قال الإمام السعدي –رحمه الله- في كتابه “الحث على اجتماع كلمة المسلمين”42:
واعلم أن للخير والشر علامات يُعرف بها العبد:
فعلامة سعادة الإنسان: أن تراه قاصدًا للخير لكافة المسلمين حريصًا على هدايتهم ونصيحتهم بما يقدر عليه من أنواع النصح، مؤثرًا لستر عوراتهم وعدم إشاعتها قاصدًا بذلك وجه الله والدار الآخرة.


وعلامة شقاوة العبد: أن تراه يسعى بين الناس بالغيبة والنميمة ويتتبع عثراتهم ويتطلع على عوراتهم، فإذا سمع بشيء صدر منهم من المكروه أشاعه وأذاعه ،بل نشر معه شرحًا من ابتداعه، فهذا العبد بشرِّ المنازل عند الله مقيت عنده متعرض لمساخطه يوشك أن يفضحه في دنياه قبل أُخراه إن لم يتدارك نفسه بالتوبة النصوح وتبديل السيئات بالحسنات.

فحقيقٌ بمن لنفسه عنده قيمة أن يربأ بها عن هذه الخصلة الذميمة، ويتأمل معنى قوله صلى الله عليه وسلم: (من ستر مسلمًا ستره الله في الدنيا و الآخرة).


وقوله صلى الله عليه وسلم: (يا معشر من آمن بلسانه ولم يدخل الإيمان قلبه لا تؤذوا المسلمين ولا تتبعوا عوراتهم فإنه من يتبع عورة أخيه يتبع الله عورته ومن يتبع الله عورته يفضحه ولو في جوف بيته).