ملخص السؤال:شاب يرى أنه مُصاب بالشخصيَّة المازوخيَّة، وأصبح متشائمًا كثير القلَق والتفكير والوساوس، وهو يريد حلاًّ لمشكلته. تفاصيل السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.أنا شاب عمري 26 عامًا، أجاهِد نفسي دائمًا لأكونَ شابًّا صالحًا، وأنا مُتشائِمٌ في حياتي وكثيرُ القلَق والتفكير والوَساوس.اكتشفتُ منذ فترةٍ أنني شخْصٌ (مازوخيمع أنني لم أكنْ كذلك، أتلَذَّذ بالتحقير والإهانة مِن المرأة!لا تُعجبني شخصيتي هذه، وخائفٌ مِن آثارها مستقبلاً مع زوجتي.
فما الحل بارك الله فيكم؟

الجواب

عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.نشكر لك أخي الكريم ثقتك في شبكة الألوكة، ونتمنَّى أن نكونَ عند حُسن ظنِّك، وأن نكونَ لك خير معين بعد الله في تجاوز مشكلتك.في البداية أشْكُر لك إرسال هذه الاستِشارة، وهذا إنْ دَلَّ على شيءٍ فهو يدُلُّ على وعْيِك وحكمتِك ورغبتك المُلِحَّة في التغيير الجذْري لشخصيتك، وما دمتَ أرى هذه الصِّفات فيك، فإنني على ثقةٍ أنك تستطيع التغيير للأفضل، والوُصُول لشخصيةٍ متميزةٍ قادرةٍ على التعامُل مع جميع الشخصيات التي تتعايَش معها.إنَّ الحياةَ جميلة ورائعة حينما نَراها، كذلك كل ما حولنا جميلٌ إذا رأيناه جميلاً، وكل ما في الحياة نستطيع اسْتِغلاله وتوظيفه لتحقيق أهدافنا وطموحاتنا، إذًا لماذا التشاؤُم ولدينا حياة جميلة؟!أخي الكريم، إنَّ القلَق الذي تعيشُه حاليًّا ما هو إلا تأنيب ضمير لمُشاهدتك هذه الأفلام، وأنا متأكِّدة أنك تلَقَّيْتَ تربيةً عظيمةً عزَّزَتْ لديك الرقابة الذاتية؛ مما جَعَلَك تعيش حاليًّا هذا القلق النفسي.لا أرى أن شخصيتك تميل إلى الشخصية المازوخية؛ حيث إنَّ لها العديد مِن الصفات التي لم ألمسها في استشارتك، ولكن لعلك أسرفتَ على نفسك بمشاهدة هذه الأفلام مما وَلَّدَ لديك هذه القناعة، وما عليك إلا إبعاد هذه الفكرة مِن ذاكرتك تمامًا، واستبدال فكرة إيجابية بها؛ مثلًا: كَرِّر بينك وبين نفسك أنك تتمتع بشخصية رائعة مميزة ونادرة، ومع الوقت ستجد هذه الفكرة تَغَيَّرَتْ. والآن سأشير إلى بعض الأمور التي مِن الممكن أن تُساعدك للوُصول لشخصيتك الحقيقية المميزة: حافِظْ على الصلاة في وقتِها، وإذا أقبلتَ عليها فأقْبِل بقلْبٍ خاشعٍ، وذهْنٍ صافٍ، وردد الأذكار اليومية بانتظامٍ. اكتب الجوانبَ الإيجابيةَ لديك، ورَكِّزْ عليها، وطَوِّرْ ما يحتاج إلى تطوير منها، واكتب الجوانب السلبية لديك، وحاول التخلُّص منها، وحَدِّد وقتًا لتتخلَّصَ منها. لا تُكْثِر مِن الجُلوس وَحْدك، وحاوِل الاختِلاط بِمَن حولك مِن زملاء، ولْيَكُونوا إيجابيين، والأهل وهكذا. حاوِل التخلُّص مِن نَظرتك السيئة للمرأة، خاصَّة وأنها هي مَن أنجبتْك، وسهرَتْ على تربيتك، فالنظرةُ الدُّونية للمرأة تشمل أمَّك وأختك وزوجتك وابنتك، وهؤلاء جميعهم بلا شك أحدُ أسباب سعادتك في يوم مِن الأيام، وتستطيع تغيير ذلك عن طريق القراءة عن المرأة في العديد مِن الكُتُب التي تتحدَّث عنها، والنظر في سِيَر النِّساء العظيمات، وفي مقدمتهنَّ نساءُ النبي صلى الله عليه وسلم.إنَّ هذه المرأة التي تتحدث عنها ما هي إلا كائنٌ عاطفيٌّ حساسٌ، ذو مشاعر جياشة تمنح الحبَّ والحنان والراحة والاستقرار لمن حولها، قد تكون مُرَبِّية ناجحةً، وقياديةً عظيمةً، وأمًّا حنونًا، وزوجةً صالحةً. لعلك تستفيد مِن مواقع التواصُل الاجتماعيِّ، ومتابَعة الأشخاص الذين يتمتعون بالإيجابية، فذلك يُساعدك على تعزيز النظْرة التفاؤُليَّة لديك، وتغيير النظرة التشاؤميَّة. إذا كانت لديك القدرة على الزواج، وإكمال نِصف دينك، فلا تَتَرَدَّد، وأنا أعتقد أن شخصيتك ستتغيَّر تمامًا بعد الزواج.
وختامًا تمنياتي لك بمستقبل مُشرِقٍ وحياةٍ سعيدةٍ تَتَّسِم بالتفاؤُل والإيجابيَّة