علمتَ بلا شك ــ رحمك الله ـــ أنّ العلماء ورثة الأنبياء :
فإن لم يكن من إرثك أن يناديك ربك فيراك أول الحاضرين بين يديه وإلا....
وإن لم يكن من إرثك وِرْد مِن كتاب ربك لا تتركه في حَضَر ولا سفر وإلا...
وإن لم يكن من إرثك أن لا تسمع بسُنّةٍ إلا عملت بها وإلا...
وإن لم يكن من إرثك وقوف كل ليلة تخلو فيه بمحبوبك وتنكسر بين يديه ذليلاً وإلا....
وإن لم يكن من إرثك أن تذكر ربك الذي يحب أن تذكره غادياً ورائحاً وإلا...
وإن لم يكن من إرثك خشية تعقد لسانك إذا أَحَبّ أن يُظهر للناس مقدار علمك وإلا...
وإن لم يكن من إرثك أن يكون لك سرائر مع ربك وخلوات يفتح بها لك من رحماته وفضله ، وتنجو بها وإلا....
وإن لم يكن من إرثك أن تمسي وليس في قلبك مثقال ذرة من غلٍّ أوحسد على كل مسلم وإلا...
وإن لم يكن من إرثك أن يمرّ عليك اليوم وقد أريت ربك فيه دمعة من خشيته وإلا...
وإن لم يكن من إرثك أن تقف مع نفسك وقفة صادقة عند كل هجعة تطهرها من أدناسها وأوضارها وإلا...
وإن لم يكن من إرثك أن تُتبِع كل سيئة ندماً واستغفاراً وإلا...
وإن لم يكن من إرثك أن تتحيّن الفرص لتتخفّى عن أنظار البشر فتذل نفسك لخالقك ومولاك وإلا...
وإن لم يكن من إرثك أن تستغفر لإخوانك وتدعو لهم وتشفق عليهم وتحب لهم ما تحب لنفسك وإلا...
وإن لم يكن من إرثك أن تسأل ربك الإخلاص فيما تأتي وتذر وإلا...
وإن لم يكن من إرثك أن تحافظ على كل سُنّة حافَظَ عليها مَن وَرِثْتَه وإلا...
وإن لم يكن من إرثك أن تُزري بأعمالك كلما ازدادت وتتهم إخلاصك وإلا...
وإن لم يكن من إرثك أن ينظر الله إليك فيراك تحبه وتشتاق إليه وتعمل كل صغير وجليل لأجل رضاه وإلا...
وإن لم يكن من إرثك أن تبتعد عن الشهرة وأنظار الخلق فلا تهتم بغير نظر مولاك وإلا...
وإن لم يكن من إرثك أن لا تتقاضى على علمك ولو قُبلة على الرأس وإلا...
إن لم تكن وراثاً بحق وإلا ... دعه لمن هو به أحق .
تنبيه : الخطاب لمن تقدّم في طلب العلم .
والله تعالى أجل وأعلم .