السلام عليكم ورحمته وبركاته
الحمد الله وحده لا شريك له ولا قوة الا بالله العلي العظيم والصلاة والسلام على النبي صلى الله عليه وسلم اما بعد :
لقد تدبرت بعض كتب المعاصرين من المُحدثينَ والمجَّمعين للروايات يحسنون حديثاً او يصححونه بمجموع طرقه ويختمون تصحيح الحديث الواحد بالقولة المشهورة ؛ "وبهذا يرتقي الحديث الى مرتبة الصحة بمجموع طرقه كما لا يخفى على من تمرس هذه الصنعة " فهل هذه القاعدة مطردة ام ان لها ضوابط معينة تدور على القرائن ام انها قاعدة ثابتة بالنسبة للتحسين فحسب لاني لا حظت ان من يريد تصحيح حديث ؛وقد بيّت النية على تصحيحه او تضعيفه قبل يقمّش ثم يفتش ويضرب الطرق في بعضها ويُنْزِلْ أقوال الحفاظ الاثبات مواضعها؛ لا يعبأ بالقرائن ولا بالقاعدة التي تقول لكل حديث مشروطياته الخاصة . واحيانا ترى المصحح يعرض ويصعر خده لاقوال الحفاظ الاثبات فيصحح حديثا مسلسلا بالعلل ولا يصح في ذاك الباب او من تلك الطريق او يكون فيه تعارض في الاسناد او في المتن وكذا في تخريجه للحديث ترى لا يضبط التخريج على منهج الحفاظ والائمة فتجد المتابعات مرتبكة غير متناسقة لا في الاسانيد ولا في المتون وزيادتها فهلا يخبرنا جهبذ ناصح اذا كان ذلك يصح ام لا فاني اخشى ان نكون نرتكب اكبر خطأ في علوم الحديث وهو ان يأتي يوم ونكتشف اننا كنا نسبح عكس التيار الذي سبح فيه المتقدمون والمتأخرون فنهدم يومئذ ما رسخناه في عقول الكثيرين من ان هذا الحديث حسن لذاته او لغيره اذ يتبين لنا انه واهِ الاسناد وان طريقة جمع الطرق ما فهمناها كما قعد لها الاولون هذه نقطة اردت ان اثيرها في هذا المقام الطيب وقد غمرتني على حين غمرةٍ من بحث اقوم به حول منهج على بن المديني .فارجوا ان يدلي كل من له بقية علم في الحديث في هذا المِحورْ[/co