دور الاحتياج المعنوي في حذف فعل الشرط والجواب

تقوم اللغة على الاحتياج المعنوي والأهمية المعنوية ، والإنسان يتحدث بمستويات متعددة وبلغات متعددة تحت رعاية الاحتياج المعنوي غالبا واللفظي نادرا مع علامات أمن اللبس ليكون بعيدا عن اللبس والتناقض وهو غاية كل لغة من لغات العالم ،كما هو الحال في حذف فعل الشرط والجواب جوازا ووجوبا بسبب عدم الاحتياج المعنوي كما في الأمثلة التالية :قال الشاعر:
فطلقها فلست لها بكفء //وإلا يعلُ مفرقك الحسام
أي:وإن لا تطلقها يعلُ ، وهذا مفهوم من السياق اللغوي ،فيجوز ذكر فعل الشرط ويجوز حذفه ، لعدم الاحتياج المعنوي ، كما يُحذف جواب الشرط جوازا إن كان معلوما ، ولا حاجة لإعادته ، قال تعالى:"* وإن كان كبر عليك إعراضهم فإن استطعت أن تبتغي نفقا في الأرض أو سُلَّما في السماء فتأتيهم بآية ........ولو شاء الله لجمعهم على الهدى فلا تكونن من الجاهلين *وترك جواب الجزاء فلم يذكره لدلالة الكلام عليه ومعرفة السامعين بمعناه ،وتقديره "فافعل" والعرب تفعل مثل ذلك ، ويقولون :إن استطعت أن تمشي في حاجتنا....... ،ويحذفون الجواب لعدم الاحتياج المعنوي ،والتقدير: فافعل ،كما يُحذف جواب الشرط وجوبا إن كان الدال عليه متقدما عليه مما هو جواب في المعنى نحو:"أنت ظالم إن فعلت" ،فلا حاجة معنوية لإعادته ، كما يُحذف وجوبا إن أغنى عنه جواب القسم ،قال تعالى:"لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله " فقد أغنى جواب القسم عن جواب الشرط ولا حاجة معنوية إليه والكلام مفهوم بدونه.

وبهذا يتضح أن اللغة تقوم على الاحتياج المعنوي والأهمية المعنوية ، وأن الإنسان يتحدث بمستويات متعددة وبلغات متعددة تحت رعاية الاحتياج المعنوي غالبا واللفظي نادرا مع علامات أمن اللبس ، وأن الإنسان يتحدث بحسب الأهمية المعنوية في الأصل وفي العدول عن الأصل ،وأن منزلة المعنى هي الضابط والمعيار في تمايز معنى وإعراب و نظم التراكيب ، وباختصار:الإنسا يتحدث تحت رعاية الأهمية المعنوية وعلامات أمن اللبس، ويكفي المتكلم أن يقول كلاما مفهوما بعيدا عن اللبس والتناقض .