السلام عليكم ورحمة الله

حكم دعوةِ تاركي الصلاة إلى العرس ؟
الفتوى رقم: ٥٨٩
اللشيخ محمد علي فركوس الجزائري -حفظه الله تعالى-
منقول من موقعه الرسمي
http://ferkous.com/home/?q=fatwa-589


السؤال: هل يجوز دعوةُ الجيران إلى الوليمة إذا كانوا تاركِي الصلاةِ أو مِن أهل المُوبقات والكبائر؟ وجزاكم الله خيرًا.

الجواب:
الحمدُ لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على مَن أرسله اللهُ رحمةً للعالمين، وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدِّين، أمَّا بعد:
فإنَّ النَّبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم قال: «لَا تُصَاحِبْ إِلَّا مُؤْمِنًا، وَلَا يَأْكُلْ طَعَامَكَ إِلَّا تَقِيٌّ»(١)، يعني: أن يَدْعُوَ الصالحين إليها [الوليمة] سواءٌ كانوا فقراءَ أو أغنياءَ، أمَّا الجيران غيرُ المصلِّين مع ما هم عليه مِن الكبائر والمُوبِقاتِ فلا تجوز دعوتُهم؛ ذلك لأنَّ دعوةَ أهلِ المعاصي فيها نوعُ رضًى بذنبهم ومعصيتِهم، والرِّضى بالمعصية معصيةٌ، إلَّا إذا كان يُرجى منهم الاستقامةُ والهداية والرَّشاد، ففي هذه الحالِ تجوز دعوتُهم إلى الوليمة.
والعلمُ عند الله تعالى، وآخِرُ دعوانا أنِ الحمدُ لله ربِّ العالمين، وصلَّى الله على محمَّدٍ وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدِّين، وسلَّم تسليمًا.

الجزائر في: ٩ صفر ١٤٢٨ﻫ
الموفق ﻟ: ٢٧ فبراير ٢٠٠٧م
-----------------------------------------------
(١) أخرجه أبو داود في «الأدب» بابُ مَن يؤمر أن يُجالِس (٤٨٣٢)، والترمذيُّ في «الزهد» بابُ ما جاء في صحبة المؤمن (٢٣٩٥)، وأحمد في «مسنده» (١١٣٣٧)، والحاكم في «مستدركه» (٧١٦٩)، مِن حديث أبي سعيدٍ الخُدْرِيِّ رضي الله عنه. والحديث حسَّنه البغويُّ في «شرح السُّنَّة» (٦/ ٤٦٨)، والألبانيُّ في «صحيح الجامع» (٧٣٤١).

*****
الله الموفق
والحمد لله ربّ العالمين