تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 17 من 17

الموضوع: تنبيهات على بعض ما وقع في كتب الأئمة الثقات ... (5)هل تعتبر العلة الغائية علة فاعلية؟

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Sep 2007
    المشاركات
    790

    افتراضي تنبيهات على بعض ما وقع في كتب الأئمة الثقات ... (5)هل تعتبر العلة الغائية علة فاعلية؟

    بسم الله الرحمن الرحيم

    الحمد لله وكفى، والصلاة والسلام على محمد عبده المصطفى، وآله وأصحابه المستكملين الشرفا
    أما بعد
    فقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في مجموع الفتاوى (2/30):

    "والعلة الغائية هي المقصودة التي هي أعلى وأشرف بل هي علة فاعلية للعلة الفاعلية"
    وقد كرر شيخ الإسلام رحمه الله هذا المعنى في أكثر من موضع في كتبه وفتاواه .
    فقال في مجموع الفتاوى (18/309):
    "ولهذا كانت العلة الغائية علة فاعلية للعلة الفاعلية"
    وفي رسالة الزهد والورع والعبادة (1/27):
    "ولهذا يقال: العلة الغائية علة فاعلية فإن الإنسان للعلة الغائية بهذا التصور وهذه الإرادة صار فاعلا للفعل وهذه الصورة المرادة المتصورة في النفس هي التي جعلت الفاعل فاعلا فيكون الإنسان متبعا لها"
    وتابعه على ذلك تلميذه الحافظ ابن القيم رحمه الله فقال في شفاء العليل (1/189): "العلة الغائية علة فاعلية للعلة الفاعلية"
    قلت: وهذا القول مشهور في كتب الفلاسفة ، وهو خلاف مقتضى العقل وخلاف ما عليه جمهور أهل السنة وعقلاء المتكلمين؛ فإنهم لا يجعلون العلة الغائية علة فاعلية ؛ لأن ذلك يستلزم إما التسلسل في العلل وإما الدَّور وكلاهما ممتنع عقلا ، ولكنهم يقولون: إن السابق في الذهن هو تصور العلة وإرادتها وليس ذاتها.
    وقد خالف شيخ الإسلام رحمه الله قوله السابق وردَّه ، بل ونسبه إلى الفلاسفة ـ كما ذكرتُ ـ في درء تعارض العقل مع النقل (5/231) فقال:
    "وجمهور العقلاء يقولون: السابق هو تصور العلة الغائية وإرادتها. وأما ابن سينا ونحوه من الفلاسفة فيقولون : بل نفس العلة هي السابقة في الذهن ويقولون: العلة الغائية علة فاعلية للعلة الفاعلية. وجمهور العقلاء لا يجعلونها علة فاعلية بل يقولون: تصور الفاعل لها وإرادته لها به صار فاعلا فلولا تصور الغاية والإرادة لها لما كان فاعلا."
    وكأنَّ هذا ما انتهى إليه قوله في هذه المسألة والله أعلم ، وهو الصواب إن شاء الله تعالى.
    وبذلك يُعلم خطأ مَن تصوّر أن الإلوهية تعتبر علة فاعلية للربوبية، وهو ما انتشر على ألسنة الكثير بغير تحرير.
    والله الموفق وهو الهادي إلى سواء السبيل

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jan 2008
    المشاركات
    26

    افتراضي رد: تنبيهات على بعض ما وقع في كتب الأئمة الثقات ... (5)هل تعتبر العلة الغائية علة فاع

    أكرم الله الشيخ
    لكن لو تكرمتم توضيح هذه المعاني
    العلة الغائية ، العلة الفاعلية
    ثم توضيح الكلام من أوله إلى آخره وخاصةً بعد قولكم قلت .
    وجزاكم الله خيرا ،،،
    وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Sep 2007
    المشاركات
    790

    افتراضي رد: تنبيهات على بعض ما وقع في كتب الأئمة الثقات ... (5)هل تعتبر العلة الغائية علة فاع

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو بكر السعيد مشاهدة المشاركة
    أكرم الله الشيخ
    لكن لو تكرمتم توضيح هذه المعاني
    العلة الغائية ، العلة الفاعلية
    ثم توضيح الكلام من أوله إلى آخره وخاصةً بعد قولكم قلت .
    وجزاكم الله خيرا ،،،
    العلة الغائية: هي العلة المتقدمة في العلم و الإرادة ، المتأخرة في الوجود و الحصول؛ كالجلوس لصناعة الكرسي
    العلة الفاعلية: هي العلة المتسببة في المعلول؛ كالنجَّار للكرسي
    وأظن باقي الكلام سيتضح بمعرفة هذين المصطلحين
    والله الموفق

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Sep 2007
    المشاركات
    790

    افتراضي رد: تنبيهات على بعض ما وقع في كتب الأئمة الثقات ... (5)هل تعتبر العلة الغائية علة فاع

    وقد ذكر الجرجاني في "التعريفات" (1/202) أنواع العلل وتقسيمها فقال :
    "علة الشيء ما يتوقف عليه ذلك الشيء. وهي قسمان:
    الأول: ما تقوم به الماهية من أجزائها وتسمى علة الماهية.
    والثاني: ما يتوقف عليه اتصاف الماهية المتقومة بأجزائها بالوجود الخارجي وتسمى علة الوجود.
    وعلة الماهية ؛
    إما لأنه لا يجب بها وجود المعلول بالفعل بل بالقوة وهي العلة المادية.
    وإما لأنه يجب بها وجوده وهي العلة الصورية.
    وعلة الوجود ؛
    إما أن يوجد منها المعلول أي تكون مؤثرة في المعلول موجدة له وهي العلة الفاعلية.
    أوْ لا ، وحينئذ:
    إما أن يكون المعلول لأجلها وهي العلة الغائية.
    أوْ لا ، وهي:
    الشرط ؛ إن كان وجوديا ،
    وارتفاع الموانع ؛ إن كان عدميا."

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    May 2007
    المشاركات
    76

    افتراضي رد: تنبيهات على بعض ما وقع في كتب الأئمة الثقات ... (5)هل تعتبر العلة الغائية علة فاع

    الحمد لله وحده...
    قد بين بعض الإخوة انتقادهم على هذا الموضوع:


    http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=133930

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    May 2007
    المشاركات
    76

    افتراضي رد: تنبيهات على بعض ما وقع في كتب الأئمة الثقات ... (5)هل تعتبر العلة الغائية علة فاع

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الأزهري السلفي مشاهدة المشاركة
    الحمد لله وحده...
    وقد تذكرتُ أمرًا أردتُ أن أنبه عليه في قبل ذلك ولكنني آثرتُ تركه طمعًا في رجوع الأخ عيد.

    ثم نسيته وما تذكرته إلا الآن..

    فقد لفت نظري أنه عزا على التعريفات للجرجاني هكذا:



    وقد تعجّبتُ لأن كتاب التعريفات للجرجاني صغير، نسختي منه في غلاف واحد فقط، وكنتُ قد اشتريته من معرض الكتاب قبل سنوات ولم يتجاوز سعره 10 جنيهات فيما أذكر.
    ولا أعلم ولم أظنّ أن له طبعة في أكثر من جزء واحد.

    فخطر ببالي أن الأخ عيد ينقل من الشاملة من غير تحرير ولا تركيز، فرجعتُ إليها فوجدته نفس العزو في الشاملة، مع أنّ بطاقة الكتاب في برنامج الشاملة تقول إن الكتاب في جزء واحد!

    وهذا الصنيع قد مر علينا من قبل من قِبَل بعض المحققين، وهو نتاج الاعتماد على برامج البحث وأخذ ما فيها من صواب وخطأ.

    =====
    ثم تأمّلتُ فوجدتُ الأخ عيد قد أخطأ أيضًا في عزوه على درء التعارض في أول الموضوع حين عزا عليه:


    ثم نقل نصًّا من المجلد العاشر (10/51) كما ذكر الشيخ فيصل وذكرتُ بعدَه، ولا يوجد هذا النص ولا شبهه في المجلد الخامس.
    وهذا بحسب الطبعة المعتمدة في العزو..

    فقلتُ لعله من أخطاء التسرع أيضًا ومن علل الاعتماد الكلّي على البرامج..
    ولكن لعله أيضًا يعزو على طبعة أخرى مخالفًا للطبعة الكاملة المعتمدة من غير تبيين.

    لكن تبين لي أنه أخطأ مرة ثانية وأنه اعتمد على الشاملة من غير مراجعة الكتاب، فتابع البرنامج على ما فيه من الخطأ.

    والدليل على ذلك أن عزوه (5/231) هو نفس العزو الذي في الشاملة..
    وهو غلط لأن بطاقة الكتاب عندهم كالآتي:
    الكتاب : درء تعارض العقل والنقل
    المؤلف : أحمد بن عبد الحليم بن تيمية الحراني أبو العباس
    الناشر : دار الكنوز الأدبية - الرياض ، 1391
    تحقيق : محمد رشاد سالم
    عدد الأجزاء : 10

    وطبعة الكنوز الأدبية الواقعة في 10 مجلدات هي المعتمدة في العزو..
    وهي التي عزا عليها الشيخ فيصل وعزوتُ عليها..

    والملاحظ أن ترقيم الأجزاء في الشاملة ينتهي عند الرقم (5) فقط مع أن الكتاب عندهم كامل..
    فالكتاب غير موافق للمطبوع، عكس ما ظن الأخ عيد هداه الله.

    وحينها استظهرتُ أن الأخ عيد كتب في الشاملة (العلة الغائية علة فاعلية...) أو نحو ذلك..
    وما خرج له من نتائج كان عمدته في هذا الموضوع..


    وهذه الطريقة لها مساوئ عدّة، من ضمنها أن الباحث قد لا يصبر ويقرأ سباق الكلام ولحاقه، فلا يفهم المراد جيدًا، فيقع فيما وقع فيه الأخ عيد.

    فالرجاء من الإخوة عدم اتباع هذه الطريقة، وعدم الاعتماد على البرامج بالكلية، وإنما يستفاد منها في البحث أحيانًا فحسب، ثم يجب العودة إلى الكتب، ويحذر من الأخطاء في إدخال النصوص أو في العزو إليها.

    فإن اضطر إلى النقل منها لعدم توفر الكتاب عنده، فمن الأمانة تبيين ذلك للقارئ حتى يحذر هو من هذه الأخطاء إن كان الكتاب المنقول منه عنده.

    وكثيرًا جدًّا ومنذ زمان أقول لإخواني حين أرى مثل هذه الموضوعات: سامح الله الشاملة، التي جعلت الكثير يظن أنه ذو شأن واستئهال للتصدر والاعتراض على الكبار بمجرد ضغطة زر، ولو من غير فهم.
    فالله المستعان.
    ...

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Dec 2007
    المشاركات
    219

    افتراضي رد: تنبيهات على بعض ما وقع في كتب الأئمة الثقات ... (5)هل تعتبر العلة الغائية علة فاع

    الشيخ الأزهري السلفي: أحسن الله إليك.
    وأنا متعجبٌ جدًا من صنيع الشيخ عيد -وفقه الله-.
    { وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي أَنْفُسِكُمْ فَاحْذَرُوهُ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ } (البقرة: 235)

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Jan 2008
    المشاركات
    26

    افتراضي رد: تنبيهات على بعض ما وقع في كتب الأئمة الثقات ... (5)هل تعتبر العلة الغائية علة فاع

    الأخ الكريم الأزهري السلفي .
    لو استعملت الخاص بالشيخ عيد لكان أليق بمن اسمه الأزهري السلفي ، وبدلا من نقل هذا الكلام بأكمله ، كنت بينت خطأ هذا العزو ، أو عدم دقة هذه الطريقة في موضوع مستقل في مكان يناسبه ، وإلا فأصل الكلام لم تعترض عليه ، والفهم لم تعترض عليه كذلك ، بل حولت القضية إلى مضمار آخر ليس هذا مكانه .
    هذا إن كانت نصيحة ،،،
    وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Jan 2008
    المشاركات
    26

    افتراضي رد: تنبيهات على بعض ما وقع في كتب الأئمة الثقات ... (5)هل تعتبر العلة الغائية علة فاع

    عفوا ، لم أكن قرأت بعد الموضوع في ملتقى أهل الحديث ، ونقل الأخ الأزهري السلفي لآخر رد له بهذه الصورة موهم .
    نسأل الله الهداية لما فيه الفلاح .
    وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    May 2007
    المشاركات
    76

    افتراضي رد: تنبيهات على بعض ما وقع في كتب الأئمة الثقات ... (5)هل تعتبر العلة الغائية علة فاع

    الحمد لله وحده...
    لا بأس أخي الفاضل، مع أن قولي في بداية المقتبَس هنا: (وقد تذكرتُ أمرًا أردتُ أن أنبه عليه...قبل ذلك...) يدل على وجود كلام قبل ذلك فلم أظنّ أن يحصل إيهام.

  11. #11
    تاريخ التسجيل
    May 2007
    المشاركات
    1,154

    افتراضي رد: تنبيهات على بعض ما وقع في كتب الأئمة الثقات ... (5)هل تعتبر العلة الغائية علة فاع

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عيد فهمي مشاهدة المشاركة
    بسم الله الرحمن الرحيم

    الحمد لله وكفى، والصلاة والسلام على محمد عبده المصطفى، وآله وأصحابه المستكملين الشرفا
    أما بعد
    فقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في مجموع الفتاوى (2/30):

    "والعلة الغائية هي المقصودة التي هي أعلى وأشرف بل هي علة فاعلية للعلة الفاعلية"
    وقد كرر شيخ الإسلام رحمه الله هذا المعنى في أكثر من موضع في كتبه وفتاواه .
    فقال في مجموع الفتاوى (18/309):
    "ولهذا كانت العلة الغائية علة فاعلية للعلة الفاعلية"
    وفي رسالة الزهد والورع والعبادة (1/27):
    "ولهذا يقال: العلة الغائية علة فاعلية فإن الإنسان للعلة الغائية بهذا التصور وهذه الإرادة صار فاعلا للفعل وهذه الصورة المرادة المتصورة في النفس هي التي جعلت الفاعل فاعلا فيكون الإنسان متبعا لها"
    وتابعه على ذلك تلميذه الحافظ ابن القيم رحمه الله فقال في شفاء العليل (1/189): "العلة الغائية علة فاعلية للعلة الفاعلية"
    قلت: وهذا القول مشهور في كتب الفلاسفة ، وهو خلاف مقتضى العقل وخلاف ما عليه جمهور أهل السنة وعقلاء المتكلمين؛ فإنهم لا يجعلون العلة الغائية علة فاعلية ؛ لأن ذلك يستلزم إما التسلسل في العلل وإما الدَّور وكلاهما ممتنع عقلا ، ولكنهم يقولون: إن السابق في الذهن هو تصور العلة وإرادتها وليس ذاتها.
    وقد خالف شيخ الإسلام رحمه الله قوله السابق وردَّه ، بل ونسبه إلى الفلاسفة ـ كما ذكرتُ ـ في درء تعارض العقل مع النقل (5/231) فقال:
    "وجمهور العقلاء يقولون: السابق هو تصور العلة الغائية وإرادتها. وأما ابن سينا ونحوه من الفلاسفة فيقولون : بل نفس العلة هي السابقة في الذهن ويقولون: العلة الغائية علة فاعلية للعلة الفاعلية. وجمهور العقلاء لا يجعلونها علة فاعلية بل يقولون: تصور الفاعل لها وإرادته لها به صار فاعلا فلولا تصور الغاية والإرادة لها لما كان فاعلا."
    وكأنَّ هذا ما انتهى إليه قوله في هذه المسألة والله أعلم ، وهو الصواب إن شاء الله تعالى.
    وبذلك يُعلم خطأ مَن تصوّر أن الإلوهية تعتبر علة فاعلية للربوبية، وهو ما انتشر على ألسنة الكثير بغير تحرير.
    والله الموفق وهو الهادي إلى سواء السبيل
    أحسن الله إليكم شيخنا الفاضل . .
    أحسن الله إليكم شيخنا الفاضل . .

    ذاك الكلام من شيخ الإسلام - مع افتراض ثبوته عنه - صحيح المراد والمعنى ،
    وإن كان عند بعض الناس مشكل موهم للتشبه الظاهر بينه وبين كلام الفلاسفة .
    ولم يقل الشيخ يوما ما أن (العلة الغائية للشيء) هو (نفس العلة الفاعلة له) ،
    فليس معنى كلام شيخ الإسلام موافق لمعنى كلام الفلاسفة الذي أنكره .
    بل قال : "ولهذا يقال : العلة الغائية علة فاعلية لعلة فاعلية" ،
    أي أن (الغاية) هو (السبب) في كون الفاعل (فاعلا) .
    فالعلة الغائية للشيء هي علة فاعلية للفعل الذي فعله فاعل ذلك الشيء .
    ومعنى قولنا (الغاية) أي : تصور الغاية .

    فالحكمة والرحمة هي السبب في أن يخلق الله الخلق ويربيهم ويدبرهم ،
    والألوهية - على هذا - علة فاعلية - أي داع وسبب مرجِّح - للخالقية والربوبية ،
    كما قال تعالى : وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون . فلإرادة العبادة منهم ، خلقهم جل وعلا .

    يعنى أن شيخ الإسلام أراد أن يعطى معنى صحيحا للفظ مأثور عن الفلاسفة ويقيّمه .
    فـ(العلة الغائية) للعالم عند الفلاسفة هو (نفس الذات الإلهية) أو (إرادة التشبه بالأول) ،
    وأما عند شيخ الإسلام ، فالعلة الغائية من خلق العالم وتدبيره هي (الحكمة) القائمة بالخالق الحكيم .
    فليس فيما قاله دور ولا تسلسل ممتنعان ، لأنه لم يجعل (الغاية) هي نفس (الفاعل) كما فعل الفلاسفة .

    هذا ، والله أعلم .

  12. #12
    تاريخ التسجيل
    Sep 2007
    المشاركات
    790

    افتراضي رد: تنبيهات على بعض ما وقع في كتب الأئمة الثقات ... (5)هل تعتبر العلة الغائية علة فاع

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نضال مشهود مشاهدة المشاركة
    أحسن الله إليكم شيخنا الفاضل . .
    أحسن الله إليكم شيخنا الفاضل . .
    ذاك الكلام من شيخ الإسلام - مع افتراض ثبوته عنه - صحيح المراد والمعنى ،
    وإن كان عند بعض الناس مشكل موهم للتشبه الظاهر بينه وبين كلام الفلاسفة .
    ولم يقل الشيخ يوما ما أن (العلة الغائية للشيء) هو (نفس العلة الفاعلة له) ،
    فليس معنى كلام شيخ الإسلام موافق لمعنى كلام الفلاسفة الذي أنكره .
    بل قال : "ولهذا يقال : العلة الغائية علة فاعلية لعلة فاعلية" ،
    أي أن (الغاية) هو (السبب) في كون الفاعل (فاعلا) .
    فالعلة الغائية للشيء هي علة فاعلية للفعل الذي فعله فاعل ذلك الشيء .
    ومعنى قولنا (الغاية) أي : تصور الغاية .

    فالحكمة والرحمة هي السبب في أن يخلق الله الخلق ويربيهم ويدبرهم ،
    والألوهية - على هذا - علة فاعلية - أي داع وسبب مرجِّح - للخالقية والربوبية ،
    كما قال تعالى : وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون . فلإرادة العبادة منهم ، خلقهم جل وعلا .

    يعنى أن شيخ الإسلام أراد أن يعطى معنى صحيحا للفظ مأثور عن الفلاسفة ويقيّمه .
    فـ(العلة الغائية) للعالم عند الفلاسفة هو (نفس الذات الإلهية) أو (إرادة التشبه بالأول) ،
    وأما عند شيخ الإسلام ، فالعلة الغائية من خلق العالم وتدبيره هي (الحكمة) القائمة بالخالق الحكيم .
    فليس فيما قاله دور ولا تسلسل ممتنعان ، لأنه لم يجعل (الغاية) هي نفس (الفاعل) كما فعل الفلاسفة .

    هذا ، والله أعلم .
    وفقكم الله
    ومن قال إني أتهم شيخ الإسلام أنه يقصد نفس المعنى الذي أراده الفلاسفة؟
    أنا أقول أنه وافقهم في لفظهم، وأن هذه الكلمة نفسها: (( العلة الغائية علة فاعلية للعلة الفاعلية
    )) خطأ حتى لو أُريد بها معنى صحيح

    ومثال ذلك لو قال قائل من أهل الفضل:
    الله موجود في كل الوجود
    وهذا قول منتشر على ألسنة العامّة وبعض الخاصة، فهل معناه أنهم يقصدون نفس ما قصده الحلولية، كلا والله بل لو ذكرت لأحدهم ما يقصده الحلولية بهذا القول لنفر منه واستقبحه، ولبيّن لك أنه ما قصد إلا سعة علم الله وإحاطته بكل شيء
    لكن هل نقرّه على قوله لصحة مقصوده؟ كلا، بل لابد أن يعلم أن نفس هذا القول غير صحيح بغض النظر عن مقصوده

    ولو قال قائل من أهل الفضل:
    الله كان ولا مكان
    وهذا قول منتشر على ألسنة العامّة وبعض الخاصة أيضا، فهل معناه أنهم يقصدون نفس ما قصده المعطلة، كلا والله بل لو ذكرت لأحدهم ما يقصده أهل التعطيل بهذا القول لنفر منه واستقبحه، ولبيّن لك أنه ما قصد إلا أولية الله في الأزل وأن الله كان ولم يكن شيء معه
    لكن هل نقرّه على قوله لصحة مقصوده؟ كلا، بل لابد أن يعلم أن نفس هذا القول غير صحيح بغض النظر عن مقصوده

    أتمنى أن يتضح المراد
    والله الهادي إلى سبل الرشاد

  13. #13
    تاريخ التسجيل
    May 2007
    المشاركات
    76

    افتراضي رد: تنبيهات على بعض ما وقع في كتب الأئمة الثقات ... (5)هل تعتبر العلة الغائية علة فاع

    الحمد لله وحده...

    الأخ الفاضل نضال، أرجو منك أن تراجع الرابط على أهل الحديث كاملا قبل أن تتجشّم صعاب المواصلة بالرد في هذا الموضوع.

    جزاك الله خيرًا وبارك فيك.

  14. #14
    تاريخ التسجيل
    Dec 2007
    المشاركات
    219

    افتراضي رد: تنبيهات على بعض ما وقع في كتب الأئمة الثقات ... (5)هل تعتبر العلة الغائية علة فاع

    قال الشيخ عيد فهمي أخيراً:
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عيد فهمي مشاهدة المشاركة
    وفقكم الله
    ومن قال إني أتهم شيخ الإسلام أنه يقصد نفس المعنى الذي أراده الفلاسفة؟
    أنا أقول أنه وافقهم في لفظهم، وأن هذه الكلمة نفسها: (( العلة الغائية علة فاعلية للعلة الفاعلية
    )) خطأ حتى لو أُريد بها معنى صحيح
    وفاته أنه قد قال في صدر مقاله:
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عيد فهمي مشاهدة المشاركة
    بسم الله الرحمن الرحيم

    الحمد لله وكفى، والصلاة والسلام على محمد عبده المصطفى، وآله وأصحابه المستكملين الشرفا
    أما بعد
    فقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في مجموع الفتاوى (2/30):

    "والعلة الغائية هي المقصودة التي هي أعلى وأشرف بل هي علة فاعلية للعلة الفاعلية"
    وقد كرر شيخ الإسلام رحمه الله هذا المعنى في أكثر من موضع في كتبه وفتاواه .
    { وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي أَنْفُسِكُمْ فَاحْذَرُوهُ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ } (البقرة: 235)

  15. #15
    تاريخ التسجيل
    May 2007
    المشاركات
    1,154

    افتراضي رد: تنبيهات على بعض ما وقع في كتب الأئمة الثقات ... (5)هل تعتبر العلة الغائية علة فاع

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عيد فهمي مشاهدة المشاركة
    وفقكم الله
    ومن قال إني [SIZE=6][COLOR=#000080]أتهم شيخ الإسلام أنه يقصد نفس المعنى الذي أراده الفلاسفة؟
    أنا أقول أنه وافقهم في لفظهم،
    هذا ما فهمته منكم ، حيث قلتم :
    فقد قال شيخ الإسلام . . . وقد كرر هذا المعنى في أكثر من موضع في كتبه وفتاواه . فقال في الفتاوى . . . وفي رسالة الزهد . . . وتابعه على ذلك ابن القيم الله فقال الشفاء . . . قلت : وهذا القول مشهور في كتب الفلاسفة ، وهو خلاف مقتضى العقل وخلاف ما عليه جمهور أهل السنة وعقلاء المتكلمين . . . وقد خالف شيخ الإسلام رحمه الله قوله السابق وردَّه ، بل ونسبه إلى الفلاسفة ، فقال . . . وكأنَّ هذا ما انتهى إليه قوله في هذه المسألة والله أعلم ، وهو الصواب إن شاء الله تعالى.
    فبعد هذا السياق الواضح ، هل أخطأ أحد إن فهم منكم تخطئة شيخ الإسلام في اللفظ والمعنى معًا ؟
    وأن هذه الكلمة نفسها: (( العلة الغائية علة فاعلية للعلة الفاعلية)) خطأ حتى لو أُريد بها معنى صحيح
    لا نرى لتخطئة هذا الكلام وجها منضبطا ؛

    أولا : لأن هذا الكلام بالذات ليس هو المنكر من كلام الفلاسفة ، بل المنكر من كلام هؤلاء : جعل (العلة الغائية) من حيث هي هي : هي نفس (العلة الفاعلة) بهذا الاعتبار . قال ابن سينا في "نجاته" :

    " ومن البين أن الشيئية غير الوجود في الأعيان فإن المعنى له وجود في الأعيان ووجود في النفس وأمر مشترك فذلك المشترك هو الشيئية. والغاية بما هي شيء فإنها تتقدم سائر العلل وهي علة العلل في أنها علل وبما هي موجودة في الأعيان قد تتأخر وإذا لم تكن العلة الفاعلة هي بعينها العلة الغائية كان الفاعل متأخراً في الشيئية عن الغاية وذلك لأن سائر العلل إنما تصير عللاً بالفعل لأجل الغاية وليست هي لأجل شيء آخر وهي توجد أولاً نوعاً من الوجود فتصير العلل عللاً بالفعل "

    فهذا الكلام فيه ما فيه من التخليط بين الحق والباطل ، فيحتاج في تناوله إلى الفرقان . . فإن قسطا من معانيه ليست خاطئة ، وإن كان في التعبير عنه ما قد لا يرضيه بعض الناس كشأن سائر الأمثال . قال شارح (الإشارات والتنبيهات) - أظنه الرازي : " الغائية لا تفيد وجود المعلول بالذات بل تفيد فاعلية الفاعل . فهي علة فاعلية بالنسبة إلى ذلك الوصف للفاعل ، وعلة غائية بالنسبة إلى المعلول " . وهذا خلاف كلام الطوسي المنتقد : "فلا يحتاج في إدراك ما يصدر عن ذاته بذاته إلى صورة غير صورة ذلك الصادر التي بها هو هو" حيث أنه بهذا الكلام جعل (العلم) هو نفس (العالم المعلوم) .


    ثانيا : أن هذا اللفظ من شيخ الإسلام وارد في سياق خاص فيه - سباقا ولحاقا - كل ما يحتاجه القارئ لفهمه على وجهه لفظا ومعنى . فشيخ الإسلام أراد بهذا الكلام أحد المعنيين :

    الأول : " أن الغاية هي التى جعل الفاعل يفعل فعله " أي : أن الغاية هي علةُ فاعليةِ الفاعل .
    والثاني : "أن الله الحكيم هو الفاعل لفعل نفسه الذي به وجد المخلوقات "

    فالأول يظهر من قوله في بيان التلبيس (2/454) وغيره : "والعلة الغائية هى المقصودة التى هى أعلى وأشرف بل هى علة فاعلية للعلة الفاعلية ولهذا قدمت فى مثل قوله إياك نعبد وإياك نستعين" ، وقوله في الفتاوى (5/515) : "فان الحركات تفتقر الى العلة الغائية كما افتقرت الى العلة الفاعلية بل العلة الغائية بها صار الفاعل فاعلا ولولا ذلك لم يفعل" ، وفي الفتاوى (10/587) : "فتبقى صورة المراد المطلوب المشتهى التى فى النفس هى المحركة للإنسان الآمرة له ، ولهذا يقال العلة الغائية علة فاعلية فإن الإنسان للعلة الغائية بهذا التصور والإرادة صار فاعلا للفعل وهذه الصورة المرادة المتصور فى النفس هى التى جعلت الفاعل فاعلا" ، وفي الفتاوى (14/13-14) : "ولهذا بدأ فى السورة بـ(اياك نعبد) فقدم الاسم و ما يتعلق به من العبادة لأن تلك السورة فاتحة الكتاب وأم القرآن فقدم فيها المقصود الذي هو العلة الغائية ، فانها علة فاعلية للعلة الغائية و قد بسطت هذا المعنى فى مواضع فى أول التفسير و فى قاعدة المحبة والارادة و في غير ذلك .

    وأما المعنى الثاني ، فيشير إليه قوله في الفتاوى (8/85) : "ثم أكثر هؤلاء يثبتون علة غائية للفعل و هي بعينها الفاعلية و لكنهم متناقضون فإنهم يثبتون له العلة الغائية و يثبتون لفعله العلة الغائية و يقولون مع هذا ليس لله إرادة بل هو موجب بالذات لا فاعل بالإختيار و قولهم باطل من و جوه كثيرة" ، وفي الصفدية (1/86) : "الثاني أنه إذا جاز أن يكون الفلك واجبا بذاته أمكن أن يكون هو العلة الغائية لحركته كما أنه هو العلة الفاعلة لحركته وقد بسط الكلام على فساد قولهم في غير هذا الموضع" ، وكذا في درء التعارض (5/114) بقوله رحمه الله : "وهم وكل عاقل يفرق بين العلة الغائية والعلة الفاعلة ، فالمحبوب يقتضي ثبوت العلة الغائية ولا بد من علة فاعلية ، فإن جعلوا المحبوب هو العلة الفاعلية لزم كونه مبدعا له ، وهو المطلوب."

    قلت : كلا المعنين صحيح ، والتعبير عنهما بقوله (العلة الغائية علة فاعلية للعلة الفاعلية) سائغ لاحتمال المصطلحات ذلك المعنيين ، بشرط عدم اللبس في السياق . وعلة هذه السائغية : الإجمال في مصطلح (العلة الفاعلية) . ويساعد هذا الإجمال تعريف الشيخ عيد الحبيب لها بقوله حفظه الله : "هي العلة المتسببة في المعلول" ، وكذا تعريف الجرجاني لها بقوله رحمه الله : "أن يوجد منها المعلول أي تكون مؤثرة في المعلول موجدة له" . فمثل هذا التعريف صادق على (القائم بنفسه المريد لأفعاله) ، وعلى (العلم المتبوع والإرادة المرجحة الذان هما سبب لحصول الفعل والمراد) .

    هذا ، والمسألة فيها دقة بعض الشيء . . فتعين التأني في تناوله ، والله الموفق .

    --------------------------------------
    ملاحظة : النقول أخذتها من الشبكة ، فلا يلزم فيها السلامة من السقط والتصحيف .

  16. #16
    تاريخ التسجيل
    May 2007
    المشاركات
    1,154

    افتراضي رد: تنبيهات على بعض ما وقع في كتب الأئمة الثقات ... (5)هل تعتبر العلة الغائية علة فاع

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الأزهري السلفي مشاهدة المشاركة
    الحمد لله وحده...
    الأخ الفاضل نضال، أرجو منك أن تراجع الرابط على أهل الحديث كاملا قبل أن تتجشّم صعاب المواصلة بالرد في هذا الموضوع.
    جزاك الله خيرًا وبارك فيك.
    بارك الله فيك أخي الكريم . . . راجعته ، فكان مرعبا . . واللين خير . فتح الله لنا ولكم .

  17. #17
    تاريخ التسجيل
    Aug 2010
    المشاركات
    70

    افتراضي رد: تنبيهات على بعض ما وقع في كتب الأئمة الثقات ... (5)هل تعتبر العلة الغائية علة فاع

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو بكر السعيد مشاهدة المشاركة
    الأخ الكريم الأزهري السلفي .
    لو استعملت الخاص بالشيخ عيد لكان أليق بمن اسمه الأزهري السلفي ، وبدلا من نقل هذا الكلام بأكمله ، كنت بينت خطأ هذا العزو ، أو عدم دقة هذه الطريقة في موضوع مستقل في مكان يناسبه ، وإلا فأصل الكلام لم تعترض عليه ، والفهم لم تعترض عليه كذلك ، بل حولت القضية إلى مضمار آخر ليس هذا مكانه .
    هذا إن كانت نصيحة ،،،
    فتح الله عليك ، كنت سأشارك بمثله لولا أني انتبهت لمشاركتك .

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •