المقدمة
الحمد لله وحده ، والصلاة والسلام على مَن لانبي بعده ، وبعد
فإن الأناشيد الموسومة بـ الإسلامية تختلف باختلاف أدائها وألفاظها وألحانها وطريقتها في العرض ، ومن خلال ذلك يكون الحكم الشرعي ، فقد تكون محرمة ، وقد تكون مباحة بضوابط شرعية .
ولإيضاح حقيقة هذه الأناشيد التي سُميت إسلامية - مع الأسف - جاءت هذه الوقفات مع كتاب (( النشيد الإسلامي المعاصر نشأتـه ووظيفتـه .. أحكامه وضوابطه )) للباحث علي بن حمزة العمري . الأمين العام لرابطة الفن الإسلامي العالمية .
فالباحث في كتابه هذا أراد أن يـُـقـلّـل من شأن خلاف العلماء في حكم النشيد بالوضع الحالي عموماً ، وأراد تشبيهه بالمباحات الأخرى التي يكون الأصل فيها الحل كما سيأتي .
وإن الحاجة ماسّـة إلى معرفة الحكم الشرعي في النشيد المعاصر لاسيما مع التـطور الغريب والعجيب في الأناشيد ، وذلك في إنشاء فِرَق متخصصة في الإنشاد ، وإنشاء قناة خاصة بذلك كقناة شـدا ، وعرْض أناشيد كثيرة في قنوات أخرى غير متخصصة في النشيد ، وإظهار ذلك فيما يُسمى ( الفيديو كليب ) مع قيام بعض المخرجين للنشيد المصوَّر بالإكثار من إظهار المردان ، مع التوسع في إظهار بعض البنات القريبات من البلوغ ، ووجود الانتشار الواسع لذلك كله حتى في البيوت المحافظة .
وتكمن المشكلة وتـتـعـقّـد أكثر حينما يُجعل ذلك من الدين ويُنسب إلى الإسلام ، والإسلام من كثيرٍ منها براء .
وبهذا اتسع الخـَـرق ، وعظمت المصيبة ، فكان لابد على طلبة العلم الشرعي أن يُوضحوا حقيقة مايجري ، ومن ذلك جاءت هذه الوقفات مع كتاب ( النشيد الإسلامي المعاصر ) .
وبهذه الوقفات أرجوا أن ينكشف الزيغ والخداع ، وقد جعلتُ هذه الوقفات فيما يلي :
الوقفة الأولى : مع الأمانة العلمية
الوقفة الثانية : مع إضافة الإسلام للنشيد .
الوقفة الثالثة : مع نشأة النشيد .
الوقفة الرابعة : مع ضوابط النشيد .
وقد حرصتُ في هذه الوقفات أن يتبين الحكم الشرعي من خلال مناقشته في ذلك .
أسأل الله تعالى أن يجعل هذا العمل خالصاً لوجهه الكريم ، كما أسأله تعالى أن يوفق الباحث إلى الحق والأخذ به .
وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه .
يتبع بإذن الله .