ملخص السؤال:
شاب يدرس التمريض، ولا يحب هذا التخصص، ويريد الانتقال إلى تخصُّص آخر، وأهلُه يرون أن هذا التخصص جيد، ويطلُب المشورة والرأي هل يكمل في تخصصه أم لا؟
تفاصيل السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.أنا طالبٌ جامعي عمري 19 عامًا، أدرس التمريض، وأعاني مِن مشكلةٍ دراسيةٍ، وهي: عدم الرغبة في دراسة التخصُّص، بسبب نظرة المجتمع له، وبسبب معامَلة زملائي السيئة!أكره تخصُّصي، وأفكِّر دومًا في التحويل لتخصص آخر، أصبح ذهني مَشغولاً بتلك الأفكار، حتى قلَّ مُستواي الدراسي، وأصبتُ بالاكتئاب، وأصبحتْ شخصيتي انطوائية!أما أهلي فيَرون أن تخصُّصي جيد، وله مستقبلٌ حسنٌ.

فأرجو أن تُفيدوني برأيكم في تلك المشكلة وجزاكم الله خيرًا

الجواب

ابني الكريم، السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.نُرَحِّب بك في شبكة الألوكة، سائلينَ المولَى القديرَ أن يُسدِّدنا في تقديم ما ينفعك، وينفع جميع المستشيرين.أستشفُّ مِن سياق رسالتك وُجود نظْرة تشاؤُمية في رُؤيتك للأحداث، تدْفَعك للمبالَغة في تفسيرها، والخُروج عن إطارها وحقيقتها، فتنشغل بمَشاعر وأفكار سلبية تتعلَّق أغلبُها بتوقُّعاتك الشخصية، وليس بما حدَث ويحدُث فعلاً.فرغم أني أجد أن التمريضَ مِهنة لها خصوصيتها الإنسانية، وتتطلَّب معرفةً ودرايةً علميةً مهمةً في المجال الطبي، لكني أجدك قد تأثرتَ (ببعض) الأفكار التقليدية والنمطية التي يتبناها قلَّةٌ من الناس في مجتمعاتنا العربية.ولذلك فإني أنصحك يا بني أن تُعيدَ النظر في أسلوبك الفكري لقياس ومُوازنة الأمور، والمواقف التي تُواجهك في حياتك بكل مجالاتها، فلو كان نُفُورك من هذا التخصُّص بسبب ما تراه أو تسمعه مِن بعض المحيطين بشأنه، فهو أسلوبٌ فكريٌّ غير محمود، وسيُبقيك في دائرة الحزن والتوتُّر طيلة حياتك؛ لأنَّ انتقادَ الناس وازْدراءهم من أي أمر لا يُمكن تَفاديه، فهناك من ينتقد ويَزْدَري حتى النجاح والتفوُّق وأي صِفة صالحة.أما إن كنتَ تجد في نفسك عدم رغبة تجاه دراسة تخصص التمريض، والعمل في مجاله مستقبلاً، فلا شك أني أنصحك بتغيير تخصُّصك، ودراسة ما تجد أنك أكثر ميلاً وقدرة على دراسته، ثم العمل في مجاله، دون أي ندَمٍ أو تأنيبٍ للذات على الفترة التي قضيتَها في دراسة التمريض، فأنت ما زلتَ في المراحل الأولى وفي مُقتَبل العمر، وبإمكانك بناء مُستقبلك العلمي والمهني بما يَنْسَجِم مع ميولك وقابليتك إذا ما تحلَّيْتَ بالإرادة والتفاؤُل والصبر، وقبلها توكلتَ على الله تعالى، وأيقنتَ أنَّ كل ما يكتبه لك هو الأفضل، حتى وإن لم يكُنْ في ظاهِره لك كذلك.وأخيرًا، أختم بالدعاء إلى الله تعالى أن يُصْلِحَ شأنك وبالك، ويُرشدك لما فيه الخير لك في الدارَين وينفع بك.
وسنكون سُعداء بسماع أخبارك الطَّيِّبة