ملخص السؤال:
فتاة حولها بعضُ النِّساء اللاتي يتلفَّظْنَ بألفاظٍ بذيئةٍ تسميها: التحرُّش اللفظي، وتريد بعض النَّصائح والإرشادات التي من خلالها تستطيع مُواجَهة هذه الظاهرة.
تفاصيل السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.أنا فتاةٌ لديَّ مشكلة تُزعجني جدًّا، وأريد معرفة التصرُّف الصحيح من خلالكم.مشكلتي هي: الكلام البَذيء الذي يَصْدُر من النساء تجاه بعضهنَّ البعض في وصف بعض مَفاتن المرأة، لا سيما إن كان مِن نساء تكبرني أو قريبات مني جدًّا، المشكلة أنهنَّ يأخُذْنَ الكلام على محمل المزاح، مع أنه يكون جارحًا، أو فاحشًا أو بذيئًا أو مُحْرجًا.أتمنَّى أن تُوَجِّهوا نصائح وخطوات إرشادية للفتيات بخصوص الكلام البذيء الذي يصدُر من النساء، وتبيين الآثار السلبية له.فمثلاً: عندما كنتُ في الثانية عشرةَ مِن عمري، كانتْ لي زميلةٌ في الفصل تتكلَّم عن العلاقة الزوجية بشكلٍ متكرِّر وبكلِّ وقاحة، ولا تُبالي إن كان ما تفعله عيبًا أو لا، وللأسف لَم يكن هناك مَن يُخبرها بخطأ أو حُرمة ما تفعل، وعندما كبرتُ وتذكَّرتُ تصرُّفاتها وطريقة كلامها، وَعيتُ أن ما كانتْ تفعلُه كان عبارة عن: تحرُّشٍ لفظيٍّ.
فأرجو أن تُفيدوني في هذا الموضوع وجزاكم الله خيرًا

الجواب

الحمدُ لله، والصلاةُ والسلامُ على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومَن والاه، وبعدُ:فأُحَيِّي فيك غيرَتك وحياءك الذي هو شُعبة من شُعَب الإيمان، وحقًّا ما قلتِ والله، وهو ما ذَكَرَهُ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم في وصف بعض أخلاق المؤمن حيث قال: ((ليس المؤمنُ بالطَّعَّان، ولا اللَّعَّان، ولا الفاحش، ولا البذيء)).وقال أنس بن مالك صاحبُ رسول الله صلى الله عليه وسلم وخادمه 10 سنوات: "لَم يكنْ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم سبَّابًا ولا فحَّاشًا ولا لعَّانًا".ومن المؤسف حقًّا انتِشار مِثل ذلك بين بعض الأُسَر، بحُكم أن الأمر من العادات المتعارَف عليها، وفعلاً هي عادة، لكنها عادة قبيحةٌ جدًّا لمُخالفَتِها للحياء.والحلُّ معهم بعد الاستعانة بالله والدعاء - يكون بمُناصحتِهم على الدوام، وتذكيرهم، ويكون كذلك بتَرْك المكان الذي يلغط فيه بِمِثْل ذلك، حتى وإن أدى ذلك لعدم رضاهم عنك، فإنَّ الفعلَ أحيانًا يكون أبلغ من القول.أما ما ذكرتِ مِن وقوع تلك السلوكيات الخاطئة والمشينة، فهي وللأسف تتكرَّر كثيرًا، وخصوصًا في المُجْتَمَعات وبين الأسر غير الملتزمة بدينها وبتربية أبنائها على الآداب الإسلامية، ومما يُعين على مِثْل ذلك: الخُلطة الفاسدة، وكثرة غياب الأبناء عن والديهم، مع قلة الرقابة التي تُسهل مثل ذلك.ولكن أريد أن أُطَمئنك بأنَّ تأثير ذلك لن يكونَ بتلك القوة التي تتخيَّلينها، ما دام أن الأمرَ لَم يتعدَّ ما ذكرتِ، وبطبيعة الحال فإن هناك مواقفَ وتصرُّفات لا ولن تنسى تمامًا، وقلَّ مَن يَسْلَم منها حقيقة، وإنما علينا أن نتغافَل عن تذكُّرها، وألا نربطَ بينها وبين تلك الحياة الطبيعية التي أباحها اللهُ لنا في علاقاتنا الزوجية، فشَتَّان ما بينهما.
شكر الله لك استشارتك وحرصك وزادك مِن فضلِه