المفيد في مُهمات التوحيد
للشيخ أ.د. عبد القادر صُوفي
جزاه الله تعالى خير الجزاء
http://shamela.ws/index.php/author/1987
`````````````````````````````` ````````````````
والنفع لا يكون إلا ممن فيه
خصلة من هذه الأربع:
إما مالك لما يريد عابده منه؛
فإن لم يكن مالكا،
كان شريكا للمالك،
فإن لم يكن شريكا له،
كان معينا له وظهيرا،
فإن لم يكن معينا ولا ظهيرا،
كان شفيعا عنده؛
فنفى سبحانه المراتب الأربع
نفيا مرتبا منتقلا من الأعلى إلى ما دونه؛
فنفى الملك،
والشركة،
والمظاهرة،
والشفاعة التي يظنها المشرك،
وأثبت شفاعة
لا نصيب فيها لمشرك،
وهي الشفاعة بإذنه ( 1 ).
خامسا:
ما هي الشفاعة التي يقبلها الله عز وجل؟
الشفاعة التي تقدمت هي الشفاعة الشركية
التي في قلوب المشركين
المتخذين من دون الله شفعاء،
وهي التي نفاها الله عز وجل.
ولكنه سبحانه لم ينف الشفاعة مطلقا؛
بل أخبر ان هناك شفاعة مقبولة عنده؛
وهي الشفاعة الصادرة
عن إذنه، لمن وحدّه؛
فالشفاعة التي يقبلها عز وجل
هي التي جمعت شرطين:
أحدهما:
إذنه سبحانه وتعالى بالشفاعة؛
لأن الشفاعة كلها له وحده،
كما قال:
{قُلْ لِلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا}
[الزمر: 44] ،
وقال:
{مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ
إِلَّا بِإِذْنِهِ}
[البقرة: 255] ؛
فلا يشفع أحد؛
لا ملك مقرب،
ولا نبي مرسل
إلا بإذنه عز وجل.
````````````````````
1- مدارج السالكين لابن القيم 1/ 372.
وانظر تيسير العزيز الحميد للشيخ سليمان بن عبد الله ص285.