السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
أما بعد، فأنا متزوجة من 8 أشهر، وزوجي رجل ملتزم دينيًّا، ورجل صالح بمعنى الكلمة، وطيِّب القلب، حنون وكريم؛ ولكني لاحظتُ منذ بداية زواجي خجله من القرب مني، حتى على أسلوب المزاح، غيرَ أنه لا يجامعني سوى مرة كل 10 أيام أو أكثر، يتهرَّب من لقائي ومن رسائلي العاطفية، يحاول إبعادي عنه بأكثر من طريقة؛ إما بالانشغال، أو النوم، أو أن يقول ما يزعجني؛ حتى أبتعد عنه. تعبتُ كثيرًا، فحاولتُ مصارحته بودٍّ وهدوء، كلَّ مرة يقول لي: أنا خُلقتُ هكذا، إما اقبلي أو اخرُجي من حياتي، أنا إنسان لستُ عاطفيًّا، ولا تغريني أنتِ بأي شيء، فلا تلبسي وتتأنَّقي، مهما حاولتِ لن تؤثري في كثيرًا. وعندما قلت له: إني أحبه، أجابني: سوف تتعبين كثيرًا بهذا الحب، وبعد إلحاحي عليه، قال: إنه يخاف النساءَ منذ أيام الثانوية، وقبل الزواج استشار طبيبًا نفسيًّا، فردَّ عليه: إنه يجب أن يتزوج، ويعيش التجربة، وألاَّ يحكم على نفسه دون أن يجرِّب. وهو يئِس؛ لأنه يشعر أن الدكتور غشَّه وخدعه، وأن زوجي ظلمني بهذا الزواج، وخاصة أني حامل منه. سألتُه: ما نوع الشعور الذي يشعر به عندما أقترب منه؟ قال: أحس بالثقل والربكة، وقليل من الخوف، وأني ضائق، لا أستطيع تحمُّل قربك أكثر من 5 دقائق. أرجوكم ساعدوني، فهو يعاملني برسمية جدًّا، وشكرًا.

الجواب
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،سامحينا لتأخُّرنا عليك - عزيزتي - رغم اهتمامنا.مشكلتك صعوبتُها أنها تتعلَّق بزوجك، وإن كان دورك كبيرًا معه، وما نملكه هو أن نساعدك لتساعديه، عوضًا عن أن تزيد المشكلة تعقيدًا. من الواضح أن لديه ترسباتٍ من أيام مراهقته، قد تكون مواقفَ عايشها، أو سمع بها أثَّرت عليه، وجعلتْه يبتعد عن الجنس الآخر كشكل من أشكال الحماية، جيد أنه شاوَرَ طبيبًا نفسيًّا، فهذا يعني أنه لم يستسلم، وأيضًا حمْلُك واقترابه منك كلَّ عشرة أيام يعني أنه ليس عاجزًا جنسيًّا. دورك يكمن في أن تكوني حكيمةً معه، ولا تحبطيه فوق إحباطه من نفسه، محاولتُك لإثارته تزيده بعدًا، تصرَّفي بطبيعية، واتركي له المجال ليقترب وحدَه. جيد أن بينكما حوارًا حول هذا الموضوع، أشعريه بثقتك؛ فهذا سيساعده كثيرًا، ولو شعر أنه يسبِّب لك الألم أو المعاناة سيزيده إحباطًا وعدم قدرة على العلاج. بحوارك معه شجِّعيه أن يعود للمتابعة عند استشاري نفسيٍّ، دون أن تشعريه أن الأمر يتعلق بك أنت؛ لكنه به أيضًا، فهو سيصبح أكثرَ استرخاء وسعادة. حينما يقترب منك، أشعريه بتعزيزك له وبرضاك معه، وحاولي أن تَصِلي معه للمتعة لكليكما من خلال اكتشاف الطريقة التي تمتِّعه. اقرئي أنت وهو كتبًا علميَّة حول هذا الموضوع. من المهم أيضًا أن تشعريه أن الحياة ليستْ كلُّها جنسًا، فأنت تحبِّينه كما هو، وإن كان حبُّك له يدفعك للرغبة في القرب منه أكثر. اقتربي منه أحيانًا بحبٍّ ومودة؛ لكن دون أن تُظهِري له حاجتك للجنس أبدًا؛ بل مجرد مشاعر دفء تحتاجينها. اجعلي الجنس نتيجةً لا غاية، ولتصِلي له معه تدرَّجي قبلها بِطَرْقِ بابِ قلبه برفق. اجعلي بينكما أنشطة مشتركة مختلفة، كأن تشاهِدَا معًا برنامجًا، أو تَخرُجا إلى نزهة، أو تطَّلعا على كتاب، حملُك نقطة انطلاقة مشتركة ممتازة بينكما. اقتربي منه أكثر، واكسري حواجز الرسمية في حياتكما، وبعدها تنكسر بعلاقتكما الحميمية - بإذن الله. وحاوريه دومًا بكل ما يهمك، وشجِّعيه على أن يستعيد ثقته بهذه الناحية، وأن يتابع عند مختص يساعده - بإذن الله.ولا تنسي أثر الدعاء فلا تملّيه، واحمدي الله أنْ رزَقك زوجًا يخاف الله، صالحًا، حنونًا، في زمن قلَّ فيه هذا النموذج للأسف! فابذُلي ما وسعك لتحافظي على حياتك، وتضفي عليها البهجة - بإذن الله.