المفيد في مُهمات التوحيد
للشيخ أ.د. عبد القادر صُوفي
جزاه الله تعالى خير الجزاء
http://shamela.ws/index.php/author/1987
`````````````````````````````` ````````````````
الصلة بين المعنيين:
يلاحظ أن المنافق قد ستر اعتقاده، أو عمله،
وأخفاه، وأضمره،
فمثله كمثل الضب؛
يدخل من جحر ظاهر،
ثم إذا شعر بالخطر خرج من باب آخر تتعذر رؤيته.
وكذلك يفعل المنافق:
يدخل في الإسلام من باب ظاهر؛
فينطق الشهادتين، ويصلي مع الناس،
مع أنه يكتم خلاف الإسلام،
ويتربص بالمسلمين الدوائر،
وينتظر ظهور الكفر،
حتى يتخلى عما أظهره،
كما قال الله عن المنافقين:
{الَّذِينَ يَتَرَبَّصُونَ بِكُمْ
فَإِنْ كَانَ لَكُمْ فَتْحٌ مِنَ اللَّهِ
قَالُوا أَلَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ
وَإِنْ كَانَ لِلْكَافِرِينَ نَصِيبٌ
قَالُوا أَلَمْ نَسْتَحْوِذْ عَلَيْكُمْ وَنَمْنَعْكُمْ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ}
[النساء: 141] .
نوعا النفاق:
النفاق نوعان:
نفاق أكبر "اعتقادي"،
ونفاق أصغر "عملي".
المبحث الثاني:
النفاق الأكبر الاعتقادي
أولا:
تعريف النفاق الأكبر
هو أن يُظهر الرجل للمسلمين
إيمانه بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر،
وهو في الباطن منسلخ من ذلك كله،
مكذّب به ( 1 ) ؛
فهو قد أظهر الانقياد والتصديق ظاهرا؛
لكنه أبى ذلك باطنا ( 2 ).
`````````````````````
1 - انظر: مدارج السالكين لابن القيم 1/ 379-377.
والقاموس المحيط للفيروزآبادي 1196.
2 - انظر أعلام السنة المنشورة للشيخ حافظ الحكمي ص149.