عن أبي هريرة ، قال : خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم أو ليلة ، فإذا هو بأبي بكر وعمر ، فقال : " ما أخرجكما من بيوتكما هذه الساعة ؟ " ، قالا : الجوع يا رسول الله ، قال : " وأنا والذي نفسي بيده لأخرجني الذي أخرجكما قوموا " ، فقاموا معه فأتى رجلا من الأنصار ، فإذا هو ليس في بيته ، فلما رأته المرأة ، قالت : مرحبا وأهلا ، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم أين فلان ؟ ، قالت : ذهب يستعذب لنا من الماء إذ جاء الأنصاري ، فنظر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وصاحبيه ثم قال : الحمد لله ما أحد اليوم أكرم أضيافا مني " ، قال : فانطلق فجاءهم بعذق فيه بسر وتمر ورطب ، فقال : كلوا من هذه وأخذ المدية ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إياك والحلوب " ، فذبح لهم فأكلوا من الشاة ، ومن ذلك العذق وشربوا ، فلما أن شبعوا ورووا ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي بكر وعمر : " والذي نفسي بيده لتسألن عن هذا النعيم يوم القيامة أخرجكم من بيوتكم الجوع ، ثم لم ترجعوا حتى أصابكم هذا النعيم " .
أخرجه مسلم (2038) ومن طريقه ابن بشكوال في "الأسماء المبهمة" 2/ 628 , وابن ماجه (3180) , وأبو يعلى (6177)و(6181) , وأبو إسحاق الحربي في "إكرام الضيف" (98) , وأبو عوانة في "المستخرج" (8303)و(8304)و(8306), والطبري في "التفسير" 30/ 287 وفي "تهذيب الآثار" (1027) , والطبراني (571) , والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (474) , والبيهقي في "الشعب" (4602) : من طرق عن يزيد بن كيسان ، عن أبي حازم ، عن أبي هريرة به .
وأخرجه ماك في "الموطأ (3440) بلاغًا , وعنه حماد بن إسحاق في "تركة النبي" (32)
وفي روايته , وأبي عوانة (8304) التصريح باسم الأنصاري وهو أبو الهيثم بن التيهان .

وله طريق أخرى عن أبي حازم :
أخرجه أبو عوانة في "المستخرج" (8305) : من طريق زهير بن معاوية ، قال : ثنا بشير أبو إسماعيل ، أن أبا حازم أخبرهم , عن أبي هريرة به .


وله طريقان آخران عن أبي هريرة :
الأول :
أخرجه الترمذي (2369), وفي "الشمائل" (134) , والنسائي في "السنن الكبرى" (6583)و(11633) , والبخاري في "الأدب المفرد" (256) , وابن المبارك في "الزهد" (1169) ,والمعافى بن عمران في "الزهد" (242) ,وأبو أمية الطرسوسي في "مسنده" (62) , والحاكم 4/ 131 , والطبري في "التفسير" 30/ 287 ,وفي "تهذيب الآثار" (468)و(1028) , والطبراني (570), والبغوي في "شرح السنة" (3612)و(4119), وأبو الشيخ الأصبهاني في "أخلاق النبي" (851) , وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (6021) , والخطيب البغدادي في "الأسماء المبهمة" (ص: 283) , وفي "التطفيل" (ص:65) ,وابن عبدالبر في "التمهيد" 24 / 343 , وفي "الاستذكار" 8/ 378 , وابن الأثير في "أسد الغابة" 4/ 239: من طرق عن عبد الملك بن عمير ، عن أبي سلمة ، عن أبي هريرة قال : خرج النبي صلى الله عليه وسلم في ساعة لا يخرج فيها ، ولا يلقاه فيها أحد ، فأتاه أبو بكر ، فقال : " ما جاء بك يا أبا بكر ؟ فقال : خرجت ألقى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأنظر في وجهه ، والتسليم عليه ، فلم يلبث أن جاء عمر ، فقال : ما جاء بك يا عمر ؟ قال : الجوع يا رسول الله ، قال : فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : وأنا قد وجدت بعض ذلك ، فانطلقوا إلى منزل أبي الهيثم بن التيهان الأنصاري ، وكان رجلا كثير النخل والشتاء ، ولم يكن له خدم ، فلم يجدوه ، فقالوا لامرأته : أين صاحبك ؟ فقالت : انطلق يستعذب لنا الماء ، فلم يلبثوا أن جاء أبو الهيثم بقربة يزعبها ، فوضعها ، ثم جاء يلتزم النبي صلى الله عليه وسلم ، ويفديه بأبيه وأمه ، ثم انطلق بهم إلى حديقته ، فبسط لهم بساطا ، ثم انطلق إلى نخلة ، فجاء بقنو ، فوضعه ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : أفلا تنقيت لنا من رطبه ؟ فقال : يا رسول الله ، إني أردت أن تختاروا ، أو قال : تخيروا ، من رطبه وبسره ، فأكلوا وشربوا من ذلك الماء ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " هذا ، والذي نفسي بيده ، من النعيم الذي تسألون عنه يوم القيامة : ظل بارد ، ورطب طيب ، وماء بارد " ، فانطلق أبو الهيثم ليصنع لهم طعاما ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : لا تذبحن ذات در ، قال : فذبح لهم عناقا ، أو جديا ، فأتاهم بها ، فأكلوا ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : هل لك خادم ؟ قال : لا ، قال : فإذا أتانا
سبي ، فائتنا ، فأتي النبي صلى الله عليه وسلم برأسين ليس معهما ثالث ، فأتاه أبو الهيثم ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " اختر منها " , فقال : يا نبي الله اختر لي ، فقال النبي " إن المستشار مؤتمن ، خذ هذا ، فإني رأيته يصلي ، واستوص به معروفا ، فانطلق أبو الهيثم إلى امرأته ، فأخبرها بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقالت : ما أنت ببالغ ما قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم إلا أن تعتقه ، قال : فهو عتيق ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " إن الله لم يبعث نبيا ، ولا خليفة ، إلا وله بطانتان : بطانة تأمره بالمعروف ، وتنهاه عن المنكر ، وبطانة لا تألوه خبالا ، ومن يوق بطانة السوء ، فقد وقي " .
وقال الترمذي : "حديث حسن صحيح غريب"
وقال الحاكم : "هذا حديث صحيح الإسناد على شرط الشيخين ولم يخرجاه" وأقره الذهبي.

والثاني:
أخرجه السهمي في "تاريخ جرجان" (ص:359) : من طريق كميل بن جعفر حدثنا أبو جعفر أحمد بن يوسف البحيري أخبرنا عبيد بن يعيش حدثنا المحاربي عن يحيى بن عبيد عن أبيه عن أبي هريرة:
قال انطلقت أنا وعمر مع النبي صلى الله عليه وسلم إلى رجل يقال له الوامضي فأراد أن يذبح شاة فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إياك وذات الدر"! قال: "ثم جاءنا بثريد.... ( هنا سقط ) النعيم الذي تسألون عنه يوم القيامة".
وهذا إسناد ضعيف جدًا , وفيه علتان :
الأولى : جهالة عبيد الله بن عبد الله بن موهب القرشى , قال أحمد : " لا يعرف " ينظر سؤالات أبي داود للامام أحمد (565).
الثانية : يحيى بن عبيد الله بن عبد الله بن موهب القرشى : متروك وأفحش الحاكم فرماه بالوضع .
وله طرق أخرى عن المحاربي ولكن صيّروه من مسند أبي بكر رضي الله عنه :
أخرجه أبو يعلى (78), والمروزي في "مسند أبي بكر" (55) : من طريق المحاربي، حدثنا يحيى بن عبيد الله، عن أبيه، عن أبي هريرة قال: حدثني أبو بكر : فذكره مطولًا .

وله شواهد من حديث جابر بن عبدالله , وأبي عسيب , وابن عباس , وابن عمر , وابن مسعود , وأبي الهيثم بن التيهان , ومن مرسل المنذر بن مالك , وعطاء بن يسار , وأَبي سلمة بن عَبد الرحمن بن عوف , والشعبي , ويزيد بن رومان :

أما حديث جابر :

فأخرجه النسائي (3639), وفي "الكبرى" (6433) وأحمد 3/ 338 و351 , والطيالسي (1799) , وابن حبان (3411) , وأبو يعلى (1790)و(2161) , والطبري في "تفسيره" 30/ 286 , والطبراني (572) , والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (470) , والبيهقي في "الشعب" (4599)و(4600), والخطيب البغدادي في "الأسماء المبهمة" (ص:282) , وابن عبدالبر في "التمهيد" 24 / 343: مطولًا ومختصرًا من طرق عن حماد بن سلمة، عن عمار بن أبي عمار، عن جابر بن عبد الله، قال:كان ليهودي على أبي تمر، فقتل يوم أحد، وترك حديقتين، وتمر اليهودي يستوعب ما في الحديقتين، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "هل لك أن تأخذ العام بعضه، وتؤخر بعضه؟"، فأبى اليهودي، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " يا جابر إذا حضر الجداد، فآذني فآذنته، فجاء هو وأبو بكر، فجعل يجد ويكال من أسفل النخل، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو بالبركة، حتى وفينا جميع حقه من أصغر الحديقتين فيما يحسب عمار، ثم أتيتهم برطب وماء، فأكلوا وشربوا، ثم قال: "هذا من النعيم الذي تسألون عنه" والسياق للنسائي .
وهذا إسناد صحيح على شرط مسلم .

وأما حديث أبي عسيب :

فأخرجه أحمد 5/ 81 , وابن أبي الدنيا في "الجوع" (272) , والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (468) , والبيهقي في "الشعب" (4281) , والطبري في "تفسيره" 24 / 607 و608 , وأبوالحسين الكلابي في "أحاديثه" (62) , وأبو نعيم في "الحلية" 2/ 27 ,وفي "معرفة الصحابة" 5/ 2968 , والواحدي في "الوسيط" 4 / 550 , وابن عساكر في "تاريخ دمشق" 4 / 134و295 : من طرق عن حشرج بن نباتة، عن أبي نصيرة، عن أبي عسيب، قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات ليلة، فمر بي فدعاني، فخرجت إليه، ومر بأبي بكر فدعاه، فخرج إليه، ثم مر بعمر فدعاه، فخرج إليه، فانطلق
حتى دخل حائطا لبعض الأنصار، فقال لصاحب الحائط: "أطعمنا بسرا" ، فجاء بعذق، فوضعه، فأكل رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه، ثم دعا بماء بارد فشرب، فقال: "لتسألن عن هذا النعيم يوم القيامة" ، فأخذ عمر العذق، فضرب به الأرض حتى تناثر البسر، قيل: يا رسول الله، إنا لمسؤولون عن هذا يوم القيامة؟ قال: " نعم، إلا من ثلاثة: خرقة تكف بها عورتك، وكسرة تسد بها جوعتك، وبيت تدخل فيه من الحر والقر ".
وقال أبو نعيم : " رواه أبو نعيم، وأبو الصلت، وأبو الوليد، ويونس بن محمد، وسعيد بن سليمان كلهم: عن حشرج، واختلفت ألفاظهم ".
قلت : وإسناده ضعيف من أجل حشرج بن نباتة الأشجعي : وثقه أحمد و جماعة ، و قال أبو حاتم : لا يحتج به ، و قال النسائى : ليس بالقوى ، وفي أخرى قال : ليس به بأس .
و قال الساجى : ضعيف . و قال ابن حبان : كان قليل الحديث ، منكر الرواية ، لا يجوز الاحتجاج بخبره إذا انفرد .
وقال الحافظ : صدوق يهم .

وأما حديث ابن عباس :

فأخرجه ابن حبان (5216) , والطبراني في "المعجم الأوسط" (2247) , وفي "الصغير" (185) , والضياء في "الأحاديث المختارة" 12/ 122-123 , وابن بشكوال في "الأسماء المبهمة" 2/ 630: من طريق علي بن خشرم، قال: أخبرنا الفضل بن موسى، عن عبد الله بن كيسان، قال: حدثنا عكرمة عن ابن عباس قال:
خرج أبو بكر بالهاجرة إلى المسجد، فسمع بذلك عمر، فقال: يا أبا بكر، ما أخرجك هذه الساعة؟ قال: ما أخرجني إلا ما أجد من حاق الجوع، قال: وأنا ـ والله ـ ما أخرجني غيره، فبينما هما كذلك، إذ خرج عليهما النبي صلى الله عليه وسلم، فقال:"ما أخرجكما هذه الساعة؟ " قالا: والله ما أخرجنا إلا ما نجد في بطوننا من حاق الجوع، قال: "وأنا والذي نفسي بيده ما أخرجني غيره، فقوما" فانطلقوا حتى أتوا باب أبي أيوب الأنصاري، وكان أبو أيوب يدخر لرسول الله صلى الله عليه وسلم طعاما أو لبنا، فأبطأ عنه يومئذ، فلم يأت لحينه، فأطعمه لأهله، وانطلق إلى نخله يعمل فيه، فلما انتهوا إلى الباب، خرجت امرأته، فقالت: مرحبا بنبي الله صلى الله عليه وسلم وبمن معه، فقال لها نبي الله صلى الله عليه وسلم: "فأين أبو أيوب"؟ فسمعه وهو يعمل في نخل له، فجاءيشتد، فقال: مرحبا بنبي الله صلى الله عليه وسلم وبمن معه، يا نبي الله، ليس بالحين الذي كنت تجيء فيه، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم:"صدقت" قال: فانطلق، فقطع عذقا من النخل فيه من كل التمر والرطب والبسر، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "ما أردت إلى هذا، ألا جنيت لنا من تمره؟ " فقال: يا نبي الله، أحببت أن تأكل من تمره ورطبه وبسره، ولأذبحن لك مع هذا. قال: "إن ذبحت، فلا تذبحن ذات در"، فأخذ عناقا أو جديا، فذبحه، وقال لامرأته: اخبزي واعجني لنا وأنت أعلم بالخبز، فأخذ الجدي، فطبخه وشوى نصفه , فلما أدرك الطعام، وضع بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، فأخذ من الجدي، فجعله في رغيف، فقال: "يا أبا أيوب أبلغ بهذا فاطمة، فإنها لم تصب مثل هذا منذ أيام"، فذهب به أبو أيوب إلى فاطمة فلما أكلوا وشبعوا، قال النبي صلى الله عليه وسلم: "خبز ولحم تمر وبسر ورطب" ودمعت عيناه"والذي نفسي بيده, إن هذا لهو النعيم الذي تسألون عنه, قال الله جل وعلا: {ثم لتسألن يومئذ عن النعيم} [التكاثر:8] , فهذا النعيم الذي تسألون عنه يوم القيامة" فكبر ذلك على أصحابه, فقال:"بل إذا أصبتم مثل هذا, فضربتم بأيديكم, فقولوا:
بسم الله, وإذا شبعتم, فقولوا: الحمد لله الذي هو أشبعنا, وأنعم علينا وأفضل, فإن هذا كفاف بها". فلما نهض, قال لأبي أيوب:"ائتنا غدا", وكان لا يأتي إليه أحد معروفا إلا أحب أن يجازيه, قال: وأن أبي أيوب لم يسمع ذلك, فقال عمر: إن النبي صلى الله عليه وسلم أمرك أن تأتيه2 غدا, فأتاه من الغد, فأعطاه وليدته3 فقال:"يا أبا أيوب, استوص بها خيرا, فإنا
لم نرى إلا خيرا ما دامت عندنا", فلما جاء بها أبو أيوب من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا أجد لوصية رسول الله صلى الله عليه وسلم خيرا من أن أعتقها, فأعتقها".
وقال الطبراني : "لم يروه عن عبد الله بن كيسان إلا الفضل بن موسى".
وقال الهيثمي في"المجمع" 10/ 317-318 : "رواه الطبراني في"الصغير" و"الأوسط" وفيه عبد الله بن كيسان المروزي, وقد وثقه ابن حبان وضعفه غيره, وبقية رجاله رجال الصحيح".
وقال ابن علان في "دليل الفالحين" 4/ 441: " وحسن الحافظ الحديث وقال: وفيه غرابة من وجهين: ذكر أبي أيوب والمشهور في هذا قصة أبي الهيثم، والثاني ما في آخره من التسمية والحمد ".
قلت : في تحسين الحافظ نظر ذلك أن عبد الله بن كيسان المروزى : لا يحتج بحديثه
قال المزي في "تهذيب الكمال" :" قال البخارى : له ابن يسمى إسحاق . منكر الحديث .
و قال أبو حاتم : ضعيف الحديث .
و ذكره ابن حبان فى كتاب " الثقات " .
وقال الحافظ في "التهذيب" : " زاد ( أى ابن حبان ) : يتقى حديثه من رواية ابنه عنه .
و قال فى موضع آخر : يخطىء ، و ليس هو الذى روى عن عبد الله بن شداد .
و قال ابن عدى : له أحاديث عن عكرمة غير محفوظة ، و عن ثابت كذلك ، و لم يحدث عنه ابن المبارك .
و قال العقيلى : فى حديثه وهم كثير .
و قال النسائى : ليس بالقوى .
و قال الحاكم : هو من ثقات المراوزة ، ممن يجمع حديثه .
و قد ذكرت فى ترجمة ابنه حديثا موضوعا رواه عن أبيه ، عن عكرمة ، و عنه عبد العزيز ".
ولخّص الحافظ ترجمته بقوله : " صدوق يخطىء كثيرا".

وله طريق أخرى عن عكرمة :
أخرجه أبو يعلى (250) , والحاكم 3/ 286 و 4/ 234 مختصرًا : من طريق عبد الله بن عيسى ، حدثنا يونس بن عبيد ، عن عكرمة ، عن ابن عباس ، قال : خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم عند الظهيرة ، فوجد أبا بكر في المسجد ، فقال : " ما أخرجك هذه الساعة ؟ " ، قال : أخرجني الذي أخرجك يا رسول الله ، وجاء عمر بن الخطاب ، فقال : " يا ابن الخطاب ، ما أخرجك ؟ " ، قال : أخرجني الذي أخرجكما ، يا رسول الله ، فقعد عمر ، وأقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم يحدثهما ، ثم قال : " هل بكما من قوة فتنطلقان إلى هذا النخل فتصيبان طعاما وشرابا وظلا ؟ " ، قلنا : نعم ، قال : " مروا بنا إلى ابن التيهان أبي الهيثم الأنصاري " ، فتقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أيدينا فسلم ، فاستأذن ثلاث مرات ، وأم الهيثم وراء الباب تسمع الكلام وتريد أن يزيدها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلما أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ينصرف خرجت أم الهيثم تسعى خلفهم ، فقالت : يا رسول الله ، قد والله سمعت تسليمك ، ولكني
أردت أن تزيدنا من سلامك ، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم : " خيرا " ، وقال : " أين أبو الهيثم ما أراه ؟ " ، قالت : هو قريب ، ذهب يستعذب لنا من الماء ، ادخلوا فإنه يأتي الساعة إن شاء الله ، فبسطت لهم بساطا تحت شجرة ، فجاء أبو الهيثم ، وفرح بهم ، وقرت عينه بهم ، وصعد على نخلة فصرم لهم عذقا ، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " حسبك يا أبا الهيثم " ، قال : يا رسول الله ، تأكلون من بسره ومن رطبه ومن تذنوبه ، ثم أتاهم بماء فشربوا عليه ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " هذا من النعيم الذي تسألون عنه " ،وقام أبو الهيثم ليذبح لهم شاة ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إياك واللبون " ، وقامت أم الهيثم تعجن لهم وتخبز ، ووضع رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر ، وعمر رءوسهم للقائلة ، فانتبهوا وقد أدرك طعامهم ، فوضع الطعام بين أيديهم وأكلوا وشبعوا وحمدوا الله عز وجل ، وردت عليهم أم الهيثم بقية الأعذاق ، فأكلوا من رطبه ومن تذنوبه ، فسلم عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ودعا لهم ".
وقال :
"هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه" وأقره الذهبي !
وأخرجه الضياء في "المختارة" 1/ 289-190 : من طريق أبي يعلى به عن ابن عباس أنه سمع عمر .
وأخرجه ابن أبي حاتم في "التفسير" (19463) , والبزار 205-البحر الزخار , وهو في كشف الأستار برقم:4041 , والطبراني 19/ (253) , والبيهقي في "دلائل النبوة" 1/ 362 : من طريق عبد الله بن عيسى به ولكن من رواية ابن عباس عن عمر !
وقال الهيثمي في "المجمع" 10/ 316 : " رواه البزار وأبو يعلى والطبراني وفي أسانيدهم عبدالله بن عيسى أبو خلف وهو ضعيف ".

وأما حديث ابن عمر :

فأخرجه الحاكم 4/ 132 تعليقًا بقوله : رواه بكار السيريني ، حدثنا عبد الله بن عمر العمري ، عن نافع ، عن ابن عمر ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج في ساعة لم يكن يخرج فيها وخرج أبو بكر فقال : ما أخرجك يا أبا بكر ؟ قال : الجوع - ...الحديث.
وقال الذهبي في "التلخيص" : "على شرط البخاري ومسلم" !
قلت: وما أدري لعلّه خطأ في طبعة "التلخيص" , فإن الحافظ الذهبي نفسه قال في موضع آخر متعقبًا الحاكم : " فيه بكّار السِّيرِيني ، وهو ذاهب الحديث، قاله أبو زرعة".
وأيضًا العمري : ضعيف .
وقال الهيثمي في "المجمع" 10/ 321 : " رواه الطبراني، وفيه بكار بن محمد السيريني، وقد ضعفه الجمهور، ووثقه ابن معين، وبقية رجاله ثقات".

وأما حديث ابن مسعود :

فأخرجه الطبراني (10496) : من طريق همام بن يحيى، عن الكلبي، حدثني الشعبي، عن الحارث، عن عبد الله بن مسعود، أن أبا بكر خرج لم يخرجه إلا الجوع، وأن عمر خرج لم يخرجه إلا الجوع، وأن النبي صلى الله عليه وسلم خرج عليهما، وأنهما أخبراه أنه لم يخرجهما إلا الجوع، فقال: " انطلقوا بنا إلى منزل رجل من الأنصار يقال له أبو الهيثم بن التيهان، فإذا هو ليس في
المنزل، ذهب يستسقي، قال: فرحبت المرأة برسول الله صلى الله عليه وسلم وبصاحبيه، وبسطت لهم شيئا فجلسوا عليه، فسألها النبي صلى الله عليه وسلم: «أين انطلق أبو الهيثم؟» قالت: ذهب يستعذب لنا، فلم يلبث أن جاء بقربة فيها ماء، فعلقها وأراد أن يذبح لهم شاة، فكأن النبي صلى الله عليه وسلم كره ذاك لهم، قال: فذبح لهم عناقا، ثم انطلق فجاء بكبائس من
النخل، فأكلوا من ذلك اللحم والبسر والرطب، وشربوا من الماء، فقال أحدهما، إما أبو بكر وإما عمر: هذا من النعيم الذي نسأل عنه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:
"المؤمن لا يثرب على شيء أصابه في الدنيا، إنما يثرب على الكافر".
وقال الهيثمي في "المجمع" 10/ 319 : "رواه الطبراني، وفيه محمد بن السائب الكلبي، وهو كذاب".

وأما حديث أبي الهيثم بن التيهان :

فأخرجه البيهقي في "دلائل النبوة" 1/ 360 : أخبرنا أبو سعيد، قال: حدثنا أبو يحيى بن أبي مسرة، قال: حدثنا إبراهيم بن محمد الشافعي، قال: حدثنا عبد العزيز بن أبي حازم، عن أبيه:أن رجلا أخبره عن أبي الهيثم بن التيهان : فذكره مطولًا .
وإسناده ضعيف لجهالة الراوي عن أبي الهيثم .

وأما مرسل المنذر بن مالك :

فأخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" 13/ 233 , والطبري في "تفسيره" 24/ 608: من طريق إسماعيل بن إبراهيم ابن علية ، عن الجريري ، عن أبي نضرة ، قال :
أكل رسول الله صلى الله عليه وسلم وناس من أصحابه أكلة من خبز شعير لم ينخل بلحم ، وشربوا من جدول ، وقال : "هذه أكلة من النعيم ، تسألون عنها يوم القيامة".

وأما مرسل عطاء بن يسار :

فأخرجه الخطابي في "غريب الحديث" 1/ 481-482 : أخبرناه محمد بن المكي ، ثنا الصائغ ، ثنا سعيد بن منصور ، نا فليح بن سليمان ، عن زيد بن أسلم ، عن عطاء بن يسار:
: أنه جاء- يعني : رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم- إلى منزل أبي الهيثم بن التيهان ومعه أبو بكر وعمر وقد خرج أبو الهيثم يستعذب الماء فدخلوا فلم يلبث أن جاء أبو الهيثم يحمل الماء قربة يزعبها ثم رقي عذقا له فجاء بقنو فيه زهوه ورطبه فأكلوا منه وشربوا من ماء الحسي ثم قال:" يا أبا الهيثم ألا أرى لك هانئا فإذا جاءنا السبي أخدمناك خادما".
قلت : وهو على إرساله ضعيف الإسناد فإن محمد بن المكي : مجهول , وفليح بن سليمان : صدوق كثير الخطأ كما في "التقريب" .

وأما مرسل أَبي سلمة بن عبدالرحمن بن عوف :

فأخرجه أحمد في "الزهد" (174) , والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(473) : من طريقين عن عمر بن أبي سلمة ، عن أبيه سمعه منه يقول : انطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم في نفر من أصحابه إلى أبي الهيثم بن التيهان ، وهو مالك بن التيهان فدخل على امرأته ، فقال : " أين أبو الهيثم ؟ " قالت : ذهب يستعذب لنا فبينما هم كذلك إذ جاء ، فقال لامرأته :
ويحك ! ما صنعت لرسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا ؟ قالت : لا ، قال : قومي ، فعمدت إلى شعير لها ، فطحنته ، وقام إلى غنم له ، فذبح لهم شاة ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" لا تذبحن ذات در " فطبخ لهم ، وقدمه بين أيديهم ، فأكلوا ، ثم تناول شنا أو دلوا فشرب ومن معه ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لتسألن عن هذه الشربة " .
قلت : عمر بن أبي سلمة : صدوق يخطىء .

وأما مرسل الشعبي :

فأخرجه أحمد في "الزهد" (172) : حدثنا محمد بن فضيل ، حدثنا عطاء بن السائب ، عن عامر قال : " أكل النبي صلى الله عليه وسلم ، وأبو بكر ، وعمر رضوان الله عليهما لحما ، وخبز شعير ، ورطبا ، وماء باردا ، فقال : " هذا وربكما لمن النعيم " .

وأما مرسل يزيد بن رومان:

فأخرجه ابن بشكوال في "غوامض الأسماء المبهمة" 2/ 629: من طريق عبد الرحمن بن أحمد ، قال : ثنا محمد بن إسحاق ، ثنا أحمد بن دحيم ، ثنا إبراهيم بن حماد ، قال : ثنا إسماعيل بن إسحاق ، قال : ثنا ابن أبي أويس ، قال : ثنا عبد الرحمن بن أبي الموال ، عن يزيد بن رومان أنه قال : خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المسجد فجاء : علي ، وأبو بكر ،
وعمر ...فذكره .
وهذا إسناد ضعيف فيه ابن أبي اويس وهو : إسماعيل بن عبد الله بن عبد الله بن أويس بن مالك بن أبي عامر وفيه ضعف , ومحمد بن اسحاق لم أعرفه , وباقي رجاله ثقات , عبدالرحمن بن أحمد هو : التجيبي أبو بكر : فقيه قرطبي محدث مشهور .



وكتب
أبو سامي العبدان
حسن التمام
15 ربيع الأول 1437 من هجرة النبي صلى الله عليه وآله وسلم