه إلى السماء، كان قبل خلق السماء أم بعده؟
    قيل: بعده، وقبل أن يسويهن سبع سموات، كما قال جل ثناؤه: (ثم استوى إلى السماء وهي دخان فقال لها وللأرض ائتيا طوعا أو كرها) [سورة فصلت: 11] . والاستواء كان بعد أن خلقها دخانا، وقبل أن يسويها سبع سموات.

    وقال بعضهم: إنما قال:"استوى إلى السماء"، ولا سماء، كقول الرجل لآخر:"اعمل هذا الثوب"، وإنما معه غزل.اهــ.).

    فهل من الجهمية من يقول: الله استولى على العرش بعد خلق السموات ؟ أو طرأت له الوجاهة والمكانة والشرف ؟! كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذباً.

    _________
    هذا آخر الجواب من قول الإمام في تفسير سورة البقرة.

  2. #2

    افتراضي

    جزاكم الله خيرا
    قال الطبرى فى كتابه التبصير :وقد جاز عندكم أن يكون معنى العالم والقادر منه بخلاف ما عقلتم ممن سواه، بأنه عالمٌ لا علم له، وقادرٌ لا قدرة له؟ وإن كنتم لم تعقلوا عالماً إلا له علمٌ، وقادراً إلا له قدرةٌ، فما تنكرون أن يكون جائباً لا مجيء له، وهابطاً لا هبوط له ولا نزول له، ويكون معنى ذلك وجوده هناك" انتهى
    وانظر الى قوله:" ويكون معنى ذلك وجوده هناك "وهذا القول لا يمكن ان يقبله من يعتقد ان الله ليس له وجود داخل العالم ولا خارحه.

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •