" لقد توفي النبي صلى الله عليه وسلم وما في رفي من شيء يأكله ذو كبد ، إلا شطر شعير في رف لي ، فأكلت منه حتى طال علي فكلته ، ففني " .
أخرجه البخاري (3097) و(6451) , ومسلم (2973) , وابن ماجه (3345) ,وابن أبي شيبة في "المصنف" 13/ 362 , وأبو نعيم في "دلائل النبوة" (343) , والبيهقي 7 / 47 , وفي "دلائل النبوة" (2366) : من طرق عن أبي أسامة ، عن هشام ، عن أبيه ، عن عائشة به

وله ثلاثة طرق أخرى عن هشام :

الأول : أخرجه هناد في "الزهد" (736) ، وعنه الترمذي (2467) , واسحاق بن راهويه في "مسنده" (876) , وابن حبان (6415) : عن أبي معاوية ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن عائشة ، قالت :
" توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وعندنا شطر من شعير فأكلنا منه ما شاء الله ، ثم قلت للجارية : كيليه فكالته ، فلم يلبث أن فني ، قالت : فلو كنا تركناه لأكلنا منه أكثر من ذلك " ,
وقال الترمذي :
"هذا حديث صحيح ، ومعنى قولها شطر تعني شيئا " .

والثاني : أخرجه الطبراني في "الأوسط" (3016) : من طريق معمر ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن عائشة ، قالت :
" ما ترك رسول الله صلى الله عليه وسلم ذهبا ولا فضة ، ولا شاة ولا بعيرا ، ولا ترك إلا شطرا من شعير ، فأكلنا منه زمانا ، ثم كلته ، فوددت أني لم أكله " .
وقال الطبراني :
"لم يروه عن هشام بن عروة إلا معمر " !
كذا قال رحمه الله تعالى , وقد رواه عن هشام أبو أسامة حمادُ بن أسامة بن زيد , وأبو معاوية محمد بن خازم كما تقدم !

والثالث: أخرجه البيهقي في "دلائل النبوة" (2366) : من طريق أحمد بن عبد الجبار ، حدثنا يونس بن بكير ، عن هشام بن عروة به .
وإسناده ضعيف , فإن ابن عبدالجبار : ضعيف .

وله طريق أخرى عن عروة :
أخرجه الطبراني في "الأوسط" (6958) : حدثنا محمد بن علي المروزي، ثنا محمد بن عبد الكريم العبدي، ثنا بكر بن يونس، ثنا عبد الرحمن بن أبي الزناد، عن أبيه، عن عروة بن الزبير، قالت عائشة:
«هلك رسول الله صلى الله عليه وسلم وما ترك في بيتي إلا إصع شعير، فأكلته حتى مللته، فكلته ففني، فليتني لم أكله».
قلت : اسناده ضعيف , بكر بن يونس بن بكير: قال فيه البخاريّ: "منكر الحديث" .
وضعّفه أبو حاتم، وقال ابن عديّ: "عامة ما يرويه لا يتابع عليه" .
والصحيح أن عبدالرحمن بن أبي الزناد رواه عن هشام :
أخرجه أحمد 6/ 108 : حدثنا سريج، قال: حدثنا ابن أبي الزناد، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، أنها قالت: " يا ابن أختي، كان شعر رسول الله صلى الله عليه وسلم فوق الوفرة، ودون الجمة، وايم الله يا ابن أختي، إن كان ليمر على آل محمد صلى الله عليه وسلم الشهر، ما يوقد في بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم من نار، إلا أن يكون اللحيم، وما هو إلا الأسودان: الماء والتمر، إلا أن حولنا أهل دور من الأنصار جزاهم الله خيرا في الحديث والقديم، فكل يوم يبعثون إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بغزيرة شاتهم، يعني: فينال رسول الله صلى الله عليه وسلم من ذلك اللبن، ولقد توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وما في رفي من طعام يأكله ذو كبد إلا قريب من شطر شعير، فأكلت منه حتى طال علي لا يفنى، فكلته ففني،فليتني لم أكن كلته، وايم الله لأن كان ضجاعه من أدم حشوه ليف "، وقال الهاشمي: بغزيرة شاتهم، وذكر نحوه إلا ضجاعه ".
وهذا إسناد حسن من أجل عبد الرحمن بن أبي الزناد .
واختصره أبو داود (4187) , والبهقي في "دلائل النبوة" 1/ 224 عن ابن نفيل ، والترمذي (1755) ، وفي "الشمائل" (24) ,عن هناد بن السري ، وابن ماجه (3635) من طريق ابن أبي فديك , وأحمد 6/ 118 عن سليمان بن داود , والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(3359) من طريق يحيى بن صالح الوحاظي، ويوسف بن عدي الكوفي , والطبراني في "المعجم الأوسط" (1039) : من طريق أبي جعفر : كلهم عن عبدالرحمن بن أبي الزناد .
وقال الترمذي : " حديث حسن صحيح غريب".

وكتب
أبو سامي العبدان
حسن التمام
29 صفر1437 من هجرة النبي صلى الله عليه وآله وسلم