قال ابن حبان في "المجروحين" (1/156 وما بعدها): "أحمد بن محمد بن مصعب بن بشر بن فضالة بن عبد الله بن راشد بن موان أبو بشر الفقيه من أهل مرو، كان ممن يضع المتون للآثار، ويقلب الأسانيد للأخبار، حتى غلب قلبه أخبار الثفات، وروايته عن الأثبات بالطامات على مستقيم حديثه، فاستحق الترك، ولعله قد أقلب على الثقات أكثر من عشرة آلاف حديث، كتبت أنا منها أكثر من ثلاثة آلاف حديث مما لم أشك أنه قلبها، كان على عهدي به قديمًا وغيره، وهو لا يفعل إلا قلب الأخبار عن الثقات، والطعن على أحاديث الأثبات، ثم آخر عمره جعل يدعى شيوخا لم يرهم، وروى عنهم وذاك أني سألته قلت يا أبا بشر أقدم من كتبت عنه بمرو من قال أحمد بن يسار، ثم لما امتحن بتلك المحنة وحمل إلى بخارى؛ حدث يومًا في دار أبي الطيب المصعبي، عن علي بن خشرم، فاتصل بي ذلك، فأنكرت علي، فكتب إلي يعتذر إلي وقال: قرئ علي في وقت شغلي تلك الأحاديث، ثم خرج إلى سجستان فرواها، عن علي بن خشرم والفرياناني وأقرانهما، وأنا أذكر من تلك الأحاديث التي كان يقلبها على الثقات أحاديث، يُستدل بها على ما رواها...".
ثم ذكر جملة من حديثه وقال: "... وهذه الأحاديث التي ذكرناها أكثرها مقلوبة ومعمولة، مما عملت يداه على أنه كان رحمه الله من أصلب أهل زمانه في السنة، وأنصرهم لها، وأذبِّهم لحريمها، وأقمعهم لمن خالفها، وكان مع ذلك يضع الحديث، ويقلبه، فلم يمنعنا ما علمنا من صلابته في السنة، ونصرته لها؛ أن نسكت عنه، إذ الدين لا يوجب إلا إظهار مثله فيمن وجد، ولو جئنا إلى شيء يكذب فسرناه عليه لصلابته، في السنة فإن ذلك ذريعة إلى أن يوثق مثله من أهل الرأي والدين لا يوجب إلا قول الحق فيمن يجب وسواء، كان سنيا أو انتحل مذهبا غير السنة، إذا تأمل هذه الأحاديث استدل بها على ما روا لم يذكرها، ولم يشك أنها من عمله، ونسأل الله عز وجل إسبال الستر بمنه".