تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: هل ينبذ المنهج السلفي منهج أهل السنة والجماعة العقل والفكر ؟!!

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jan 2009
    الدولة
    الجزائر العاصمة
    المشاركات
    944

    افتراضي هل ينبذ المنهج السلفي منهج أهل السنة والجماعة العقل والفكر ؟!!

    السلام عليكم ورحمة الله

    مسألة هامة نريد التطرق إليها لتبيان الحق والصواب فيها فنرجوا المشاركة بالدليل والبرهان من القرآن والسنة

    هل ينبذ المنهج السلفي منهج أهل السنة والجماعة العقل والفكر ؟!!
    وقد يقول العاقل لولا الفكر والعقل لما وصلنا هذا الكمّ الهائل من العلوم الشرعية في كل المجالات تقريبا.. هذا بعد توفيق الله سبحانه وتعالى

    أفيدونا بارك الله في الجميع وزادكم فقها في الدين

    والله الموفق

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,352

    افتراضي

    أنقل لك تأصيلًا رائعًا للعلاقة بين العقل والنقل للشيخ الجيزاني من كتابه: (معالم أصول الفقه عند أهل السنة والجماعة): (94 - 95):
    (
    3- بيان موافقة المعقول للمنقول:
    وذلك من وجوه (1):

    أ- أن الدليل العقلي لا يمكن أن يستدل به على باطل أبدًا:
    وبيان ذلك أن الحجج السمعية مطابقة للمعقول، والسمع الصحيح لا ينفك عن العقل الصريح؛ بل هما أخوان نصيران وصل الله بينهما وقرن أحدهما بصاحبه، وأقام بهما حجته على عباده، فلا ينفك أحدهما عن صاحبه أصلاً.
    فالكتاب المنزل والعقل المدرك؛ حجة الله على خلقه (2) .
    ولهذا لا يوجد في كلام أحد من السلف أنه عارض القرآن بعقل ورأي وقياس، ولا قال أحد منهم: قد تعارض في هذا العقل والنقل، فضلاً عن أن يقول: فيجب تقديم العقل على النقل (3) .
    فالمقصود أن السلف كانوا متفقين جميعًا على (4) :
    - أن العقل الصريح لا يناقض النقل الصحيح.
    - أن العقل الصريح موافق للنقل الصحيح.
    - أن العقل المعارض للنقل الصحيح باطل ولا يكون صحيحًا.
    ب- أن العلوم ثلاثة أقسام (5) :
    منها ما لا يعلم إلا بالأدلة العقلية، وذلك كثبوت النبوة وصدق الخبر، وأحسن هذه الأدلة ما بينه القرآن وأرشد إليه.
    ومنها ما لا يعلم إلا بالأدلة السمعية، وذلك كتفاصيل الأمور الإلهية وتفاصيل العبادات، وذلك إنما يكون بطريق خبر الأنبياء -عليهم الصلاة والسلام- المجرد.
    __________
    (1) انظر استكمالاً لهذه الوجوه - إن شئت - الأدلة على موافقة القياس الصحيح لنصوص الشريعة وذلك فيما يأتي (ص189) من هذا الكتاب.
    (2) انظر: "الصواعق المرسلة" (2/457، 458) .
    (3) انظر: "مجموع الفتاوى" (13/28، 29، 30) .
    (4) انظر المصدر السابق (16/463) ، و"الصواعق المرسلة" (3/992) .
    (5) انظر: "مجموع الفتاوى" (13/137 - 139) .



    ومنها ما يعلم بالسمع والعقل، وذلك مثل كون رؤية الله ممكنة أو ممتنعة.
    جـ- أن ما جاء به السمع لا يخلو من أمرين (1) :
    إما أن يدركه العقل، فلا بد والحالة كذلك أن يحكم بجوازه وصحته، وإما ألا يدركه العقل فيعجز عن الحكم عليه بنفي أو إثبات، فيبقى العقل حائرًا، والواجب عليه والحالة كذلك التسليم لما جاء به السمع.
    د- أن ما يدركه العقل لا يخلو من أمرين (2) :
    إما أن يثبته السمع ويدل عليه، وإما أن يأذن فيه ويسكت عنه، وبذلك يعلم أن السمع والعقل لا يتعارضان أبدًا.

    (1) انظر: "درء التعارض" (1/147) .
    (2) انظر: "درء التعارض" (1/198، 199) .


    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,352

    افتراضي

    ثم تعرض -حفظه الله- في الكتاب ذاته: (صـ 95 - 97) لمكانة العقل عند أهل السنة:

    (للعقل عند أهل السنة مكانته اللائقة به، وهم في ذلك وسط بين طرفين (3) .
    الطرف الأول: من جعل العقل أصلاً كليًا أوليًا، يستغني بنفسه عن الشرع.
    الطرف الثاني: من أعرض عن العقل، وذمه وعابه، وخالف صريحه، وقدح في الدلائل العقلية مطلقًا.
    والوسط في ذلك:
    أ- أن العقل شرط في معرفة العلوم، وكمال وصلاح الأعمال، لذلك كان سلامة العقل شرطًا في التكليف فالأحوال الحاصلة مع عدم العقل ناقصة، والأقوال المخالفة للعقل باطلة، وقد أمر الله باستماع القرآن وتدبره بالعقول
    {أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ} [النساء: 82] ، و [محمد: 24] ، {أَفَلَمْ يَدَّبَّرُوا الْقَوْلَ} [المؤمنون: 68] . فالعقل هو المدرك لحجة الله على خلقه (4) .
    __________

    (3) انظر: "مجموع الفتاوى" (3/338) .
    (4) انظر: "مجموع الفتاوى" (3/338، 339) ، و"الصواعق المرسلة" (2/458) .


    ب- أن العقل لا يستقل بنفسه، بل هو محتاج إلى الشرع الذي عرفناه ما لم يكن لعقولنا سبيل إلى استقلالها بإدراكه أبدًا، إذ العقل غريزة في النفس وقوة فيها بمنزلة قوة البصر التي في العين، فإن اتصل به نور الإيمان والقرآن كان كنور العين إذا اتصل به نور الشمس والنار.
    وإن انفرد بنفسه لم يبصر الأمور التي يعجز وحده عن دركها (1) .
    جـ- أن العقل مصدق للشرع في كل ما أخبر به دال على صدق الرسول - صلى الله عليه وسلم - دلالة عامة مطلقة، فالعقل مع الشرع كالعامي مع المفتي، فإن العامي إذا علم عين المفتي ودل غيره عليه وبين له أنه عالم مفتٍ، ثم اختلف العامي الدال والمفتي، وجب على المستفتي أن يقدم قول المفتي، فإذا قال له العامي: أنا الأصل في علمك بأنه مفتٍ فإذا قدمت قوله على قولي عند التعارض، قدحت في الأصل الذي به علمت أنه مفتٍ، قال له المستفتي: أنت لما شهدت بأنه مفتٍ ودللت على ذلك، شهدت بوجوب تقليده دون تقليدك، وموافقتي لك في قولك إنه مفتٍ، لا يستلزم أن أوافقك في جميع أقوالك، وخطؤك فيما خالفت فيه المفتي الذي هو أعلم منك، لا يستلزم خطأك في علمك بأنه مفتٍ.
    هذا مع أن المفتي يجوز عليه الخطأ، أما الرسول - صلى الله عليه وسلم - فإنه معصوم في خبره عن الله تعالى لا يجوز عليه الخطأ، فتقديم قول المعصوم على ما يخالفه من استدلال عقلي، أولى من تقديم العامي قول المفتي على قول الذي يخالفه.
    وإذا كان الأمر كذلك فإذا علم الإنسان بالعقل أن هذا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وعلم أنه أخبر بشيء ووجد في عقله ما ينازعه في خبره، كان عقله يوجب عليه أن يسلم موارد النزاع إلى من هو أعلم به منه (2) .
    د- أن الشرع دل على الأدلة العقلية وبينها ونبه عليها (3) .
    وذلك كالأمثال المضروبة التي يذكرها الله في كتابه، التي قال فيها:
    {وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ} [الروم: 58] ، فإن الأمثال المضروبة هي
    __________
    (1) انظر: "مجموع الفتاوى" (3/339) ، و"الصواعق المرسلة" (2/458، 459) .
    (2) انظر: "درء التعارض" (1/138، 139، 141) ، و"الصواعق المرسلة" (3/808، 809) ، و"شرح العقيدة الطحاوية" (219) .
    (3) انظر: "درء التعارض" (1/28، 29) ، و"الصواعق المرسلة" (2/460 - 497) .

    الأقيسة العقلية، فمن ذلك إثبات التوحيد بقوله تعالى:
    {هَذَا خَلْقُ اللهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ} [لقمان: 11] ، وإثبات النبوة بقوله تعالى: {قُلْ لَوْ شَاءَ اللهُ مَا تَلَوْتُهُ عَلَيْكُمْ وَلا أَدْرَاكُمْ بِهِ فَقَدْ لَبِثْتُ فِيكُمْ عُمُرًا مِنْ قَبْلِهِ أَفَلا تَعْقِلُونَ} [يونس: 16] ، وإثبات البعث بقوله تعالى: {قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ} [يس: 79] .
    والناس في الأدلة العقلية التي بينها القرآن وأرشد إليها الرسول - صلى الله عليه وسلم - على طرفين (1) :
    فمنهم من يذهل عن هذه الأدلة ويقدح في الأدلة العقلية مطلقًا؛ لأنه قد صار في ذهنه أنها هي الكلام المبتدع الذي أحدثه المتكلمون.
    ومنهم من يعرض عن تدبر القرآن وطلب الدلائل اليقينية العقلية منه؛ لأنه قد صار في ذهنه أن القرآن إنما يدل بطريق الخبر فقط.
    والذي عليه أهل العلم والإيمان (2) :
    أن الأدلة العقلية التي بينها الله ورسوله - صلى الله عليه وسلم - أجل الأدلة العقلية وأكملها وأفضلها.
    هـ- أن العقل لا يمكن أن يعارض الكتاب والسنة، فالعقل الصريح لا يخالف النقل الصحيح أبدًا، فلا يصح أن يقال: إن العقل يخالف النقل، ومن ادعى ذلك فلا يخلو من أمور (3) :
    أولها: أن ما ظنه معقولاً ليس معقولاً، بل هو شبهات توهم أنه عقل صريح وليس كذلك.
    ثانيها: أن ما ظنه سمعًا ليس سمعًا صحيحًا مقبولاً، إما لعدم صحة نسبته، أو لعدم فهم المراد منه على الوجه الصحيح.
    ثالثها: أنه لم يفرق بين ما يحيله العقل وما لا يدركه، فإن الشرع يأتي بما يعجز العقل عن إدراكه، لكنه لا يأتي بما يعلم العقل امتناعه.
    __________
    (1) انظر: "مجموع الفتاوى" (13/137، 138) .
    (2) انظر: "درء التعارض" (1/28) ، و"مجموع الفتاوى" (13/137) .
    (3) انظر: "درء التعارض" (1/78، 194) ، و"مجموع الفتاوى" (3/339) ، و"الصواعق المرسلة" (2/459) .

    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •