تمايز معنى التراكيب في إطار الصيغة
تقوم اللغة على الاحتياج المعنوي والأهمية المعنوية ، والإنسان يتحدث بمستويات متعددة وبلغات متعددة تحت رعاية الاحتياج المعنوي غالبا واللفظي نادرا مع علامات أمن اللبس ليكون بعيدا عن اللبس والتناقض وهو غاية كل لغة من لغات العالم ،كما هو الحال في قوله تعالى " لا يكلف الله نفسا إلا وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت " فقد استخدم "لها" مع الفعل "كسبت" واستخدم "عليها" مع الفعل "اكتسبت" وهناك فرق في المعنى بين هذين التركيبين في إطار الصيغة نظرا لاختلاف منزلة المعنى بين أجزاء التركيبين :
قال تعالى :"لهــا ما كسبت ".
وقال تعالى :"عليها ما اكتسبت ".
التركيب الأول يعني :لها ما كسبت من الخير والربح ،ومما يدل على ذلك أنه استخدم حرف الجر "اللام" الذي يفيد الملكية مع الفعل "كسبت" ، أما التركيب الثاني فيعني :عليها ما اكتسبت وتحملت من الإثم والشر ،ومما يدل على ذلك أنه استخدم حرف الجر "على" الذي يفيد الاستعلاء مع الفعل "اكتسب" .
وبهذا يتضح أن اللغة تقوم على الاحتياج المعنوي والأهمية المعنوية ، وأن الإنسان يتحدث بمستويات متعددة وبلغات متعددة تحت رعاية الاحتياج المعنوي غالبا واللفظي نادرا مع علامات أمن اللبس ، وأن الإنسان يتحدث بحسب الأهمية المعنوية في الأصل وفي العدول عن الأصل ،وأن منزلة المعنى هي الضابط والمعيار في تمايز معنى ونظم وإعراب التراكيب ، وباختصار:الإنسا يتحدث تحت رعاية الأهمية المعنوية وعلامات أمن اللبس،ويكفي المتكلم أن يقول كلاما مفهوما بعيدا عن اللبس والتناقض.