تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: البناء الفني

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Oct 2007
    المشاركات
    903

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    3,205

    افتراضي

    مجلة الواحة – فريد عبد الرحمن البيدق
    الثلاثاء 2016-03-01
    سلسلة الأدب الاسلامي.. ح3
    〈〈 البناء الفني 〉〉
    (1)البناء كلمة مشهورة حية مستعملة في أكثر من ميدان علمي وحياتي استعمالا حقيقيا أو مجازيا.
    كيف؟
    يقال: بناء السفن، وبناء الطائرات، وبناء الطرق، وبناء السيارات، وبناء البيوت، وبناء العلاقات، وبناء الخطط، وبناء المشاريع، و… إلخ.
    ومن هذه المجالات التي تستعمل فيها كلمة البناء الأدب، فيقال: البناء الفني.
    فما البناء؟
    إنه استخدام وحدات تتكرر بنظام ما لإنتاج شيء ما؛ فالوحدة البنائية تختلف في الأمثلة السابقة بعضها عن بعض لاختلاف الماهية والوظيفة.
    ما خصائص هذه الوحدات؟
    الانسجام والملاءمة حتى يحدث التماسك الذي يعطي الشكل وينفذ الوظيفة.
    فإذا وردنا الأدب فلنا أن نسأل: ما البناء الفني؟
    إنه استخدام وحدات تتكرر تكرارا أحاديا أو متعددا لإنتاج عمل أدبي.
    كيف؟
    إن الأدب موضوعه الحياة بأحداثها؛ لذا فهو حدث يؤديه شخص أو مجموعة أشخاص ظاهرين أو غير ظاهرين رئيسيين أو هامشيين، في زمان معلوم مذكور أو معلوم غير مذكور أو غير معلوم، في مكان معلوم مذكور أو معلوم غير مذكور أو غير معلوم، يتبلور في لغة تتمثل تقنيات السرد أو الحوار أو الرسائل أو الحوار الفردي “المونولوج” أو تيار الوعي أو …، ينتظم في حبكة تمثل الهيكل العام للفكرة الأدبية، ويمثل السابق تفصيلاتها وأدواتها.
    (2) وقد حصر الدكتور أحمد خالد توفيق في سلسلة “فانتازيا” العدد 40 ص 11- 16 حبكات روايات الخيال العلمي فقال: هناك أنواع عديدة من الخيال العلمي تندرج تحت 23 تصنيفا هي: غرباء بيننا علم الفضائيين: قصص الغزو إذا كانوا واضحين، وقصص الرعب إذا كانوا مجهولين، والتاريخ البديل “الأوكرونيا”: ماذا لو لم يحدث كذا؟ ماذا كان سيحدث لم لم تكتشف كذا؟، والعوالم البديلة: مجرات أخرى عليها أرضين أخر، وتحدي الجاذبية: الطيران، والانتقال الجزيئي: تحول الإنسان إلى جزئيات تنتقل من مكان إلى مكان تتجمع فيه، وخلف الحقول التي نعرفها: مثل “سيد الخواتم”، ومدن الغد: مدن الفضائيين وبشر الغد، والسايبر بانك cyber bunk : عالم المتسللين إلى الأنظمة والكمبيوترات ذات الذكاء الصناعي “*******” والسايبورج، واليوتوبيا: المدينة الفاضلة، ونقيض اليوتوبيا: حيث نرى المستقبل كابوسا، والإدراك الفائق للحواس: مثل قارئ الأفكار والمحركين عن بعد و…، والخيال العلمي الصعب: المرتبط بنظريات العلم ولا يتحمله إلا المتخصصون، والبحث عن الخلود كالإحياء المؤقت، والأرض التي غفل عنها الزمن مثل أطلنطس، والاختفاء، والخيال العلمي الشهواني، وأوبرات الفضاء التي يستخدم فيها سيوف الليزر ومعارك مكوكات الفضاء، والسوبرمانات، والسفر عبر الزمن، وأعماق البحار، وما بعد المحرقة: الأرض بعد حرب نووية أو وباء أو نفاد الطاقة، والعلم ينفلت عياره: التجارب الخاطئة التي تصنع مسوخا أو طفرات وراثية، ونوع يحتوي كل السابق.
    ولأنواع القص الأخرى كالروايات الاجتماعية والتاريخية وغيرها حبكات أيضا تحتاج إلى استقراء وحصر.
    (3)إذا أراد أحدنا أن يكتب عملا أدبيا قصصيا فماذا يفعل؟ يحدد الفكرة الرئيسة فتكون موضوع عمله، ثم يحدد الشخصيات كما ونوعا، ثم يحدد الزمان والمكان إن كانا لازمين للموضوع، ثم يبدأ صنع الأحداث من خلال حركات الشخصيات وتصرفاتها التي تتعارض وتتوافق ومن هذا التعارض والتوافق يبدأ العمل القصصي في السير نحو الصعود إلى نقطة التقاء التعارض حيث المشكلة والعقدة، ثم تبدأ الأحداث تتجه نحو الانفراج لتصل إلى النهاية المفتوحة أو المغلقة أو نصفهما. ومن خلال هذه الرحلة يستخدم الأديب الحوار تارة والسرد أخرى، ويكون السرد وصفا حينا ومؤثرا في الأحداث حينا آخر، ويكون الحوار كاشفا زمنا ومصعدا للحبكة زمنا آخر، وقد تحتاج الشخصية إلى زمن راحة وصمت مع الشخصيات لكنها تتحدث إلى القارئ من خلال الحوار الداخلي “المونولوج”، وقد يأتي حدث يستدعي أحداثا ماضية أو تخيلات أحداث مستقبلة فيكون تيار الوعي، وقد توظف أسماء الشخصيات توظيفا فنيا كأن يكون الشخص ذا اسم محمود وفعله ذميم إظهارا للتناقض. ويختار الأديب وجهة النظر التي سيروي أحداثه من خلالها؛ فقد يختار كون الشخص الرئيس في عمله القصصي هو المتحدث، وقد يختار كونه هو المتحدث فيجعل شخصيات عمله القصصي تحت تصرفه، وقد تكون الأحاديث متبادلة في رسائل أو حوارات، و…إلخ. ويختار الأديب لغة شخصياته التي تتلاءم مع المستوى الفني التي تمثله، و … إلخ. وبهذا يبني الأديب عمله القصصي باستخدام تلك اللبنات ليتم بناؤه الفني فيخرج عمله القصصي للقراء! ومن خلال البناء الفني ينتمي الأدب؛ فيكون علمانيا إن عد الدين بعيدا عن الحياة وجعله خارج حياة الناس، ويكون إسلاميا إن جعل الدين أساس تحرك الناس.
    -----------
    جزاكم الله خيرا أستاذي الكريم

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Oct 2007
    المشاركات
    903

    افتراضي

    بوركت يا حبيب، وأكرمت!

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •