تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: في التحذير من بعض مُعتقد ابن الجوزي:

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Mar 2016
    الدولة
    المغرب
    المشاركات
    166

    Post في التحذير من بعض مُعتقد ابن الجوزي:


    في التحذير من بعض مُعتقد ابن الجوزي:
    - رسالة الإمام العلثي إلى ابن الجوزي -


    قال ابن رجب الحنبلي في كتابه (ذيل طبقات الحنابلة):

    الإمام إسحاق بن أحمد بن محمد بن غانم العلثي، الزاهد القدوة، أبو الفضل، ويقال أبو محمد أسد من أسود السنة كان قدوة صالحاً زاهداً، فقيهاً عالماً، أمَاراً بالمعروف، نهاء عن المنكر، لا يخاف أحداً إلا الله، ولا تأخذه في الله لومة لائم. أنكر على الخليفة الناصر فمن دونه، وواجه الخليفة الناصر وصدعه بالحق.
    قال ناصح الدين ابن الحنبلي- وقرأته بخطه- هو اليوم (شيخ العراق)، والقائم بالإنكار على الفقهاء والفقراء وغيرهم فيما ترخصوا فيه!!.
    وقال المنذري: قيل: إنه لم يكن في زمانه أكثر إنكاراً للمنكر منه، وحبس على ذلك مدة. قلت: وله رسائل كثيرة إلى الأعيان بالإِنكار عليهم والنصح لهم. ورأيت بخطه كتاباً أرسله إلى الخليفة ببغداد. وأرسل أيضاً إلى الشيخ علي بن إدريس الزاهد- صاحب الشيخ عبد القادر- رسالة طويلة، تتضمن إنكار الرقص والسماع والمبالغة في ذلك.وله في معنى ذلك عدة رسائل إلى غير واحد.

    وأرسل رسالة طويلة إلى الشيخ أبي الفرج بن الجوزي بالإنكار عليه فيما يقع في كلامه من الميل إلى أهل التأويل يقول فيها:

    من عبيد الله إسحاق بن أحمد بن محمد بن غانم العلثي، إلى عبد الرحمن بن الجوزي، حمانا الله وإياه من الاستكبار عن قبول النصائح، ووفقنا وإياه لاتباع السلف الصالح، وبصرنا بالسنة السنية، ولا حرمنا الاهتداء باللفظات النبوية، وأعاذنا من الابتداع من الشريعة المحمدية. فلا حاجة إلى ذلك. فقد تركنا على بيضاء نقية، وأكمل الله لنا الدين، وأغنانا عن آراء المتنطعين، ففي كتاب الله وسنة رسوله مقنع لكل من رغب أو رهب، ورزقنا الله الاعتقاد السليم، ولا حرمنا التوفيق، فإذا حرمه العبد لم ينفع التعليم. وعرفنا أقدار نفوسنا، وهدانا الصراط المستقيم. ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، وفوق كل ذي علم عليم. وبعد حمد الله سبحانه، والصلاة على رسوله: فلا يخفى أن الدين النصيحة، خصوصاً للمولى الكريم، والرب الرحيم. فكم قد زل قلم، وعثر قدم، وزلق متكلم، ولا يحيطون به علماً. قال: عز من قائل "ومِنَ الناس من يُجادلُ في الله بغير عِلْم وَلا هُدىً وَلا كتابٍ مُنير".
    وأنت يا عبد الرحمن، فما يزال يبلغ عنك ويسمع منك، ويشاهد في كتبك المسموعة عليك، تذكر كثيراً ممن كان قبلك من العلماء بالخطأ، اعتقاداً منك أنك تصدع بالحق من غير محاباة.
    ولا بد من الجريان في ميدان النصح: إما لتنتفع إن هداك الله، وإما لتركيب حجة الله عليك. ويحذر الناس قولك الفاسد، ولا يغرك كثرة اطلاعك على العلوم. فرب مبلَّغ أوعى من سامع، ورب حامل فقه لا فقه له، ورب بحر كَدر ونهر صاف، فلستَ بأعلمِ من الرسول، حيث قال له الإمام عمر: "أتصلي على ابن أبي؟ وأنزل القرآن "وَلا تصلِّ عَلى أَحَدٍ مِنْهمْ" ولو كان لا ينكر من قل علمه على من كثر علمه إذاً لتعطل الأمر بالمعروف، وصرنا كبني إسرائيل حيث قال تعالى: "كانوُا لاَ يَتَنَاهُوْنَ عَنْ مُنكَرٍ فَعَلُوهُ". "المائدة: 134"، بل ينكر المفضول على الفاضل وينكر الفاجر على الولي، على تقدير معرفة الولي!! وإلا فأين العنقاء لتطلب؟ واين السمندل، ليجلب؟
    -إلى أن قال-: واعلم أنه قد كثر النكير عليك من العلماء والفضلاء، والأخيار في الآفاق بمقالتك الفاسدة في الصفات. وقد أبانوا وَهاءَ مقالتك، وحكوا عنك أنك أبيت النصيحة، فعندك من الأقوال التي لا تليق بالسنة ما يضيق الوقت عن ذكرها، فذُكر عنك: أنك ذكرت في الملائكة المقربين، الكرام الكاتبين، فصلاً زعمت أنه مواعظ وهو تشقيق وتفهيق، وتكلف بشع - خلا أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وكلام السلف الصالح الذي لا يخالف سنة- فعمدت وجعلتها مناظرة معهم، فمن أذن لك في ذلك؟! وهم مستغفرون للذين آمنوا، ولا يستكبرون عن عبادة الله، وقد قرن شهادته بشهادتهم قبل أولى العلم، وما علينا أكان الآدمي أفضل منهم أم لا؟ فتلك مسألة أخرى.
    فشرعت تقول: إذا ثارت نار الحسد فمن يطفيها؟ وفي الغيبة ما فيها، مع كلام غث.
    أليس منا فلان؟ ومنا فلان؟ ومنا الأنبياء والأولياء.. من فعل هذا من السلف قبلك؟ ولو قال لك قائل من الملائكة: أليس منكم فرعون وهامان؟ أليس منكم من ادعى الربوبية؟ فعمن أخذت هذه الأقوال المحدثة،والعبار ات المزوقة،التي لا طائل تحتها وقد شغلت بها الناس عن الاشتغال بالعلم النافع؟ أحدُهم قد أنسي القرآن وهو يعيد فصل الملائكة ومناظرتهم، ويتكلم به في الآفاق.
    فأين الوعظ والتذكير من هذه الأقوال الشنيعة البشعة؟!.
    ثم تعرضت لصفات الخالق تعالى،كأنها صدرت لا من صدر سكن فيه احتشام العلي العظيم، ولا أملاها قلب مليء بالهيبة والتعظيم، بل من واقعات النفوس البهرجية الزيوف.
    وزعمت أن طائفة من أهل السنة والأخيار تلقوها وما فهموا!! وحاشاهم من ذلك. بل كفوا عن الثرثرة والتشدق، لا عجزاً- بحمد الله- عن الجدال والخصام، ولا جهلاً بطرق الكلام. وإنما أمسكوا عن الخوض في ذلك عن علم ودراية، لا عن جهل وعماية.
    والعجب ممن ينتحل مذهب السلف ،ولا يرى الخوض في الكلام،ثم يقدم على تفسير ما لم يره أولاً، ويقول: إذا قلنا كذا أدى إلى كذا، ويقيس ما ثبت من صفات الخالق على ما لم يثبت عنده. فهذا الذي نهيتَ عنه. وكيف تنقض عهدك وقولك بقول فلان وفلان من المتأخرين؟ فلا تشمت بنا المبتدعة فيقولون: تنسبوننا إلى البدع وأنتم أكثر بدعاً منا ، أفلا تنظرون إلى قول من اعتقدتم سلامة عقده، وتثبتون معرفته وفضله،كيف يقول ما لم يقل؟!، فكيف يجوز أن تتبع المتكلمين في آرائهم، وتخوض مع الخائضين فيما خاضوا فيه، ثم تنكر عليهم!! هذا من العجب العجيب.
    ولو أن مخلوقاً وصف مخلوقاً مثله بصفات من غير رؤية ولا خبر صادق، لكان كاذباً في إخباره. فكيف تصفون الله سبحانه بشيء ما وقفتم على صحته، بل بالظنون والواقعات، وتنفون الصفات التي رضيها لنفسه وأخبر بها رسوله بنقل الثقات الأثبات، بيُحتمل، ويحتمل!!.
    ثم لك في الكتاب الني أسميته "الكشف لمشكل الصحيحين" مقالات عجيبة، تارة تحكيها عن الخطابي وغيره من المتأخرين ، أطلع هؤلاء على الغيب؟. وأنتم تقولون: لا يجوز التقليد في هذا، ثم ذكره فلان، ذكره ابن عقيل، فنريد الدليل من الذاكر أيضاً فهو مجرد دعوى، وليس الكلام في الله وصفاته بالهين ليلقى إلى مجاري الظنون.
    -إلى أن قال-: إذا أردتَ: كان ابن عقيل العالم، وإذا أردت: صار لا يفهم، أوهيت مقالته لما أردت. ثم قال: وذكرت الكلام المحدث على الحديث، ثم قلت: والذي يقع لي . فبهذا تقدم على الله؟! وتقول: قال علماؤنا، والذي يقع لي.
    تتكلمون في الله عز وجل بواقعاتكم تخبرون عن صفاته. ثم ما كفاك حتى قلت: هذا من تحريف بعض الرواة. تحكماً من غير دليل. وما رويت عن ثقة آخر أنه قال: قد غيّره الراوي فلا ينبغي بالرواة العدولِ: أنهم حرفوا، ولو جوزتم لهم الرواية بالمعنى، فهم أقرب إلى الإصابة منكم.
    أهل البدع إذاً كلما رويتم حديثاً ينفرون منه، يقولون: يحتمل أنه من تغيير بعض الرواة. فإذا كان المذكور في الصحيح المنقول من تحريف بعض الرواة، فقولكم ورأيكم في هذا يحتمل أنه من رأى بعض الغواة.
    وتقول: قد انزعج الخطابي لهذه الألفاظ. فما الذي أزعجه دون غيره؟
    ونراك تبني شيئاً ثم تنقضه، وتقول: قد قال فلان وفلان، وتنسب ذلك إلى إمامنا أحمد-رضي الله عنه- ومذهبه معروف في السكوت عن مثل هذا، ولا يفسره، بل صحح الحديث، ومنع من تأويله. وكثير ممن أخذ عنك العلم إذا رجع إلى بيته علم بما في عَيبته من العيب، وذم مقالتك وأبطلها. وقد سمعنا عنك ذلك من أعيان أصحابك المحبوبين عندك، الذين مدحتهم بالعلم، ولا غرض لهم فيك، بل أدوا النصيحة إلى عباد الله، ولك القول وضده منصوران. وكل ذلك بناء على الواقعات والخواطر. وتدعي أن الأصحاب خلّطوا في الصفات، فقد قبّحت أكثر منهم، وما وسعتك السنة،فاتق الله سبحانه ولا تتكلم فيه برأيك؛ فهذا خبر غيب، لا يسمع إلا من الرسول المعصوم، فقد نُصبتم حرباً للأحاديث الصحيحة، والذين نقلوها هم نقلوا شرائع الإسلام.
    ثم لك قصيدة مسموعة عليك في سائر الآفاق، اعتقدها قوم وماتوا بخلاف اعتقادك الآن فيما يبلغ عنك، وسمع منك، منها:
    ولو رأيت النار هبت فغدت ** تحرق أهل البغي والـعـنـاد
    وكلما ألقى فيهـا حطمت ** وأهلكته وهـي فـي ازدياد
    فيضع الجبار فيها قـدمـاً ** جلت عن التشبيه بالأجـساد
    فتنزوي من هيبته وتمتلـي ** فلو سمعت صوتـهـا ينـادي
    حسبي حسبي قد كفاني ما أرى ** من هيبة أذهبت اشـتداد
    فاحذر مقال مبتدع في قوله ** يروم تأويلاً بكل وادي
    فكيف هذه الأقوال؟ وما معناها؟ فإنا نخاف أن تحدث لنا قولاً ثالثاً، فيذهب الاعتقاد الأول باطلاً. لقد آذيت عباد الله وأضللتهم، وصار شغلك نقل الأقوال فحسب.
    وابن عقيل -سامحه الله- قد حكي عنه أنه تاب بمحضر من علماء وقته من مثل هذه الأقوال، بمدينة السلام- عمرها الله بالإسلام والسنة- فهو بريء- على هذا التقدير- مما يوجد بخطه، أو ينسب إليه، من التأويلات، والأقوال المخالفة للكتاب والسنة.
    وأنا وافدة الناس والعلماء والحفاظ إليك ، فإما أن تنتهي عن هذه المقالات، وتتوب التوبة النصوح، كما تاب غيرك،وإلا كشفوا للناس أمرك،وسيروا ذلك في البلاد وبينوا وجه الأقوال الغثة.
    وهذا أمر تُشُوِر فيه، وقضي بليل، والأرض لا تخلو من قائم للّه بحجة، والجرح لا شك مقدم على التعديل، والله على ما نقول وكيل، وقد أعذر من أنذر.
    وإذا تأولتَ الصفات على اللغة، وسوغته لنفسك، وأبيتَ النصيحة، فليس هو مذهب الإمام الكبير أحمد بن حنبل - قدس الله روحه- فلا يمكنك الانتساب إليه بهذا، فاختر لنفسك مذهباً، إن مُكنت من ذلك، وما زال أصحابنا يجهرون بصريح الحق في كل وقت ولو ضُربوا بالسيوف،لا يخافون في الله لومة لائم،ولا يبالون بشناعة مشنع، ولا كذب كاذب،ولهم من الاسم العذب الهني وتركهم الدنيا وإعراضهم عنها اشتغالاً بالآخرة ما هو معلوم معروف.
    ولقد سودت وجوهنا بمقالتك الفاسدة،وانفراد ك بنفسك،كأنك جبار من الجبابرة، ولا كرامة لك ولا نعمى، ولا نُمكنك من الجهر بمخالفة السنة.
    ولو استقبل من الرأي ما استدبر لم يُحكَ عنك كلام في السهل، ولا في الجبل، ولكن قدر الله، وما شاء فعل.
    بيننا وبينك كتاب الله وسنة رسوله، قال الله تعالى: "فإنْ تَنَازَعْتُم فِي شَيْءً فَرُدُّوهُ إِلَى الله وَالرَّسُول" ولم يقل: إلى ابن الجوزي.
    وترى كل من أنكر عليك نسبته إلى الجهل، ففضل الله أُوتيته وحدك؟ وإذا جَهَّلت الناس فمن يشهد لك أنك عالم؟ ومن أجهل منك حيث لا تصغي إلى نصيحة ناصح؟ وتقول: من كان فلان! ومن كان فلان! من الأئمة الذين وصل العلم إليك عنهم، من أنت إذاً؟ فلقد استراح من خاف مقام ربه، وأحجم عن الخوض فيما لا يعلم، لئلا يندم. فانتبه يا مسكين قبل الممات، وحَسِّن القول والعمل، فقد قرب الأجل، وللّه الأمر من قبل ومن بعد، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

    (ذيل طبقات الحنابلة لابن رجب الحنبلي).

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Oct 2012
    المشاركات
    13,372

    افتراضي

    مذهب ابن الجوزي في العقيدة
    السؤال:
    مذهب ابن الجوزي (رحمه الله) الفقهي هو المذهب الحنبلي، ولكن هل صحيح أن مذهبه الاعتقادي هو الأشعري؟
    الإجابــة:
    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
    فإننا لا نستطيع أن ننسب أبا الفرج ابن الجوزي إلى مذهب الأشاعرة في الاعتقاد، ذلك لأنه لا يوافقهم في جميع أصولهم، وإنما يوافقهم في بعضها، ومن ذلك تفويضه لمعاني صفات الله جل وتعالى، حيث قال بقول متقدمي الأشاعرة، وشيخ الإسلام ابن تيمية يفضل أصحاب أبي الحسن الأشعري المتقدمين على ابن الجوزي وشيخه ابن عقيل، ويراهم أقرب إلى ما كان عليه الإمام أحمد بن حنبل والأئمة، ولكنه يفضلهما على كثير من متأخري الأشاعرة الذين انتحلوا نحلة الجهمية.
    قال ابن تيمية في شرح العقيدة الأصفهانية: وما في كتب الأشعري مما يوجد مخالفاً للإمام أحمد وغيره من الأئمة -فيوجد في كلام كثير من المنتسبين إلى أحمد كأبي الوفاء ابن عقيل وأبي الفرج ابن الجوزي وصدقة بن الحسين وأمثالهم ما هو أبعد عن قول أحمد والأئمة من قول الأشعري وأئمة أصحابه ، ثم بين رحمه الله أن ابن الجوزي مع مخالفته لمعتقد أهل السنة والجماعة إلا أنه أفضل حالاً من متأخري الأشاعرة الذين غالوا في البدعة وخرجوا عن قول الأشعري نفسه، فقال رحمه الله: ومن هو أقرب إلى أحمد والأئمة من مثل ابن عقيل وابن الجوزي ونحوهما....- أقرب إلى السنة من كثير من أصحاب الأشعري المتأخرين الذين خرجوا عن كثير من قوله إلى قول المعتزلة أو الجهمية أو الفلاسفة. انتهى.
    هذا.. وقد عاش ابن الجوزي رحمه الله ومن قبله شيخه أبو الوفاء علي بن عقيل -رحمه الله- تناقضاً بين انتمائه السلفي لمدرسة الحنابلة الأثرية الرافضة لعلم الكلام والبدع، وبين قوة التيار الكلامي الذي بلغ ذروته وأوج نشاطه في القرنين الخامس والسادس... ومن ثم جاءت أقوالهما مضطربة متناقضة.
    قال الحافظ ابن رجب في تعليل ما لقيه أبو الوفاء من أصحابه الحنابلة: والأذية التي ذكرها من أصحابه له، وطلبهم منه هجران جماعة من العلماء، نذكر بعض شرحها: وذلك أن أصحابنا كانوا ينقمون على ابن عقيل تردده إلى ابن الوليد وابن التبان شيخي المعتزلة، وكان يقرأ عليهما في السر علم الكلام، ويظهر منه في بعض الأحيان نوع انحرافٍ عن السنَّة، وتأولٍ لبعض الصفات، ولم يزل فيه بعض ذلك إلى أن مات رحمه الله. انتهى.
    وقد تأثر ابن الجوزي بشيخه تأثراً بالغاً، فحاد عن طريق سلفه من أئمة المذهب، وقال بقول أهل التأويل، لا سيما في كتابه (دفع شبه التشبيه بأكف التنزيه)، الذي صنفه في الرد على بعض مشايخ المذهب، كابن حامد، والقاضي أبي يعلى، وشيخه ابن الزاغوني، وليس في الرد على الحنابلة كما زعم بعضهم.
    قال ابن رجب رحمه الله في ذكر كلام الناس فيه: .... ومنها وهو الذي من أجله نقم جماعة من مشايخ أصحابنا وأئمتهم من المقادسة والعلثيين، من ميله إلى التأويل في بعض كلامه، واشتد نكرهم عليه في ذلك، ولا ريب أن كلامه في ذلك مضطرب مختلف، وهو إن كان مطلعاً على الأحاديث والآثار في هذا الباب، فلم يكن خبيراً بحل شبهة المتكلمين وبيان فسادها، وكان معظماً لأبي الوفاء ابن عقيل، يتابعه في أكثر ما يجد في كلامه، وإن كان قد رد عليه في بعض المسائل، وكان ابن عقيل بارعاً في الكلام، ولم يكن تام الخبرة بالحديث والآثار، فلهذا يضطرب في هذا الباب، وتتلون فيه آراؤه، وأبو الفرج تابعُ له في هذا التلون. انتهى.
    وكذا قال عنه شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: أن أبا الفرج نفسه متناقض في هذا الباب، لم يثبت على قدم النفي ولا على قدم الإثبات، بل له من الكلام في الإثبات نظماً ونثراً ما أثبت به كثيراً من الصفات التي أنكرها في هذا المصنف. انتهى.
    هذا وللفائدة وانظر الفتوى رقم: 55619،، والفتوى رقم: 50216.
    والله أعلم.
    http://fatwa.islamweb.net/fatwa/inde...twaId&Id=68107
    لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله
    الرد على الشبهات المثارة حول الإسلام

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Oct 2012
    المشاركات
    13,372

    افتراضي

    وهذه رسالة جيدة لبيان المعتقد عند ابن الجوزي:
    ابن الجوزي بين التأويل والتفويض
    لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله
    الرد على الشبهات المثارة حول الإسلام

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •