تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: إجابات اللقاء الرابع من لقاءات المجلس العلمي مع فضيلة الشيخ/أحمد بن عبد الرحمن القاضي

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Mar 2007
    المشاركات
    7,909

    افتراضي إجابات اللقاء الرابع من لقاءات المجلس العلمي مع فضيلة الشيخ/أحمد بن عبد الرحمن القاضي

    بسم الله الرحمن الرحيم
    كان اللقاء الرابع في سلسلة لقاءات المجلس العلمي
    مع فضيلة الشيخ الدكتور/ أحمد بن عبد الرحمن القاضي ، حفظه الله
    وتم تلقي الأسئلة في الموضوع على الرابط التالي :
    http://majles.alukah.net/showthread.php?t=12425
    وقد تفضل الشيخ مشكورًا بالإجابة على الأسئلة، وسيتم نشر الإجابات في هذا الموضوع.
    مع إدراج الملف الذي أرسله فضيلته في المرفقات لتحميله كما أرسله .
    نسأل الله أن يبارك في عمر الشيخ وأن ينفع المسلمين بعلمه.
    آمين آمين أمين.
    قال أبو عبدِ الله ابنِ الأعرابي:
    لنا جلـساء مـا نــمَلُّ حـدِيثَهم *** ألِبَّاء مأمونون غيبًا ومشهدا
    يُفيدوننا مِن عِلمهم علمَ ما مضى *** وعقلًا وتأديبًا ورأيا مُسدَّدا
    بلا فتنةٍ تُخْشَى ولا سـوء عِشرَةٍ *** ولا نَتَّقي منهم لسانًا ولا يدا
    فإن قُلْتَ أمـواتٌ فلـستَ بكاذبٍ *** وإن قُلْتَ أحياءٌ فلستَ مُفَنّدا


  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Mar 2007
    المشاركات
    7,909

    افتراضي رد: إجابات اللقاء الرابع من لقاءات المجلس العلمي مع فضيلة الشيخ/أحمد بن عبد الرحمن ال

    بسم الله الرحمن الرحيم
    الأجوبة المسبوكة على أسئلة الألوكة
    الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده . أما بعد :
    فهذه إجابات الأسئلة التي طرحت عبر موقع (الألوكة) أسأل الله تعالى أن ينفع بها. فما كان من صواب فمن الله، وما كان من خطأ فمني، ومن الشيطان. والله المستعان .
    الأخ : محمد بن عيد :
    الجواب / قال شيخنا، رحمه الله: ( فإذا قال قائل: جئت إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، عند قبره، وسألته أن يستغفر لي، أو أن يشفع لي عند الله، فهل يجوز ذلك أو لا ؟ قلنا : لا يجوز. فإذا قال : أليس الله يقول : "ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاؤوك فاستغفروا الله، واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله تواباً رحيماً) ؟ قلنا له: بلى، إن الله يقول ذلك، ولكن يقول : (ولو أنهم إذ ظلموا) و (إذ) هذه ظرف لما مضى، وليست ظرفاً للمستقبل. لم يقل الله : ولو أنهم إذا ظلموا، بل قال : (إذ ظلموا) فالآية تتحدث عن أمر وقع في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم، واستغفار الرسول صلى الله عليه وسلم، بعد وفاته أمر متعذر، لأنه إذا مات العبد انقطع عمله، إلا من ثلاث، كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم : ( صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له). فلا يمكن لإنسان بعد موته أن يستغفر لأحد، بل ولا يستغفر لنفسه أيضاً، لأن العمل انقطع ) مجموع الفتاوى والرسائل: 2/345
    الأخ : أبو أحمد العجمي :
    منهجية طالب العلم في فهم ، وتناول القضايا الفكرية المعاصرة كالليبرالية،، ينبغي أن تقوم على الأسس التالية :
    أولاً : حصول قدر كافٍ من العلم الشرعي بأصول الإسلام، ومقاصد الشريعة .
    ثانياً : دراسة هذه القضايا دراسة واعية من مراجعها الأصلية،وعدم الاعتماد على البلاغات، والفهم المجمل،ليحصل التصور الدقيق، فإن الحكم على الشيء فرع عن تصوره .
    ثالثاً : تتبع آثارها الواقعية، ورصدها .
    رابعاً : نقدها بأسلوب علمي، ينأى عن المهاترات اللفظية، ليحصل الإقناع .
    خامساً: التفريق بين القائل والمقالة، واستصحاب أن بعض من قد يلتاث بلوثة فكرية ما، يكون بسبب الجهل، وعدم سماع الحق، فلا يعان الشيطان عليه، فتأخذه العزة بالإثم .
    الأخ : أحمد موسى :
    الواقع أنه ليس لي عناية بكتابات الدكتور، طه جابر العلواني، فضلاً أن يكون لي رد على شيءٍ من الأمور التي نقلت عنه . وأنصحكم في حال الرد، سلوك المسلك العلمي القائم على الدليل، فإنه (إذا جاء نهر الله بطل نهر معقل) ، واستصحاب نية نفع المخالف، ورده إلى الحق، فإنه إذا رجع إلى الحق رجع برجوعه كل من تأثر به نسأل الله أن يهدينا وإياه سواء السبيل .
    الأخ : أحمد موسى :
    كتاب (القضاء والقدر) لأبي الوفاء/ محمد درويش، كتاب جيد، من حيث الجملة، جرى فيه المؤلف، رحمه الله، على أصول أهل السنة والجماعة، ، إذ كان رئيس جماعة أنصار السنة المحمدية، بسوهاج. وقد قرضه الشيخ محمد حامد الفقي، رحمه الله، وبالغ، حتى قال : (خير ما كتب في القضاء والقدر) ! وإن كان من تعليق، ففي الجوانب التالية :
    1- لم يقرر المؤلف، رحمه الله، عقيدة الإيمان بالقدرن على النسق المتبع ، عند أئمة أهل السنة، من ذكر المراتب الأربع : العلم، والكتابة، والمشيئة، والخلق، وذكر أدلتها التفصيلية ، بل اشتغل ابتداءً بتقسيم المقدورات، والواجب حيالها .
    2- ركز المؤلف على رد شبهات الجبرية أكثر من رده على القدرية ! ولعل مرد ذلك إلى فشو مذهب الأشاعرة الجبرية، والطرق الصوفية، في الديار المصرية، خلال تلك الحقبة؛ عام 1366هـ.
    3- الأمثلة التي تذكر لتوضيح أمر، أو كشف شبهة، لا يمكن أن تكون مطابقةً ، بل تقريبية، فينبغي التنبه لذلك ، إذ لا نظير لأفعال الله، كما لا نظير لأسمائه، وصفاته .
    4- ثم كلمات يسيرة قد تنبو على السمع ، أو يخشى المدقق أن تحتمل مقالة أحد طرفي الضلالة في هذا الباب. كما أن الأثر الذي ختم به الكتاب محل نظر .
    وأوصي إخواني المسلمين عامة، وطلبة العلم خاصة، بالتعويل على (كتاب شفاء العليل في القضاء والقدر والحكمة والتعليل) لابن القيم، رحمه الله.
    الأخ : ضيف الله الشمراني :
    1- نعم لشيخنا، رحمه الله، حاشية على (الروض المربع) ، ومعها تعليقات من كلام الشيخ عبد الرحمن السعدي، رحمه الله، وجرى نشرها،من قبل الأخ عبد القدوس نذير.ولكن وقع سقط كثير من تعليقات شيخنا، رحمه الله، وخطأ في نسبة بعض الأقوال على الهامش. كما أفاد بذلك الأخ الشيخ: سامي الصقير، حفظه الله .
    2- كان يحفظ العديد من المتون ، مثل : زاد المستقنع، وعمدة الأحكام، وبلوغ المرام، ونخبة الفكر، والبيقونية، والرحبية، والبرهانية، والواسطية، والسفارينية، وقطر الندى، وأجزاء كثيرة من ألفية ابن مالك . وهمَّ بحفظ المنتهى، هو والشيخ علي الزامل، رحمهما الله، فبلغا، موضعاً من كتاب الصلاة، ولم يتماه .
    3- لا أعلم ، بعد المباحثة مع الزملاء، جزمه بنفي أو إثبات اسم (الحفي) . وقد ذكره ابن العربي، والقرطبي، وابن حجر.
    4- كلا ، لا يلتزم بأقوال ابن حجر، رحمه الله، دوماً، في الحكم على الأحاديث، وإن كان كثيراً ما يحيل عليه، لعنايته بكتاب الحافظ (بلوغ المرام ) .
    5- نظراً لطول جلوس شيخنا للتدريس، حيث بلغ نحو نصف قرن، ما بين أول درس عقده عام 1371، إلى آخر درس في المسجد الحرام، في شدة مرضه، عام 1421، فقد مر عليه أفواج من الطلبة، فيصعب القطع بالأفضلية . لكن ممن كان يثني عليهم، رحمه الله، في الفقه، من إخواننا، فضيلة الشيخ: سامي بن محمد الصقير، حفظه الله ، وسدده، وقد استخلفه فترة مرضه، على تدريس الفقه، خاصة.
    6- بين القولين فرق : فالاستحالة تعني الامتناع العقلي، وعدم الإمكان الوجودي. وقول (إنها ممكنة، لكن غير واقعة) يدل على الإمكان العقلي، فلا يكون ممتنعا لذاته، ولكن غير متحقق من الناحية الوجودية، لحكمة معينة. ويعزز هذا أن الله تعالى لم ينكر على موسى، عليه السلام، طلب الرؤية، كما أنكر على نوح قوله (إن ابني من أهلي) ، بل تجلى للجبل، وهو خلق عظيم، فجعله دكاً، ليعلم موسى، عليه السلام، عدم إطاقته ذلك في الدنيا . وقال له (لن تراني) . و(لن) لا تفيد النفي المؤبد، بل هو نفي مؤقت في الدنيا .
    الأخ أبو عبد الأعلى :
    أحبك الذي أحببتني فيه . وأرى أن المنهج في دراسة العقيدة يكون على النحو التالي :
    أولاً : دراسة أصول الإيمان الستة الواردة في حديث جبريل . ولشيخنا، رحمه الله، شرح مختصر، مركز، لهذه الأصول العظام بعنوان (نبذة في العقيدة الإسلامية) أو (شرح حديث جبريل) .
    ثانياً : دراسة مسائل (التوحيد العملي) من كتب شيخ الإسلام، محمد بن عبد الوهاب، رحمه الله: (الأصول الثلاثة، القواعد الأربع، كشف الشبهات، كتاب التوحيد ) .
    ثالثاً : دراسة مسائل التوحيد العلمي من كتب شيخ الإسلام، ابن تيمية، رحمه الله: (الواسطية، الحموية، التدمرية) .
    فإذا استوعب طالب العلم هذه المنظومة المتكاملة، حسن به أن يفضي إلى كتب السلف المتقدمين، ومن أحسنها : كتابا الدارمي : الرد على الجهمية، والرد على بشر المريسي، وغقيدة أبي جعفر الطحاوي، وعقيدة السلف وأصحاب الحديث، لأبي عثمان الصابوني، وغيرها .
    وأرى أن من ضبط (الواسطية) صار مؤهلاً لفهم الحموية، والوقوف على مذهب السلف من منقولات شيخ الإسلام عنهم .
    الأخ : أحمد العراقي :
    الطريقة التي يراها شيخنا، رحمه الله، في طلب علم العقيدة، وغيرها، من العلوم، يطول شرحها. وأحيلك أيها الأخ الكريم إلى ما جمعه أخونا الشيخ فهد السليمان، حفظه الله، في ضميمة من فتاوى، وأجوبة شيخنا، سماها (كتاب العلم) ففيها تفاصيل كثيرة.
    وإن شئت فارجع إلى إجابتي على سؤال الأخ أبي عبد الأعلى ، في هذا اللقاء.
    وأما العلماء الذين كان يعول الشيخ عليهم في أحاديثه، وخطبه، من معاصريه، فالشيخ عبد العزيز بن باز، رحمه الله، بإطلاق، والشيخ ناصر الدين الألباني، رحمه الله، في الحديث. وكان يثني على الشيخ صالح الفوزان، حفظه الله، في الفقه والفتيا، ويصفه بالأناة. هذا ما يحضرني .
    الأخ :أبو عمر القصيمي :
    1- ورد (النور) مضافاً في قوله تعالى : (الله نور السماوات والأرض) النور: 35، واعتمده جمع من العلماء؛ مثل : الخطابي، والقرطبي، وابن القيم، وابن حجر، والسعدي، وغيرهم. وفي إثباته اسماً نظر، لوروده مضافاً.
    2- استدل بعض العلماء على إثبات اسم (المحسن) لله تعالى، بحديث : ( فإن الله محسن يحب المحسنين) رواه ابن أبي عاصم، والطبراني، ووثق الهيثمي رجاله، والمناوي، والألباني. وبحديث : ( إن الله محسن يحب الإحسان إلى كل شيء) رواه عبد الرزاق، وصححه الألباني. واعتمده من الأسماء الحسنى : القرطبي، وابن القيم، وشيخنا.
    3- اعتمد بعض العلماء؛ كالحليمي، والبيهقي، والقرطبي، وغيرهم (الناصر) من الأسماء الحسنى، أخذاً من قول الله تعالى : ( وهو خير الناصرين) . ومأخذهم ضعيف .
    4- (الحنان) : قال ابن العربي، رحمه الله: ( هذا الاسم لم يرد به قرآن ولا حديث صحيح، وإنما جاء عن طريق لا يعول عليه) . وانظر في هذا كله كتاب : (معتقد أهل السنة والجماعة في أسماء الله الحسنى) للدكتور : محمد بن خليفة التميمي .
    ولا يخفى في هذا المقام أن باب الإخبار، أوسع من باب الأسماء والصفات؛ فيجوز أن يخبر عن الله بأنه الناصر، أو المريد، أو الفاعل، ونحو ذلك من الألفاظ التي لا تتضمن نقصاً في ذاتها. كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( اللهم منزل الكتاب، ومجري السحاب، وهازم الأحزاب، اهزمهم، وانصرنا عليهم ) وليس من أسمائه الحسنى: المنزل، والمجري، والهازم،. ولكن لا تعبد بها الأسماء، فلا يقال: (عبد المريد)، ولا (عبد المنزل)، ولا (عبد الناصر) ونحو ذلك، لإيهامها الاسمية المطلقة .
    الأخ: عبد الله الميمان :
    إجابة الشيخ، رحمه الله، التي نقلتها عنه في (ثمرات التدوين) هي الموافقة للمذهب، قال في الشرح الممتع : ( وإذا كان في الحال التي يمسح فيها الأعلى؛ فخلعه بعد مسحه، فإنه لا يمسح التحتاني، هذا هو المذهب. والقول الثاني: يجوز ؛ جعلاً للخفين كالظهارة والبطانة) ومال إليه، وقال : ( ولا شك أن هذا أيسر للناس؛ والفتوى به حسنة، ولا سيما إذا كان قد صدر من المستفتي ما قبل ذلك، فيُفتى بما هو أحوط) 1/258-259، وبدا لي أن في العبارة الأخيرة قلق، فرجعت إلى الطبعات الأولى (طبعة آسام 1414) فوجدت العبارة التالية : ( والأحسن أنه إذا كان الإنسان في سعة، وخلع الممسوح الأعلى، أن يخلع الأسفل عند الوضوء) 1/211
    فالذي يظهر أن للشيخ، رحمه الله، جوابان في هذه المسألة، كما أشرتم في السؤال، فتارةً يجيب بما يوافق المذهب، وتارة بالقول الآخر، وهو إليه أميل. وربما تنوع جوابه بحسب الحال؛ فإن كان قبل الوقوع عامله بالأحوط، وإن كان بعده عامله بالأيسر، ولهذا نظائر أخرى في فتاواه، رحمه الله والله أعلم .
    الأخ : رافع الراية :
    المقالات التي سقتها عن المذكور مقالات كفرية، ولا ريب . بعضها شرك في الربوبية، وبعضها شرك في العبادة، وبعضها بدع وخرافات . وأما الحكم على معين بالكفر أو الشرك، فلا بد فيه من توفر الشروط، وانتفاء الموانع. فالله أعلم بحال المذكور، ولا شك أنه بهذا، إذا ثبت عنه، داعية بدعة وضلالة، يجب التحذير منه . هذا أقل ما يقال عنه . ولم أتتبع كلام أهل العلم عنه. وهكذا يقال في جواب السؤال الثاني. نسأل الله أن يهدي ضال المسلمين .
    الأخ : خالد مرسي :
    1- لم يتبين لي سؤالك .
    2- لا يحل له إلا بإذن المالك؛ لأن تصفح الكتاب أحياناً، يترك عليه أثراً، يجعله كالمستعمل، فينفر من شرائه، وهذا يضر بصاحب المحل . كما أن ذلك قد يشغل العامل عن عمله. وهذا المنع ليس منعاً مطلقاً، أو حجر للعلم؛ إذ لو شاء العامل لاشتراه، أو استأذنه، أو استعاره من غيره.
    3- لا يليق بطلبة العلم في المنتديات، ولا في غيرها، أن ينخرطوا في (حروب طاحنة) كما عبرت، فذلك ليس من العلم ، بل من (زغل العلم ) . والواجب على طلبة العلم بذل العلم الصحيح، وبيان الخطأ بأسلوب عف جميل، والترفع عن المهاترات، والتصنيفات الظالمة، والاشتغال بالمحكم، ورد المتشابه إليه، واستصحاب النصيحة، وحسن الظن، والشفقة على المسلمين، والبعد عن الضراوة، والإثم، والعدوان، والسعي إلى إقامة الدين، والبعد عن التفرق والاختلاف. وكل ذلك لا يمنع من بيان الحق، وتنبيه الغافل، وتعليم الجاهل. أعاذنا الله وإياكم من مضلات الفتن، وشرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا .
    4- الأصل في التقديم أنه إقرار، وتزكية، من حيث الجملة، وإن لم يتناول مفردات الألفاظ والتراكيب. وموافقة للمؤلف فيما قرره من نتائج. وقد يقع خطأ بشري، فيستدعي الأمر الاستدراك والبيان، لرفع الالتباس . وما مثلت به لم أقف عليه، لأحكم عليه .
    5- لا يسوغ الخلاف في مسألة الإيمان؛ فهي مسألة حسمها السلف في وقت مبكر، لما ظهر الخوارج والمرجئة، وقرروا أن الإيمان قول وعمل ؛ قول القلب واللسان، وعمل القلب واللسان والجوارح. ولم يفرقوا بين ركن العمل وقسيميه؛ القول، والاعتقاد. والعبارة الواردة في السؤال فاسدة في معناها، فلا يستقيم أن يوصف شيء بالشرطية، ثم بالكمال ! وليست من عبارات السلف ، وإنما ألجأت إليها مضايق النقاش مع التكفيريين؛ الذين يكفرون بمطلق الكبائر، فقوبل الخطأ بخطأ. وإنما أراد السلف جنس العمل، لا أن الإيمان يزول بترك أي عمل واجب، كما يزعم الخوارج . فالواجب المحافظة على الجمل السلفية المحكمة، وعدم العدول عنها إلى ألفاظ موهمة .
    الأخ : أمجد الفلسطيني :
    كفيتنا نصف المؤنة باستدراكاتك الصحيحة .
    1- وحقيقة الحلف تأكيد الشيء بذكر معظم بصيغة مخصوصة . ولا يصح منه إلا ما كان بالله، أو صفةٍ من صفاته؛ سواء كانت صفةً ذاتية، أم فعلية . وعلى هذا فلا بأس بالحلف بفعلٍ من أفعاله سبحانه، لأنه صفة فعلية له. ولكن الحالف يختار من الصيغ ما كان مناسباً للمقام، كما أن الداعي يختار من الأسماء الحسنى ما كان مناسباً لطلبته؛ فيقول : يا رزاق ارزقني، ولا يقول: يا قهار: ارزقني! وإن جاز ذلك بالنظر إلى الدلالة على الذات. ولهذا قد لا يقع ما جرى به التمثيل في السؤال، إلا على سبيل التكلف.وكذا الأمر في مسألة الاستعاذة بالأفعال .
    2- الخلاف في هذا محفوظ، ولا ريب. وهو خلاف محتمل. والبحث في هذا يطول به المقام.
    الأخ : مهند المعتبي :
    1- لا يسلم لمفوضة العصر أن أغلب الحنابلة مفوضة. واتهامهم لابن قدامة، رحمه الله، في لمعة الاعتقاد، مدفوع بكلامه في (ذم التأويل) موضح لمراده. وقد بينت ذلك في كتابي (مذهب أهل التفويض). ولا أعلم عن الحافظ ابن رجب كلاماً موهماً بالتفويض. وكلامه الصريح في الإثبات وفير. وقد وقع من بعض الحنابلة المتقدمين؛ كأبي يعلى، والمتأخرين، كالشيخ مرعي، شيء من التفويض . وأياً كان فالحق لا يعرف بالرجال، وإنما يعرف الرجال بالحق .
    ومذهب المفوضة من أوهى المذاهب، وأضعفها، إذ لا عقل، ولا نقل! ولهذا قال عنهم شيخ الإسلام، ابن تيمية، رحمه الله، بعد حكاية مذهبهم : (فتبين بذلك أن مقالة المفوضة الذين يزعمون الانتساب إلى السنة، واتباع السلف من شر مقالات أهل البدع والإلحاد)
    2- لا يسوغ، ولا يجوز إطلاق وصف الإخوة على النصارى الذين أكفرهم الله تعالى في ثلاث آيات من سورة المائدة، وهي من آخر ما أنزل على نبيه. والتذرع بأن بأن الله تعالى قال : ( وإلى عاد أخاهم هودا) ونحوها لا يسعفهم، فإنه إنما أراد أخوة النسب، لكونه منهم. بخلاف مناداة النصارى، بوصفهم نصارى، بلفظ الأخوة، فلا يحل . وقد قال الله تعالى : (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ) [الحجرات/10]) وقال : (إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ . وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ . يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَكُمْ هُزُوًا وَلَعِبًا مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَالْكُفَّارَ أَوْلِيَاءَ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ) [المائدة/55-57] .
    ولا يسوغ أيضاً، مناداتهم بوصف الإخوة، ولا بدعوى تأليفهم! إذ يمكن تأليفهم بالمعاملة الحسنة، والدعوة بالحكمة، والموعظة الحسنة، والهدية، وحسن الجوار، وسائر صور الإحسان العملي . قال تعالى : (لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ) [الممتحنة/8].
    ومثل ذلك أصحاب البدع المغلظة. فإن لم تصل حد الكفر، بقي من الإخوة الإيمانية بقدر ما عندهم من إيمان. ذلك أن الولاية والعداوة، تبع للإيمان تزيد بزيادته، وتنقص بنقصانه .
    3- المفاضلة في الأشدِّية، كما في السؤال، بين البدع والكبائر، وتحرير القول في (البدع أشد من الكبائر ) أن يقال : جنس البدع أشد من جنس الكبائر، لكون البدعة؛ أصليةً كانت أم إضافية، تتضمن إدخال شيءٍ في الدين ليس منه، بخلاف الكبيرة، فإنها معصية، يرى فاعلها خروجها عن سمت الشريعة، واستحقاقه للوعيد . أما من حيث آحاد كلٍ منهما، وأفرادهما، فلا يلزم أن تكون كل بدعةٍ أشد من كل كبيرة، بل يتفاوت ذلك بتفاوت البدع والكبائر. فمثلاً : كبيرة القتل أشد من بدعة الذكر الجماعي! وكبيرة الزنا أشد من بدعة السماع عند الصوفية . والله أعلم .
    الأخت : أم الفضل :
    1- نعم يقال عنه مجتهد مخطيء، إذا استفرغ وسعه في الوصول إلى الحق، فأخطأه .
    2- لا أعلم هذا التفريق عن شيخنا، رحمه الله.ولا أرى له وجهاً يرجع إلى مجرد الاقتران.
    3- عندما يستشرح قدراً جيداً من المتون، ويجرد بعض كتب (السنة) المطولة، ويطالع فتاوى العلماء فيما يورد عليهم من مسائل، ونوازل، تنشأ لديه ملكة، وثقة علمية تؤهله لتدريس هذا الفن الشريف .
    الأخ عبد الله المزروع :
    قال شيخ الإسلام ابن تيمية : ( وأما تكفيرهم وتخليدهم : ففيه أيضاً للعلماء قولان مشهوران وهما روايتان عن أحمد . والقولان في الخوارج والمارقين من الحرورية والرافضة ونحوهم . والصحيح أن هذه الأقوال التي يقولونها التي يعلم أنها مخالفة لما جاء به الرسول كفر ، وكذلك أفعالهم التي هي من جنس أفعال الكفار بالمسلمين هي كفر أيضاً . وقد ذكرت دلائل ذلك في غير هذا الموضع ، ولكن تكفير الواحد المعين منهم ، والحكم بتخليده في النار موقوف على ثبوت شروط التكفير ، وانتفاء موانعه . فإنا نطلق القول بنصوص الوعد والوعيد والتكفير والتفسيق ، ولا نحكم للمعين بدخوله في ذلك العام حتى يقوم فيه المقتضي الذي لا معارض له ) الفتاوى: 28/500
    وأرى أن الأجدى أن يجتهد في دعوتهم، وبيان حقيقة مذهب أهل السنة لعامتهم، ولا بأس بالإحسان إليهم، تأليفاً لقلوبهم، فإن غالبيتهم عوام لم يتح لهم سماع الحق، ودرجوا على اتباع أسيادهم، فلئن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من حمر النعم.
    الأخ : خالد مرسي :
    1- قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ وَحَدّثَنِي يَزِيدُ بْنُ رُومَانَ ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزّبَيْرِ ، قَالَ لَمّا أَجَمَعَتْ قُرَيْشٌ الْمَسِيرَ ذَكَرَتْ الّذِي كَانَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ بَنِي بَكْرٍ فَكَادَ ذَلِكَ يُثْنِيهِمْ فَتَبَدّى لَهُمْ إبْلِيسُ فِي صُورَةِ سُرَاقَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ جُعْشُمٍ الْمُدْلِجِيّ ، وَكَانَ مِنْ أَشْرَافِ بَنِي كِنَانَةَ فَقَالَ لَهُمْ أَنَا لَكُمْ جَارٌ مِنْ أَنْ تَأْتِيَكُمْ كِنَانَةُ مِنْ خَلْفِكُمْ بِشَيْءٍ تَكْرَهُونَهُ فَخَرَجُوا سِرَاعًا ) سيرة ابن هشام : 1 / 611
    المقصود أن الشيطان أغرى قريشاً بالمسير، وطمأنهم إلى سلامة ظهورهم، ليس إلا .
    2- الشيطان عدو! ويسعى إلى الإيقاع بعدوه بشتى الطرق الممكنة. وغاية مراده أن يوقع العبد في الشرك. فإن عجز، نقله إلى البدعة. فإن عجز، أغراه بالكبائر. فإن عجز، سهل عليه الصغائر. فإن عجز، حمله على ترك الأولى والفاضل. فإن عجز ، حبب إليه التوسع في المباحات، عله أن يطمع فيما فوقها من ملذات. ويسلك في سبيل الوصول إلى مقاصده الخبيثة مسالك شتى، كالتزيين، والتخذيل، والتحزين، والإنساء، والتغفيل، وغيرها من أنواع الحيل الشيطانية. وبالجملة فهو عدو متفنن ، ولا عاصم منه إلا الاستعاذة بالله السميع العليم .
    3- النصيحة أعم من الإنكار؛ فتشمل الدعوة إلى الله، وتعليم العلم، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر. والإنكار يختص بمواجهة منكر واقع، فيحتسب عليه باليد، ثم باللسان، ثم بالقلب .
    كتبه : د. أحمد بن عبد الرحمن القاضي
    كلية الشريعة وأصول الدين. جامعة القصيم.
    عنيزة . في 7/4/1429
    قال أبو عبدِ الله ابنِ الأعرابي:
    لنا جلـساء مـا نــمَلُّ حـدِيثَهم *** ألِبَّاء مأمونون غيبًا ومشهدا
    يُفيدوننا مِن عِلمهم علمَ ما مضى *** وعقلًا وتأديبًا ورأيا مُسدَّدا
    بلا فتنةٍ تُخْشَى ولا سـوء عِشرَةٍ *** ولا نَتَّقي منهم لسانًا ولا يدا
    فإن قُلْتَ أمـواتٌ فلـستَ بكاذبٍ *** وإن قُلْتَ أحياءٌ فلستَ مُفَنّدا


  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Sep 2007
    الدولة
    السعودية
    المشاركات
    3,215

    افتراضي رد: إجابات اللقاء الرابع من لقاءات المجلس العلمي مع فضيلة الشيخ/أحمد بن عبد الرحمن ال

    جزى الله الشيخ د. أحمد بن عبد الرحمن القاضي خيرا على هذه الاجابةعلى اسئلة اعضاء المنتدى
    وبارك الله فيك ياشيخ علي على هذا النقل
    قال الامام المنذري رحمه الله :
    وناسخ العلم النافع :
    له أجره وأجر من قرأه أو كتبه أو عمل به ما بقي خطه ،
    وناسخ ما فيه إثم :
    عليه وزره ووزر ما عمل به ما بقي خطه .

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •