تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: لما لم يذكر"الظالم لغيره" في قوله تعالى:" ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ"؟

  1. #1

    افتراضي لما لم يذكر"الظالم لغيره" في قوله تعالى:" ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ"؟

    بسم الله الرحمن الرحيم

    لما لم يذكر"الظالم لغيره" في قوله تعالى:" ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا"؟


    قال الله جل في علاه:" ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ (32)"-فاطر-
    اختلف المفسرون في هذه الآية، فمنهم من قال أن هذه الأصناف الثلاثة هم المذكورون في سورة الواقعة: السابقون وأصحاب اليمين وأصحاب الشمال، ففسر الظالم لنفسه بالكافر والمنافق أي بأصحاب المشأمة.
    ومنهم من حمل الكتاب على الجنس أي جنس الكتب المنزلة على الرسل، فيكون المقصود بالمصطفين الأنبياء وأتباعهم، ومنهم من حمله على العهد، فيكون المراد بالكتاب القرآن الكريم وبالمصطفين أمة محمد صلى الله عليه وسلم.
    وهذا قول الجمهور، فالأصناف الثلاثة المذكورة كلها من أمة الاستجابة، يقول الإمام الألوسي رحمه الله تعالى:" والذي يعضده معظم الروايات والآثار أن الأصناف الثلاثة من أهل الجنة فلا ينبغي أن يلتفت إلى تفسير الظالم بالكافر إلا بتأويل كافر النعمة وإرادة العاصي منه."-روح المعاني:22/197-.
    وقد تعددت الأقوال في تفسير هذه الأصناف ومعظمها متقارب، ولعل القول الجامع لكثير منها–والعلم عند الله- هو أن:
    - الظالم لنفسه: المفرط في الواجبات، المرتكب للمحرمات.
    - والمقتصد: المؤدي للواجبات المجتنب للمحرمات، لكنه يرتكب بعض المكروهات ويتهاون في المستحبات.
    - والسابق: المحافظ على الواجبات والمستحبات، المجتنب للمحرمات وكذا المكروهات.
    والسؤال الذي يمكن إيراده عند آية فاطر: لما ذكر الله تعالى الظالم لنفسه دون الظالم لغيره، فمعلوم أن الظلم ظلم للنفس وظلم للغير([1]).
    والجواب يمكن أن يكون من وجوه:
    - أن الله سبحانه لم يذكر ظلم الغير تعظيما وترهيبا، فالظلم ظلمات يوم القيامة، وقد حرم الله تعالى الظلم على نفسه وجعله بين خلقه محرما، وخلافا لظلم النفس الذي يبقى صاحبه تحت المشيئة إن شاء الله غفر له وإن شاء عذبه بقدر ظلمه، فإن ظلم الغير لا بد فيه من التحلل.
    - أن الظالم لنفسه يشمل الظالم لغيره، فالمسلمون كالجسد الواحد وكالنفس الواحدة كما دلت عليه نصوص القرآن والسنة، ومن ذلك قوله تعالى:{ فَسَلِّمُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ } أي: "فليسلم بعضكم على بعض، لأن المسلمين كأنهم شخص واحد، من تواددهم، وتراحمهم، وتعاطفهم". –تيسير الرحمن-.
    - ثم وجدت قولا آخر عند الإمام الألوسي رحمه الله تعالى، قال:"والظالم لنفسه...وهو صادق على من ظلم غيره لأنه بذلك ظالم لنفسه والمشهور مقابلته بالظالم لغيره واللام للتقوية."-روح المعاني22/195-، والمراد أن الظالم لغيره يرجع ظلمه هذا على نفسه لأنه يوبقها حيث يقتص منه بأخذ حسناته بقدر ظلمه وإن لم تفي حمّل أوزار من ظلمهم.
    والله أعلم وأحكم.

    ([1] ) أما القسم الثالث وهو أعظم أنواع الظلم ولا سبيل لمغفرته إلا بالتوبة منه ألا وهو الشرك، فهذا لا يدخل في الآية على القول الراجح، لأن الجنة حرام على أهل الشرك كما قال تعالى على لسان عيسى عليه السلام:"إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة" فكيف يتم اصطفاء المشركين ووعدهم بدخول الجنان فهذا لا يقبله عقل ولا نقل.

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Oct 2012
    المشاركات
    13,372

    افتراضي

    نعم بارك الله فيك، أرجح الأقوال هو القول الأخير: أن الظالم لغيره ظالم لنفسه أيضًا؛ وحتى من أشرك بالله تعالى فهو ظالم لنفسه؛ لأنه أقحمها النار.
    لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله
    الرد على الشبهات المثارة حول الإسلام

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jul 2010
    الدولة
    مصر المنصورة
    المشاركات
    5,230

    افتراضي

    كل معصية يرتكبها العبد هي ظلم لنفسه ، لأنه عرض نفسه لوعيد الله ، فظلمها بتعريضها للعذاب .
    والله أعلم

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •