تمايز صحة نظم التراكيب في إطار التضام

تقوم اللغة على الاحتياج المعنوي والأهمية المعنوية ، والإنسان يتحدث بمستويات متعددة وبلغات متعددة تحت رعاية الاحتياج المعنوي غالبا واللفظي نادرا مع علامات أمن اللبس ليكون بعيدا عن اللبس والتناقض وهو غاية كل لغة من لغات العالم ،كما هو الحال في هذين التركيبين اللذين يتمايزان من حيث صحة النظم في إطار التضام نظرا لتغير منزلة المعنى بين أجزاء التراكيب:
نقـــول:جاء محمدٌ وسعيدٌ
ولا نقـول:جاء محمدٌ ..سعيدٌ
لأنه ملبس ،فلا ندري إذا ما كان "سعيد" اسما معطوفا أم بدلا .
ونقــول:جاء المعلم نفسه
ولا نقول: جاء ......نفسه
لأن الكلام غير مفهوم ،والحذف يتنافى مع التوكيد ،فكيف تؤكد شيئا وتحذفه ؟
ونقـول: أعجبتني الفتاة حديثها .
ولا نقول:أعجبتني .....حديثها .
لأن الكلام غير مفهوم ،فكيف تبدل من شيء محذوف ؟
ونقـول: جاء القوم إلا زيدا
ولا نقول:جاء القوم ...زيدا .
لأنه ملبس ،فلا ندري إذا ما كان "زيدا" مستثنى أم مفعولا به .

فهذه الأشياء المحذوفة ضرورية ولا يجوز الاستغناء عنها بسبب الاحتياج المعنوي إليها ،وإلا صار الكلام ملبسا وغير مفهوم .
وبهذا يتضح أيضا أن اللغة تقوم على الاحتياج المعنوي والأهمية المعنوية ، وأن الإنسان يتحدث بمستويات متعددة وبلغات متعددة تحت رعاية الاحتياج المعنوي غالبا واللفظي نادرا مع علامات أمن اللبس ، وأن الإنسان يتحدث بحسب الأهمية المعنوية في الأصل وفي العدول عن الأصل ،وأن منزلة المعنى هي الضابط والمعيار في تمايز معنى التراكيب ونظمها وإعرابها ، وباختصار:الإنسا يتحدث تحت رعاية الأهمية المعنوية وعلامات أمن اللبس، ويكفي المتكلم أن يقول كلاما مفهوما بعيدا عن اللبس والتناقض .