قال الحجة العزالى رحمه الله:
""اعلم : أن الحق الصريح الذى لا مراء فيه عند أهل البصائر هو مذهب السلف أعني مذهب الصحابة و التابعين و ها أنا أورد بيانه و بيان برهانه .
فأقول :
حقيقة مذهب السلف و هو الحق عندنا أن كل من بلغه حديث من هذه الأحاديث من عوام الخلق يجب عليه فيه سبعة أمور : التقديس ، ثم التصديق ثم الإعتراف بالعجز ، ثم السكوت ، ثم الإمساك ، ثم الكف ، ثم التسليم لأهل المعرفة .
أما التقديس : فأعني به تنزيه الرب تعالى عن الجسمية و توابعها .
وأما التصديق : فهو الإيمان بما قاله صلى الله عليه و سلم و أن ما ذكره حق وهو فيما قاله صادق و أنه حق على الوجه الذى قاله و أراده .
و أما الاعتراف بالعجز : فهو أن يقر بأن معرفة مراده ليست على قدر طاقته وأ ن ذلك ليس من شأنه وحرفته .
و أما السكوت: فأن لا يسأل عن معناه و لا يخوض فيه و يعلم أن سؤاله عنه بدعة ، و أنه فى خوضه فيه مخاطر بدينه ، و أنه يوشك أن يكفر لو خاض فيه من حيث لا يشعر .
و أما الإمساك: فأن لا يتصرف فى تلك الألفاظ بالتصريف والتبديل بلغة أخرى و الزيادة فيه و النقصان منه و الجمع و التفريق بل لا ينطق إلا بذلك اللفظ وعلى ذلك الوجه من الإيراد و الإعراب و التصرف و الصيغة .
و أما الكف : فأن يكف باطنه عن البحث عنه و التفكر فيه .
و أما التسليم لأهله : فأن لا يعتقد أن ذلك إن خفي عليه لعجزه فقد خفي على رسول الله صلى الله عليه و سلم أو على الأنبياء أو على الصديقين و الأولياء .فهذه سبع وظائف اعتقد كافة السلف وجوبها على كل العوام لا ينبغي أن يظن بالسلف الخلاف فى شىء منها.
الجام العوام ص:42