تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


صفحة 61 من 80 الأولىالأولى ... 11515253545556575859606162636465666768697071 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 1,201 إلى 1,220 من 1591

الموضوع: ثمرات التوحيد

  1. #1201

    افتراضي

    المفيد في مُهمات التوحيد
    للشيخ أ.د.عبد القادر صُوفي
    جزاه الله تعالى خير الجزاء

    http://shamela.ws/index.php/author/1987
    `````````````````````````````` ````````````````


    من أنواع الشرك في الألوهية والتعبد:

    أولا:
    شرك الدعاء

    أولا: تعريفه:

    هو دعاء غير الله؛
    من الأنبياء، والأولياء، وغيرهم،
    فيما لا يقدر عليه
    إلا الله عز وجل
    ؛

    فمن دعا،
    أو استغاث ( 1 )،
    أو استعان
    ( 2 )،
    أو استعاذ بغير الله،
    فيما لا يقدر عليه إلا الله؛

    من طلب رزق،
    أو شفاء مريض،
    أو إحياء ميت،
    أو غير ذلك؛
    فقد أشرك مع الله غيره،
    سواء أكان ذلك الغير نبيا،
    أو وليا،
    أو جنيا،
    أو غير ذلك من المخلوقات
    ( 3 ) .


    `````````````````````
    1 - استغاث: أي طلب الغوث؛ وهو إزالة الشدة.
    والفرق بينها وبين الدعاء؛
    أن الاستغاثة تكون من المكروب،
    والدعاء يكون من المكروب وغيره.
    "انظر تيسير العزيز الحميد للشيخ سليمان ص214".

    2 - الاستعانة: طلب العون. وقد تكون في جلب منفعة، أو دفع مضرة.

    3 - انظر: تيسير ذي الجلال والإكرام للقحطاني ص26،
    وبيان الشرك ووسائله عند علماء الحنابلة
    لمحمد بن عبد الرحمن الخميس ص14.
    الحمد لله رب العالمين

  2. #1202

    افتراضي

    المفيد في مُهمات التوحيد
    للشيخ أ.د.عبد القادر صُوفي
    جزاه الله تعالى خير الجزاء

    http://shamela.ws/index.php/author/1987
    `````````````````````````````` ````````````````


    يقول العلامة ابن القيم
    معددا أنواع الشرك الأكبر:

    "ومن أنواعه:
    طلب الحوائج من الموتى،
    و الاستغاثة بهم،
    و التوجه إليهم.
    وهذا أصل شرك العالم؛

    فإن الميت قد انقطع عمله،
    وهو لا يملك لنفسه ضرا ولا نفعا؛
    فضلًا عمن استغاث به،
    وسأله قضاء حاجته"
    ( 1 ) .


    `````````````````````
    1 - مدارج السالكين لابن القيم 1/ 375.
    الحمد لله رب العالمين

  3. #1203

    افتراضي

    الحمد لله رب العالمين

  4. #1204

    افتراضي

    المفيد في مُهمات التوحيد
    للشيخ أ.د.عبد القادر صُوفي
    جزاه الله تعالى خير الجزاء

    http://shamela.ws/index.php/author/1987
    `````````````````````````````` ````````````````


    ثانيا:
    من الأدلة على أن
    دعاء غير الله شرك:

    1- قول الله عز وجل:

    { وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ
    لا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ

    فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ
    إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ }

    [المؤمنون: 117] ؛

    فهذا سيقدم على ربه، فيجازيه بأعماله،
    ولا ينيله من الفلاح شيئا؛
    لأنه كافر ( 1 ).



    ````````````````````
    1- انظر تيسير الكريم الرحمن لابن سعدي 5/ 386.

    الحمد لله رب العالمين

  5. #1205

    افتراضي

    المفيد في مُهمات التوحيد
    للشيخ أ.د.عبد القادر صُوفي
    جزاه الله تعالى خير الجزاء

    http://shamela.ws/index.php/author/1987
    `````````````````````````````` ````````````````

    2- قول الله عز وجل:

    { وَإِذَا مَسَّ الْأِنْسَانَ ضُرٌّ دَعَا رَبَّهُ مُنِيبًا إِلَيْهِ

    ثُمَّ إِذَا خَوَّلَهُ نِعْمَةً مِنْهُ
    نَسِيَ مَا كَانَ يَدْعُو إِلَيْهِ مِنْ قَبْلُ
    وَجَعَلَ لِلَّهِ أَنْدَادًا لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِهِ

    قُلْ تَمَتَّعْ بِكُفْرِكَ قَلِيلًا
    إِنَّكَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ }

    [الزمر: 8] ؛

    فلا يغنيك ما تتمتع به،

    إذا كان المآل النار
    ( 1 ).




    ````````````````````
    1- انظر تيسير الكريم الرحمن لابن سعدي 6/ 453.

    الحمد لله رب العالمين

  6. #1206

    افتراضي

    المفيد في مُهمات التوحيد
    للشيخ أ.د.عبد القادر صُوفي
    جزاه الله تعالى خير الجزاء

    http://shamela.ws/index.php/author/1987
    `````````````````````````````` ````````````````


    يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحـمه الله
    عن هذين النوعين:

    "إن المعبود لا بد أن يكون مالكا للنفع والضر؛
    فهو يُدعى للنفع والضر دعاء مسألة،
    ويُدعى خوفا ورجاء دعاء العبادة؛
    فعُلم أن النوعين متلازمان"
    ( 1 ) ؛

    فمن صلى، أو صام،
    أو توجه إلى الله عزَّ وجل
    وسأله دعاء طلب ومسألة؛
    فهو راجٍ له،
    خائفٌ منه
    ( 2 ).


    `````````````````````
    1 - مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية 15/ 10-11.

    2 - انظر فتاوى العقيدة للشيخ ابن عثيمين ص398.

    الحمد لله رب العالمين

  7. #1207

    افتراضي

    المفيد في مُهمات التوحيد
    للشيخ أ.د.عبد القادر صُوفي
    جزاه الله تعالى خير الجزاء

    http://shamela.ws/index.php/author/1987
    `````````````````````````````` ````````````````


    والله عز وجل يقول:

    {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي
    أَسْتَجِبْ لَكُمْ
    إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي
    سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ}

    [غافر: 60] ؛

    فجعل سبحانه الدعاء عبادة.

    والآن،
    وبعد أن عرفنا نوعي الدعاء،
    نقول:
    إن شرك الدعاء يقع في هذين النوعين؛
    إما شرك في المسألة والطلب،
    أو شرك في العبادة والثناء.

    الحمد لله رب العالمين

  8. #1208

    افتراضي

    المفيد في مُهمات التوحيد
    للشيخ أ.د.عبد القادر صُوفي
    جزاه الله تعالى خير الجزاء

    http://shamela.ws/index.php/author/1987
    `````````````````````````````` ````````````````


    رابعا:
    كيف يقع الشرك في هذين النوعين ؟

    إذا توجه الإنسان بواحد من هذين النوعين
    لأحد غير الله عز وجل؛
    فقد أشرك.

    فيقع الشرك في النوع الأول؛ دعاء العبادة؛
    إذا صرف العبد شيئا من العبادة
    لغير الله عز وجل،

    يقول فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين:

    "فمن صرف شيئا من أنواع العبادة لغير الله
    فقد كفر كفرا مخرجا عن الملة؛

    فلو ركع إنسان، أو سجد لشيء يعظمه كتعظيم الله
    في هذا الركوع أو السجود،
    لكان مشركا خارجا
    عن الإسلام ( 1 )
    .


    ```````````````````
    1- فتاوى العقيدة لابن عثيمين ص398.

    الحمد لله رب العالمين

  9. #1209

    افتراضي

    المفيد في مُهمات التوحيد
    للشيخ أ.د.عبد القادر صُوفي
    جزاه الله تعالى خير الجزاء

    http://shamela.ws/index.php/author/1987
    `````````````````````````````` ````````````````


    ويقول الإمام أحـمد بن علي المقريزي:

    فالشرك به في الأفعال:
    كالسجود لغيره سبحانه،
    والطواف بغير البيت المحرم،
    وحلق الرأس عبودية وخضوعا لغيره
    ( 1 ).

    لأن ذلك من خصائص الألوهية؛

    فمن سجد لغيره عز وجل،
    أو صرف له لونا من ألوان العبادة
    فقد جعله لله ندًا
    ( 2 )،

    كذا لو ذبح لغير الله تعظيما له،
    وتقربا إليه،
    فقد أشرك شركا أكبر؛

    لأن الذبح عبادة أمر الله عز وجل بها في قوله:

    {فَصَلّ لِرَبّكَ وَانْحَر}

    [الكوثر: 2]
    ( 3 ).


    ```````````````````
    1- تجريد التوحيد المفيد للمقريزي ص58-59.
    2 - انظر المصدر نفسه ص73.
    3 - انظر المجموع الثمين من فتاوى الشيخ ابن عثيمين 2/ 148-149.

    الحمد لله رب العالمين

  10. #1210

    افتراضي

    المفيد في مُهمات التوحيد
    للشيخ أ.د.عبد القادر صُوفي
    جزاه الله تعالى خير الجزاء
    http://shamela.ws/index.php/author/1987
    `````````````````````````````` ````````````````

    ويقع الشرك في النوع الثاني؛
    دعاء المسألة والطلب،
    إذا كان المدعو ميتا،

    أو كان السؤال في شيء
    لا يقدر عليه إلا الله عز وجل؛

    فلو "كان المدعو حيا قادرا
    على ذلك فليس بشرك
    ؛
    كقولك:

    اسقني ماء لمن يستطيع ذلك
    ( 1 ).

    أما إن كان المدعو ميتا،
    فإن دعاءه شرك مخرج عن الملة ( 2 ).

    ```````````````````
    1 - فتاوى العقيدة لابن عثيمين ص398.

    2 - المرجع نفسه ص399.

    الحمد لله رب العالمين

  11. #1211

    افتراضي

    المفيد في مُهمات التوحيد
    للشيخ أ.د.عبد القادر صُوفي
    جزاه الله تعالى خير الجزاء

    http://shamela.ws/index.php/author/1987
    `````````````````````````````` ````````````````


    على هذا يقال:
    ليس دعاء المسألة والطلب كله شركا؛
    بل دعاء الإنسان لغيره
    ينقسم إلى ثلاثة أقسام
    ( 1 ):

    الأول:

    أن يدعو مخلوقا بأمر من الأمور
    التي يمكن أن يدركها بأشياء محسوسة معلومة؛
    كسؤال الفقير.
    فهذا جائز.



    والثاني:

    أن تدعو مخلوقًا مطلقا
    -سواء كان حيا أو ميتا-
    فيما لا يقدر عليه إلا الله؛

    مثل:
    يا فلان! اجعل ما في بطن امرأتي ذكرا؛
    فهذا شرك أكبر؛

    لأن هذا من
    فعل الله عز وجل
    الذي لا يستطيعه البشر،
    ولا يقدرون عليه.

    ```````````````````
    1- فتاوى العقيدة لابن عثيمين ص393.

    الحمد لله رب العالمين

  12. #1212

    افتراضي

    الحمد لله رب العالمين

  13. #1213

    افتراضي

    المفيد في مُهمات التوحيد
    للشيخ أ.د. عبد القادر صُوفي
    جزاه الله تعالى خير الجزاء

    http://shamela.ws/index.php/author/1987
    `````````````````````````````` ````````````````


    أولا:
    تعريف الشفاعة

    تُعرَّف الشفاعة بأنها انضمام شيء إلى آخر،
    ناصرا له، وسائلا عنه ( 1 )؛

    فهي مأخوذة من شفع الشيء شفعا،
    إذا ضم مثله إليه،
    وجعله زوجا
    ( 1 ).

    ```````````````````
    1 - انظر: الدين الخالص لصديق حسن خان 2/ 171.

    3 - انظر المعجم الوسيط لجماعة من المؤلفين 487.
    الحمد لله رب العالمين

  14. #1214

    افتراضي

    المفيد في مُهمات التوحيد
    للشيخ أ.د. عبد القادر صُوفي
    جزاه الله تعالى خير الجزاء

    http://shamela.ws/index.php/author/1987
    `````````````````````````````` ````````````````


    ثانيا:
    الشفاعة المعنية هاهنا

    الشفاعة المرادة هنا هي تلك التي تتعلق بالآخرة؛
    كطلب الشفيع مغفرة ذنوب المشفوع له،
    أو التجاوز عن سيئاته،
    أو غير ذلك.


    ثالثا:
    كيف يقع شرك الشفاعة ؟

    يقع هذا الشرك
    إذا اتخذ العبد من دون الله أندادًا،
    فصرف لهم نوعا من أنواع العبادة،
    أو كلها،

    وتوجه بهم، وتقرَّب بعبادتهم إلى الله،
    زاعمًا أن معبوداته هذه
    تشفع له عند الله،
    وتقرّبه منه زلفى.

    الحمد لله رب العالمين

  15. #1215

    افتراضي

    المفيد في مُهمات التوحيد
    للشيخ أ.د. عبد القادر صُوفي
    جزاه الله تعالى خير الجزاء

    http://shamela.ws/index.php/author/1987
    `````````````````````````````` ````````````````


    رابعا:
    من أدلة هذا النوع

    1- قول الله عز وجل:
    {وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ
    مَا لا يَضُرُّهُمْ وَلا يَنْفَعُهُمْ
    وَيَقُولُونَ هَؤُلاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ

    قُلْ أَتُنَبّئُونَ اللَّهَ بِمَا لا يَعْلَمُ فِي السَّمَاوَاتِ
    وَلا فِي الْأَرْضِ
    سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى
    عَمَّا يُشْرِكُونَ
    }

    [يونس: 18] ؛

    فحَكَمَ الله عز وجل بالشرك
    على من عَبَد الشفعاء،
    أو دعاهم بقصد الشفاعة ( 1 ).



    2- قول الله عز وجل:

    { أَمِ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ شُفَعَاءَ
    قُلْ أَوَلَوْ كَانُوا لا يَمْلِكُونَ شَيْئًا
    وَلا يَعْقِلُونَ،

    قُلْ لِلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا
    لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ
    ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ }

    [الزمر: 43-44] ؛

    فنفى سبحانه وتعالى
    أن تشفع لهم هذه الأنداد عند الله،
    وأخبر أن الشفاعة لله وحده؛
    فلا يشفع أحد عنده
    إلا بإذنه
    .

    ``````````````````
    1- انظر تيسير العزيز الحميد للشيخ سليمان بن عبد الله ص276.

    الحمد لله رب العالمين

  16. #1216

    افتراضي

    المفيد في مُهمات التوحيد
    للشيخ أ.د. عبد القادر صُوفي
    جزاه الله تعالى خير الجزاء
    http://shamela.ws/index.php/author/1987
    `````````````````````````````` ````````````````

    3- قول الله عز وجل :

    { أَلا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ

    وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ

    مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى

    إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ

    إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي
    مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ }

    [الزمر: 3] ؛

    فكذبهم وكفرهم بذلك ( 1 ).



    4- قول الله عز وجل:

    { قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ

    لا يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلا فِي الْأَرْضِ

    وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِنْ شِرْكٍ

    وَمَا لَهُ مِنْهُمْ مِنْ ظَهِيرٍ }

    [سبأ: 22] ؛

    فقطع الله الأسباب التي يتعلق بها المشركون قطعا؛

    لأن المشرك إنما يتخذ معبوده
    لما يعتقد أنه يحصل له به من النفع.


    ````````````````````

    1 - انظر مدارج السالكين لابن القيم 1/ 369.

    الحمد لله رب العالمين

  17. #1217

    افتراضي

    المفيد في مُهمات التوحيد
    للشيخ أ.د. عبد القادر صُوفي
    جزاه الله تعالى خير الجزاء
    http://shamela.ws/index.php/author/1987
    `````````````````````````````` ````````````````

    والنفع لا يكون إلا ممن فيه
    خصلة من هذه الأربع:

    إما مالك لما يريد عابده منه؛

    فإن لم يكن مالكا،
    كان شريكا للمالك،

    فإن لم يكن شريكا له،
    كان معينا له وظهيرا،

    فإن لم يكن معينا ولا ظهيرا،
    كان شفيعا عنده؛

    فنفى سبحانه المراتب الأربع
    نفيا مرتبا منتقلا من الأعلى إلى ما دونه؛

    فنفى الملك،
    والشركة،
    والمظاهرة،
    والشفاعة التي يظنها المشرك،

    وأثبت شفاعة
    لا نصيب فيها لمشرك
    ،

    وهي الشفاعة بإذنه ( 1 ).


    خامسا:
    ما هي الشفاعة التي يقبلها الله عز وجل؟

    الشفاعة التي تقدمت هي الشفاعة الشركية
    التي في قلوب المشركين
    المتخذين من دون الله شفعاء،
    وهي التي نفاها الله عز وجل.

    ولكنه سبحانه لم ينف الشفاعة مطلقا؛
    بل أخبر ان هناك شفاعة مقبولة عنده؛
    وهي الشفاعة الصادرة
    عن إذنه
    ، لمن وحدّه؛

    فالشفاعة التي يقبلها عز وجل
    هي التي جمعت شرطين:

    أحدهما:
    إذنه سبحانه وتعالى بالشفاعة؛
    لأن الشفاعة كلها له وحده،

    كما قال:
    {قُلْ لِلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا}

    [الزمر: 44] ،

    وقال:
    {مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ
    إِلَّا بِإِذْنِهِ
    }

    [البقرة: 255] ؛

    فلا يشفع أحد؛
    لا ملك مقرب،
    ولا نبي مرسل
    إلا بإذنه عز وجل.

    ````````````````````
    1- مدارج السالكين لابن القيم 1/ 372.
    وانظر تيسير العزيز الحميد للشيخ سليمان بن عبد الله ص285.
    الحمد لله رب العالمين

  18. #1218

    افتراضي

    المفيد في مُهمات التوحيد
    للشيخ أ.د. عبد القادر صُوفي
    جزاه الله تعالى خير الجزاء

    http://shamela.ws/index.php/author/1987
    `````````````````````````````` ````````````````

    والشرط الثاني:

    أن يرضى سبحانه وتعالى عن المشفوع فيه.
    وهذا يتطلب أن يكون من أهل التوحيد
    الذين لم يتخذوا من دون الله شفعاء،

    كما قال سبحانه:
    {ولا يشفعون الا لمن ارتضى}

    [الأنبياء: 28] ،

    وكما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
    "أسعد الناس بشفاعتي
    من قال لا إله إلا الله
    خالصا من قلبه
    " ( 1 )؛

    فشفاعته صلى الله عليه وسلم
    -بعد إذن الله عز وجل له بها-
    لا ينالها إلا
    أهل التوحيد الخالص
    ،

    وهذا عكس ما عند المشركين
    الذين زعموا أن الشفاعة تنال
    باتخاذهم أولياءهم شفعاء،
    وعبادتهم وموالاتهم من دون الله
    ( 2 ).



    فالشفاعة المثبتة المقبولة -إذًا-
    هي التي جمعت شرطين؛

    إذن الله عز وجل
    للشافع أن يشفع،

    ورضاه سبحانه وتعالى
    عن المشفوع

    . يقول عز وجل:

    {وَكَمْ مِنْ مَلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ
    لا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا
    إِلَّا مِنْ بَعْدِ
    أَنْ يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَنْ يَشَاءُ
    وَيَرْضَى
    }

    [النجم: 26] .

    ```````````````````
    1 - تقدم تخريجه ص74 من هذا الكتاب.

    2 - انظر مدارج السالكين لابن القيم 1/ 396-370.
    الحمد لله رب العالمين

  19. #1219

    افتراضي

    المفيد في مُهمات التوحيد
    للشيخ أ.د. عبد القادر صُوفي
    جزاه الله تعالى خير الجزاء

    http://shamela.ws/index.php/author/1987
    `````````````````````````````` ````````````````

    من أنواع الشرك في الألوهية والتعبد:

    ثالثا:
    شرك النية والإرادة والقصد

    أولا:
    المراد بهذا النوع

    هو أن ينوي العبد ويريد ويقصد بعمله
    جملة وتفصيلا غير الله عز وجل.

    أو هو العمل الصالح للدنيا فقط.
    أو هو الذي يعمل العمل من غير إيمان،
    أو كان غرضه وهدفه الحياة الدنيا فقط ( 1 )؛

    فمن كان غرضه الدنيا لا غير،
    لا يريد إلا إياها،
    ولا يحب ولا يبغض إلا من أجلها،
    ولا يوالي ولا يعادي إلا عليها؛
    فليس له في الدنيا إلا ما قُدّر له
    وهو في الآخرة من أهل النار.


    ```````````````````````
    1- انظر: تجريد التوحيد للمقريزي ص67.
    وتيسير العزيز الحميد للشيخ سليمان بن عبد الله ص537.
    الحمد لله رب العالمين

  20. #1220

    افتراضي

    المفيد في مُهمات التوحيد
    للشيخ أ.د. عبد القادر صُوفي
    جزاه الله تعالى خير الجزاء

    http://shamela.ws/index.php/author/1987
    `````````````````````````````` ````````````````

    ثانيا:
    دليل هذا النوع

    يدل على هذا النوع قول الله عز وجل:

    {مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا
    نُوَفّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا
    وَهُمْ فِيهَا لا يُبْخَسُونَ،
    أُولَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ
    إِلَّا النَّارُ
    وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا
    وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}

    [هود: 15-16] ؛

    فهؤلاء لم يعملوا إلا للحياة الدنيا وزينتها فقط؛
    فليس لهم في الآخرة ثواب؛
    لأنهم لم يريدوا بعملهم الآخرة،
    وإنما أرادوا الدنيا ( 1 ).


    ```````````````````````
    1- انظر: تيسير العزيز الحميد في شرح كتاب التوحيد
    للشيخ سليمان بن عبد الله ص535.

    وفتح المجيد شرح كتاب التوحيد للشيخ عبد الرحمن بن حسن ص540.
    الحمد لله رب العالمين

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •