نص السؤال: 1-ما حكم مناداة الأخ المسلم بعبارات منها ( الأجنبي ) في العديد من الدول الإسلامية ، ولمن تُقال هذه الكلمة ؟

نص الفتوى: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فمناداة الشخص مسلماً كان أو كافراً بلفظ "أجنبي" أثر من آثار الغزو الفكري، لتغريب المسلمين عن ثقافتهم، واستبدالها بثقافة الغرب المنحطة، وللأستاذ علي القاضي بحث في هذا الموضوع نقله الشيخ بكر بن عبد الله أبو زيد في كتابه معجم المناهي اللفظية، قال رحمه الله: (المجتمع الإسلامي في الماضي كان يستعمل ألفاظاً تحمل مدلولات إسلامية لا يختلف أحد في فهمها، ولا في استعمالها، ولا تدور المناقشات حولها، ثم جاء الاستعمار العسكري للبلاد الإسلامية، الذي تبعه الاستعمار الفكري، فعمل على تغيير الألفاظ، وتغيير مدلولاتها، فيسير المسلمون في اتجاه الحضارة الغربية، ويتركون الحضارة الإسلامية..ومن هذه التعبيرات الأجانب بدلاً من الكفار، الحرب بدلاً من الجهاد، التراث بدلاً من الإسلام، المساعي الحميدة بدلاً من الصلح بين طائفتين من المسلمين، الوطنية والقومية بدلاً من الإسلامية، إلى غير ذلك من التعبيرات التي تسربت إلى ثقافتنا الحديثة بدون أن نشعر، وبعد فترة بدأت هذه البذور تأتي ثمارها، فقد أصبح الكفار يعيشون في بلادنا على أنهم أجانب فقط، ومن الممكن أن يكون الأجنبي أيضاً مسلماً، وأن يكون عربياً، لأنه من غير البلد الذي يعيش فيه، ومن الممكن أيضاً أن يكون الأجنبي أرقى ثقافة، وأكثر مدنية، وبالتالي فالمسلم لا يرى أن هؤلاء الكفار دونه في شيء، وأنه مطالب بهدايتهم إلى الإسلام فيبدأ في الاقتداء بهم، وتنمحي صورة المسلم شيئاً فشيئاً، ويصير الأمر إلى ما نرى في بلادنا الإسلامية، من الاقتداء بالأجانب، والاقتناع بأنهم المثل الأعلى في التربية، ثم إلى الاقتناع بأن التمسك بالإسلام هو سبب التأخر في المجتمعات الإسلامية، التي تتمسك به، وقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم من ذلك. ا.هـ مع شيء من الاختصار.
فلا يصح إذن أن نطلقها على الكافر المقيم في بلاد الإسلام، لما سبق بيانه، ولا يصح أن نطلقها على المسلم المقيم في غير بلده التي ولد فيها، لأن البلاد الإسلامية كلها بلد واحد، وإنما حصل هذا التقسيم بتخطيط ومكر من أعداء الله عز وجل، ليورثوا الفرقة والعصبية بين المسلمين لكي يضعفوا أمام أعدائهم، والكل يعلم الأثر السيئ من إطلاق هذه الكلمة، وما سببته من حقد وإحن وتفريق. نســـأل الله السلامة والعافية.
والله أعلم.

نقلا عن موقع الشبكة الإسلامية
http://www.islamweb.net.qa/ver2/Fatw...waId&x=43&y=10