ملخص السؤال:
شابٌّ تعرَّف على فتاةٍ أثناء سفره للدراسة، ووقَع معها في بعض المحظورات، وعندما عاد أخبَر زوجته بعلاقته بالفتاة، فقامتْ بالاتصال بها وحصلت مشكلة بينهما.
تفاصيل السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.وددتُ أن أحكيَ تجربتي، رغم أنه مضى على حدوثها سنواتٌ، لكن ما زلتُ أجد مرارتها كلما تذكرتُها.أنا شابٌّ كنتُ أدرس في بلد غير بلدي، وكنتُ قدْرَ الإمكان أحاول الابتعاد عن الاختلاط ما استطعتُ، ثم تعرَّفتُ على زميلةٍ في الدراسة، وكانتْ تطلُب مني مساعدة في موضوعٍ ما، لكن لهجتها كان بها نوعٌ مِن الخضوع بالقول، وبدأ التواصُل يَزداد، كان في البداية مِن أجلِ أمورٍ ظاهرُها الخير.أخطأَ لساني وحدثتُها عن الزواج، وأخبرتُها أني متزوج ولديَّ أولاد، ومرة بعد الأخرى بدأ الكلامُ يدخُل في جانبٍ آخر وموضوعات لا ينبغي الخوض فيها!حصلتْ بيننا لقاءات متتالية، وحدَث بيننا مقدمات الزنا، ثم طلبتْ مني الزواج، وأخبَرَتْني أنني إذا أكدتُ لها موضوع الزواج، فسوف تُسلمني نفسها!!رفضتُ وخفتُ أن أقعَ في الفاحشة، واضطررتُ إلى السفَر لبلدي، وعندما وصلتُ أخبرتُ زوجتي بما حصل، فما كان منها إلا أن اتصلتْ بالفتاة، وقالتْ لها: إن الموضوع كله نزوة شباب، وزوجي لن يتزوَّجك، وكان يكذب عليك!المشكلةُ أنني كلما تذكَّرتُ ما حصَل شعرتُ بالضيق والذنبِ، وأخاف مِن عقوبة الله، خاصة أنَّ لدي بنات، أخشى أن ينتقمَ اللهُ مني بسبب ما فعلتُ.
فأخبروني ماذا أفعل؟ وكيف أعتذر لها عما فعلتُ؟

الجواب

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.أخانا الكريم، نشكرك على تواصلك معنا، وثقتك في شبكة الألوكة.نَحمد الله عز وجل أنْ نَجَّاك من هذه الفتنة، ووقفتَ عند هذا الحد؛ لأن الشيطان حريصٌ على إيقاع الشخص في شرك المعاصي، فيبدأ مِن العمل الذي ظاهرُه خير - كما شرحتَ في حالتك - ثم ينتقل إلى الخطوة التالية وهي مُقدمات الفاحشة، ثم الوقوع في الفاحشة الكبرى؛ لذلك حذَّر الله عز وجل مِن اتباع خطوات الشيطان؛ فقال: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ [النور: 21].وما دمتَ قد تُبْتَ مِن هذا الأمر، فإنَّ الله عز وجل عفوٌّ كريم، كما جاء في سياق الآيات التي ذكرتِ الفاحشة في سورة الفرقان، وقال بعدها: ﴿ إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا ﴾ [الفرقان: 70].
وبفضل الله لم تصلْ إلى الفاحشة الكبرى، ولم يكن هناك داعٍ لإخبار زوجتك بما حَصَل، فالمسلمُ إن وقَع في معصيةٍ يجب عليه أن يسترَ نفسه وألا يَفضحها، ويتوب فيما بينه وبين ربه.كما أنه لا داعي لأن تتواصَل معها زوجتك أيضًا، إلا إذا رغبتْ فعلًا في أن تخطبَها لك، وتكون زوجةً ثانية لك!فهذه المرأةُ التي وقعتْ معك في مقدمات الفاحشة يَظهر من صنيعها أنها ترغب في الزواج منك فعلًا، ولكنها أخطأت الأسلوب، وأغواها الشيطان بهذه الطريقة.فإن رغبتَ بالزواج بها فعلًا، فيمكنك التواصل معها لترتيب هذا الأمر، وإن لم يكنْ أمرُ الزواج واردًا عندك، فلا داعي للتواصل معها، ويمكنك الاعتذار لها بلطفٍ بأنك لا ترغب حاليًّا في الزواج، وظروفك لا تسمح لك بذلك، أو مِن هذا القبيل، وأن تقنعها بأن تبحثَ عن شخصٍ آخر، ولكن بأسلوبٍ شرعيٍّ بعيدًا عن المعصية، وسيرزقها الله عز وجل.أما ما حَصَل معك فلن يؤثرَ على بناتك أو أهل بيتك إن شاء الله؛ وذلك لأنك تبتَ وأقلعتَ عن هذا الأمر، والله عز وجل لا يَظلم عباده، وهو أرحم الراحمين؛ وقد قرَّر الله عز وجل قاعدةً قرآنيةً عظيمةً في هذا الأمر، وهي قولُه تعالى: ﴿ وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ﴾ [الأنعام: 164].
نسأل الله عز وجل أن يُصْلِحَ حالك، ويحفظَ لك أهل بيتكوالله الموفق