الحمد لله رب العالمين ، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين . وبعد ..
هذه مناظرة مثَّلَ بها الشيخُ العلامة عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن ابن الشيخ رحمه الله ، في رسالته إلى إلى عبد العزيز الخطيب فيما يتعلق ببعض مسائل التكفير واستدلال أهل الأهواء والبدع بالنصوص الشرعية ويضعونها في غير محلها ، وانحرافهم عن منهج السلف.
نص المناظرة :
ونضرب لك مثلاً، هو: أن رجلين تنازعا في آيات من كتاب الله، أحدهما خارجي، والآخر مرجئ .
قال الخارجي :
إن قولـه: ( إنما يتقبل الله من المتقين ) دليل على حبوط أعمال العصاة والفجار، وبطلانها؛ إذ لا قائل: إنهم من عباد الله المتقين .
قال المرجئ :
هي في الشرك، فكل من اتقى الشرك، يقبل منه عمله، لقوله تعالى: ( من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها ) .
قال الخارجي :
قولـه تعالى: ( ومن يعص الله ورسوله فإن له نار جهنم خالدين فيها أبداً )
يرد ما ذهبت إليه.
قال المرجئ :
المعصية هنا: الشرك بالله، واتخاذ الأنداد معه ؛ لقوله: ( إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ) .
قال الخارجي :
قوله: ( أفمن كان مؤمناً كمن كان فاسقاً لا يستوون ) دليل على أن الفساق من أهل النار الخالدين فيها ) .
قال له المرجئ :
قوله في آخر الآية : ( وقيل لهم ذوقوا عذاب النار الذي كنتم به تكذبون )
دليل: على أن المراد من كذب الله ورسوله، والفاسق، من أهل القبلة، مؤمن كامل الإيمان.
قال الشيخ عبد اللطيف رحمه الله معلقا على هذه المناظرة التي مثَّل بها:
ومن وقف على هذه المناظرة، من جُهّال الطلبة، والأعاجم، ظن أنها الغاية المقصودة، وعض عليها بالنواجذ، مع أن كلا القولين لا يرتضى، ولا يحكم بإصابته أهل العلم والهدى، وما عند السلف والراسخين في العلم خلاف هذا كله؛ لأن الرجوع إلى السنة، المبينة للناس ما نزل إليهم، واجب، وأما أهل البدع، والأهواء، فيستغنون عنها بآرائهم، وأهوائهم، وأذواقهم...أهــ
مجموعة الرسائل والمسائل النجدية 3 / 8 - 9 .