من الشبهات التي تثار في هذه الأيام، ويراد منها: إسقاط العلماء...
شبهة: "علماء لم يطلقوا رصاصة واحدة في سبيل الله"، فكيف نأخذ علمهم وفتاويهم؟؟!!
الجواب:
ما أعظم العلم والعلماء..
وما أعظم الجهاد والمجاهدين..
وأعظم من ذلك: أن يقترن العلم بالجهاد، فنرى (مجاهدين علماء)، ونرى (علماء مجاهدين)..
ولكن هذه المقولة:
"علماء لم يطلقوا رصاصة واحدة في سبيل الله"، فكيف نأخذ علمهم وفتاويهم؟؟!!
أقول:
هذه إحدى الشبهات التي أطلقها أعداء الدين، لإسقاط العلماء من قلوب الشباب المسلم..
فالمسلم مأمور أن بأخذ علمه عن العلماء الصادقين الراسخين المشهود لهم، بغضّ النظر، هل أطلقوا رصاصة أو لم يطلقوا..
فهذا التأصيل، وهو قولهم: "لا نأخذ علمنا إلا من الذي يطلق الرصاص في سبيل الله": كلام باطل، وتأصيل جاهل..
وهذا التأصيل: لا نعرفه في كتاب الله، ولا في سنة رسوله صلى الله عليه وسلم، ولا في هدي السلف الصالح رضوان عليهم..
فالعلماء علماء، سواء أطلقوا رصاصا أو لم يطلقوا!!
والجهال جهال، سواء جاهدوا أو لم يجاهدوا!!
العالم له مكانته، والمجاهد له مكانته، والعبرة عند الله بالصدق والإخلاص، وليس بإطلاق الرصاص..
ومن خلال نظرة سريعة في تاريخ أمتنا نجد:
أنه في كل عصر من العصور، التي كانت فيها الفتوحات الإسلامية الكبرى قائمة، وكذا الجهاد بنوعيه: جهاد الدفع، وجهاد الطلب، في كل عصر من هذه العصور، يوجد آلاف من العلماء الذين لم يرموا بسهم في سبيل الله، ولم يعب عليهم أقرانهم من المجاهدين، وأهل الثغور، سواء كانوا علماء أو متعلمين، فهل نحن بعد مئات السنين نسقطهم وننكر علمهم، ونرد فتاويهم..
حتى الأئمة الأربعة: (مالك، وأحمد، والشافعي، وأبو حنيفة)، لم يعرف أنهم غزوا وقاتلوا..
إلا ما روي عن الشافعي وأحمد من رباط يسير، وليس قتال..
الخلاصة:
نحن بحاجة إلى العلماء سواء أطلقوا الرصاص أو لم يطلقوا..
ونحن بحاجة إلى المجاهدين سواء كانوا علماء او جهال..
نحن نريد من العلماء أن لا يخذلوا المجاهدين..
ونريد من المجاهدين أن لا يخوّنوا العلماء..
فالتخوين من الشباب، أو الخذلان من العلماء، هذا هو قرة أعين أعدائنا.
فعلينا أن نفهم ماذا يراد لنا، وأن نعرف ديننا، وأن نتعاون فيما بيننا، وأن نخلص لله تعالى أعمالنا...
وعلينا أن نعيد الثقة فيما بيننا...