دور الاحتياج المعنوي في الإغراء والتحذير

تقوم اللغة على الاحتياج المعنوي والأهمية المعنوية ، والإنسان يتحدث بمستويات متعددة وبلغات متعددة تحت رعاية الاحتياج المعنوي غالبا واللفظي نادرا مع علامات أمن اللبس ليكون بعيدا عن اللبس والتناقض وهو غاية كل لغة من لغات العالم ،كما هو الحال في الإغراء والتحذير ،حيث تقول :الصدق َ الصدقَ ،أو الأسدَ الأسدَ ، فتنصب هذين المفعولين بفعل موجود في العقل ،وتقديره " الزم " في الإغراء و "احذر" في التحذير وتدلل على علاقة الاحتياج المعنوي ومنزلة المعنى بينهما بواسطة علامات المنزلة والمكانة ، والتكرار يدل كذالك على أهمية الأمر عند المتكلم فيعمد إلى التكرار من أجل زيادة الحث والتأكيد على الأمر المحمود ليفعله المخاطب أومن أجل تحذيره من الأمر المكروه كي يبتعد عنه ،فقولك للمخاطب:الصدقَ "يختلف عن "الصدقَ الصدقَ " فأنت في المثال الثاني شديد الحرص على أن يسلك المخاطب مثل هذا السلوك ،فالتكرار يكون بحسب الأهمية المعنوية عند المتكلم .

وبهذا يتضح أيضا أن اللغة تقوم على الاحتياج المعنوي والأهمية المعنوية ، وأن الإنسان يتحدث بمستويات متعددة وبلغات متعددة تحت رعاية الاحتياج المعنوي غالبا واللفظي نادرا مع علامات أمن اللبس ، وأن الإنسان يتحدث بحسب الأهمية المعنوية في الأصل وفي العدول عن الأصل ،وأن منزلة المعنى هي الضابط والمعيار في تمايز معنى التراكيب ونظمها وإعرابها ، وباختصار:الإنسا يتحدث تحت رعاية الأهمية المعنوية وعلامات أمن اللبس، ويكفي المتكلم أن يقول كلاما مفهوما بعيدا عن اللبس والتناقض .