مُختارات من كتاب: "هلم نخرج من ظلمات التيه"



الحمد لله, والصلاة والسلام على نبيه ومصطفاه, أما بعد:

فهذه مختارات انتقيتها وانتخبتها من كتاب: ( هلم نخرج من ظلمات التيه )
وقد اعتمدت في العزو على طبعة دار الوطن للنشر, طبعة سنة 1415هـ.



أسأل الله أن ينفع بهذه المختارات، ويغفر لجامعها وقارئها وناشرها. آمين.



1- وربما كانت حكمة ذلك التيه – تيه بني إسرائيل - أن القوم المستضعفين، الذين تربوا على المذلة للفرعون ، لم يكونوا صالحين لحمل الأمانة المنوطة بهم على الوجه الذي يؤهلهم لتحقيق الرسالة الربانية ، وتحقيق منهج الله في الأرض ، فابتلاهم الله بذلك التيه في تلك الفترة المحددة، التي انتهى فيها ذلك الجيل المستضعف المستذل ، وولد بعده جيل جديد . . ولد في التيه . . في المشقة . . في المعاناة ، فكان أصلب عودا وأقدر على تحمل المشاق . . فأذن الله له أن يدخل الأرض المقدسة ، ومكن له في الأرض .

الأمة الإسلامية اليوم تعيش في التيه . و لكنه تيه معنوي لا كذلك التيه الحسي الذي عاشت فيه بنو إسرائيل . تيه في الأفكار والمشاعر والتصورات وأنماط السلوك. ص7



2- وحين يقوم المؤرخ المسلم بدراسة هذه الفترة – القرن الثاني عشر والثالث عشر - من التاريخ فسيكون له بالضرورة موقف مختلف عن المؤرخ الأوربي ، من ناحيتين اثنتين على الأقل:

الناحية الأولى: أنه سيتتبع الروح الصليبية الدافعة إلى غزو العالم الإسلامي ، التي يخفيها المؤرخ الغربي عامدا رغم وضوحها.

والأمر الثاني: الذي يجب على المؤرخ المسلم إبرازه بينما المؤرخ الأوربي لا يذكره على الإطلاق ، هو أن السبب الحقيقي وراء كل ألوان التخلف التي أحاطت بالمسلمين في الفترة الأخيرة كان هو التخلف العقدي .. التخلف عن حقيقة لا إله إلا الله. ص17



3- حدثني ذات مرة صديق كنت أعمل معه في إدارة واحدة، أنه التقى بأحد المستشرقين أثناء مرور الأخير بالقاهرة في أوائل الستينيات من هذا القرن الميلادي ، فسأله عن جملة أشياء تتعلق بالإسلام والمسلمين وما يدور من أفكار بينهم ، وفي أثناء الحديث سأله : هل تعرف فلانا ؟ ( وذكر له اسمي ) فأجابه بالإيجاب . فسأله : هل هو من خريجي الأزهر ؟ قال له : لا ! إنه من خريجي قسم اللغة الإنجليزية بجامعة القاهرة ! فلم يخف عجبه - وإستياءه كذلك - من أن ينشغل واحد من خريجي هذا القسم - الذي أنشئ ابتداء لتخريج " علمانيين " يتبعون طريقة التفكير الغربية ومنهج الغرب في الحياة - أن ينشغل بأمور الإسلام ، ويكتب في موضوعات دينية !

ثم راح المستشرق يكيل النقد لكتاباتي ، وخاصة كتاب " شبهات حول الإسلام " وكان أشد حنقه على أمر معين ، هو أنني أنتقد مادية الغرب ، وأهاجم حضارته المادية الخالية من الروح . وقال لصديقي حانقا : ماذا صنعتم أنتم بروحانيتكم ؟! لولا تقدمنا المادي ما استطعتم أنتم أن تعيشوا ! فحدثه الصديق - رحمه الله - أنني أقول بأن الإسلام ليس روحانية فحسب ، وإنما هو يجمع بين عالم المادة وعالم الروح ، ويدعو إلى بذل النشاط في كلا المجالين في آن واحد . فقال له : ولكن واقعكم خلاف ذلك ! فقال الصديق - يتابع حديثه عني - " إنه يقول إن واقع المسلمين اليوم بعيد عن حقيقة الإسلام " ! فانتفض الرجل من كرسيه حنقا وغضبا وقال : هو يقول ذلك ؟! أين يقول هذا الكلام ؟! قال : في كتاب له يسمى " هل نحن مسلمون " . فقال المستشرق وهو ينصرف في عصبية ظاهرة : هذا أمر خطير !! ص22



4- فأما الهزيمة الحربية فقد كانت نتيجة طبيعية لترك الأخذ بالأسباب التي تؤدي إلى القوة . ولكن ترك الأخذ بالأسباب كان هو ذاته نتيجة للخلل العقدي الذي أصاب المسلمين فجعلهم ينحرفون بالدين عن حقيقته ، ولا يعملون بمقتضاه . ص24



5- أوهموا المسلمين أن دينهم قد أوردهم المهالك ، وأوصلهم إلى ما هم فيه من الهوان والذل .. وقالوا لهم:



ليس أمامكم إلا أحد خيارين: إما أن تظلوا متمسكين بالدين ، وتستمروا فيما أنتم فيه من التخلف والضعف. وإما أن تنبذوا الدين وتسلكوا الطريق الذي سلكته أوربا قبلكم بقرنين من الزمان .. فتقدمت عليكم قرنين من الزمان ! ص37



6- لم تذق الأمة الإسلامية في تاريخها كله ظلما أشد من ذلك الظلم الذي أوقعته بها الانقلابات العسكرية .. فقد كان الاستبداد السياسي في العهود السابقة محدود النطاق .. يتعرض له أفراد بأعيانهم أو جماعة بعينها يقع عليها غضب السلطان ، ولكن الإنسان العادي لا يناله من ذلك الظلم إلا طمع الولاة في ماله ، أو ما يفرضونه عليه من الضرائب الباهظة مع فقره.. ولكنه يذهب إلى عمله وهو آمن ، يسمرون ، أو يتبادلون الحديث عن أوجاعهم ومتاعبهم ، أو يشتمون الوالي - في غيبته - وربما تعدوا الوالي فيشتمون السلطان ذاته .. وهم آمنون !

أما الحكم العسكري فقد كان شيئا يفوق في بشاعته كل حد .. لا أمن ..

فجواسيس الحاكم يعدون على الناس أنفاسهم . والويل لمن تكلم بكلمة ينتقد فيها عملا واحدا من أعمال الفرعون الجبار .. السجن والتعذيب والتشريد. ص50



7- وقعت الأمة في الفتنة من جانبين: جانب الطبالين والزمارين - دعاة الغزو الفكري - وجانب علماء السوء ، عبيد السلطان. ص59



8- كان البيت محضن الصغار ، والمسجد محضن الكبار .. والمؤسستان معا تتعاونان على إقامة البناء على أسس راسخة .. وهُدم " البيت " بالمعنى الإسلامي ، وهجر المسجد .. فهدمت المحاضن التي تربي الناس على الإسلام. ص76



9- الإنسان عابد بفطرته .. وإنما الفرق بين عابد وعابد؛ أن أحدهما يعبد الله الحق، ويعبده وحده بلا شريك ، وآخر يعبد آلهة أخرى غير الله ، معه أو من دونه ، ويتصور الله على غير حقيقته ، أو يعبد هواه :

( أفرأيت من اتخذ إلهه هواه ). ص80



10- من وسائل الحملة الصليبية لإضعاف الأمة الإسلامية إثارة النعرة الفرعونية عن طريق التنقيب عن آثار الفراعنة ، وإبرازها ، وبث الاهتمام بها .

وهذه يحسب بعض الناس أنها بريئة ! وأنها قضية " علمية " بحتة !

ولكن مستشرقا صريحا قال في كتاب " الشرق الأدنى مجتمعه وثقافته ": "إننا في كل بلد إسلامي دخلناه ، نبشنا الأرض لنستخرج حضارات ما قبل الإسلام . ولسنا نطمع بطبيعة الحال أن يرتد المسلم إلى عقائد ما قبل الإسلام ، ولكن يكفينا تذبذب ولائه بين الإسلام وبين تلك الحضارات ! " ص 88



11- حقيقة إن التغني بأمجاد الماضي على سبيل التعويض النفسي عن الواقع المنحسر ظاهرة مرضية ، لا تفترق كثيرا عن تعاطي المخدر للهروب من الواقع السيئ الذي يعجز الإنسان عن تغييره ، فيهرب منه في سبحات الخيال ..

ولكن الأمر يمكن أن يكون ظاهرة صحية لو سار في اتجاه آخر .. ذلك أن أمجاد الماضي حقائق مشهودة وليست سبحات من الخيال ، فإذا استخدمت - تربويا - لحفز الهمم المتقاعسة ، وإحياء العزة المتهاوية ، فهي رصيد حي يصلح لعلاج حالة اليأس التي أصابت المسلمين من جراء الهزيمة العسكرية والهزيمة النفسية . ص95



12- وفي التيه تحول الكتاب المنزل إلى " تراث " ..

تراث ورثناه من آبائنا وأجدادنا ، كانوا - هم - يلتزمون به . ولكن لا إلزام له علينا ! نحن أمة أخرى وجيل آخر ! لسنا نحن المخاطبين به ، ولا المطالبين بتنفيذ ما فيه . غاية تعلقنا به - إن تعلقنا - أن نطرب لمن يترنم به ، وتهتز أسماعنا لجرسه .. ولكنه ليس موضع التدبر ، ولا التفكر ، ولا موضع الاستمداد في شئون الحياة اليومية ، ولا الحياة الفكرية ، ولا الحياة الاجتماعية ، ولا الحياة الاقتصادية ، ولا الحياة السياسية .. فتلك كلها صار لها مصدر آخر .. هناك .. عند القوم الذين لا يتكلمون العربية .. ولا يؤمنون بالقرآن ! ص99



13- والجوهر الحقيقي للحداثة هو تحطيم " التراث " والانفلات منه ولو إلى لا شيء !

المهم أن نحطم التراث - الذي يمثل الأغلال - ونخرج إلى الحرية والانعتاق. ص105



14- حين يعود المسلمون إلى دينهم بعد فترة من انحرافهم عنه فلا عجب في ذلك ، بل العجب ألا يعودوا إليه ! ص115



15- يحسب بعض الناس أن الصحوة لم تكن إلا رد فعل لهذا الفشل في جميع الميادين ..

فشل النظم المستوردة و " الزعماء " المزيفين الذين صنعوا على عين الغرب ، ونصبوا ليقوموا بالإفساد في بلاد الإسلام .

ولا ينكر أحد أن هذا الفشل كان من المحفزات للصحوة ..

ولكن الناس ينسون أن الجذور الحقيقية للصحوة كانت سابقة على استيراد النظم وفشل الزعماء .. فقد كانت الحركة التي قام بها الشيخ محمد بن عبد الوهاب لتصحيح العقيدة هي الباعث الحقيقي ليقظة العالم الإسلامي ، على الرغم من كل الجهود التي بذلت لمحاولة كبتها والقضاء عليها . ص118



16- إن العقبات القائمة في وجه الصحوة ليست هي الحرب الخارجية وحدها كما يرى كثير من الناس ..

حقيقة إنها حرب شرسة . فقد تجمع العالم كله اليوم لحرب الإسلام : الصليبية العالمية كلها ، والصهيونية العالمية كلها ، والشرك العالمي كله ، فضلا عن عملاء الصليبية الصهيونية في داخل البلاد ، الذين يحاربون الدعوة بالحديد والنار .. بالسجن والتعذيب .. بالتشويش الإعلامي .. بكل وسائل الكيد التي تخطر على البال .

ولكن هناك عقبات أخرى لا تقل تعويقا للصحوة .. بل قد تكون أشد تعويقا لها من تلك الحرب .

هناك الركام الذي كان قد تراكم في طريق الدعوة قبل الغزو الصليبي الصهيوني ، من انحراف في العقيدة ، وانحراف في التصورات ، وانحراف في السلوك ، جعل الإسلام غريبا في أرضه ، كما أخبر الرسول صلى الله عليه وسلم : " بدأ الإسلام غريبا وسيعود غريبا كما بدأ ".

وهناك ركام الغزو الفكري الذي ضلل الناس في مرحلة التيه ، وتوغل في جميع الاتجاهات .

وهناك ثقل " الأمر الواقع " في حس كثير من الناس ، وتصورهم أنه غير قابل للتغيير.

وهناك عدم الإدراك الكامل من جانب الصحوة لمهمتها على وجه التحديد ، ولترتيب الأولويات في مشوارها الطويل ..

وذلك فضلا عن تشرذم الجماعات القائمة بالدعوة ، وتفرقها وتخاصمها ، وغياب القيادة الكبيرة التي تجمع الشمل وتقود المسيرة .

ولكن الصحوة - على الرغم من ذلك كله - قد قامت بجهد كبير. ص120



17- وأدرك شباب الصحوة جيدا أن لا إله إلا الله التي تدخل الجنة ، وتغير الواقع المنحرف ، وتنشئ الواقع المنشود، ليست هي مجرد الكلمة المنطوقة باللسان ! إنما هي الكلمة ، واليقين الذي يملأ القلب ، والعمل بمقتضى لا إله إلا الله. ص122



18- لا نعجب لكون الأمة قد عادت إلى نبضها الطبيعي ، إنما كان العجب أنها حادت عنه في وقت من الأوقات . ص124



19- كان القضاء على الدولة العثمانية بالذات ، وتفتيت تركة " الرجل المريض " إلى دويلات هزيلة ضعيفة فقيرة وفوق ذلك متعادية متنابزة ، أكبر نصر انتصروه على الإسلام في التاريخ كله ، ففركوا أيديهم سرورا بنجاحهم ، وجلسوا يقطفون الثمار ..

وفجأة برزت الصحوة ! ص 129



20- في عام 1907م ظهر تقرير لورد كامبل . وهو أحد اللوردات البريطانيين ، كانت بريطانيا ( العظمى يومئذ ! ) قد عهدت إليه بدراسة ما كان قد بدأ يقلق الدول الاستعمارية من بوادر اليقظة في المنطقة العربية من العالم الإسلامي . فقام بالمهمة ودرس الأمر ، وخرج بتقريره الموجه إلى الدول الإستعمارية كلها في الحقيقة ، وإلى بريطانيا وفرنسا بصفة خاصة ، بوصفهما المهيمنتين الرئيسيتين على القسم العربي من العالم الإسلامي ، فقال " هناك شعب واحد يسكن من الخليج إلى المحيط ، لغته واحدة ، ودينه واحد ، وأرضه متصلة ، وتاريخه مشترك . وهو الآن في قبضة أيدينا ، ولكنه أخذ يتململ ، فماذا يحدث لنا غدا إذا استيقظ العملاق ؟ " . ثم أجاب على السؤال بما يطمئن " أصحاب الشأن " فقال : " يجب أن نقطع اتصال هذا الشعب بإيجاد دولة دخيلة ، تكون صديقة لنا وعدوة لأهل المنطقة ، وتكون بمثابة الشوكة ، تخز العملاق كلما أراد أن ينهض !! ".

تلك هي إسرائيل .. مؤامرة صليبية صهيونية واضحة ضد الإسلام. ص129



21- إن الانفجار يحدث دائما حين يستوي الموت والحياة عند الناس ، أو حينما يكون الموت أيسر على الناس من الحياة !. ص133



22- إن الإسلام قادم ، من أي طريقيه جاء ، كما قلنا في كتاب " دروس من محنة البوسنة والهرسك " ، إما بتيار هادئ يعمل في رزانة وتؤدة ، ليصل على مهل إلى أهدافه ، وإما بتيار غاضب صاخب ، يلجأ إلى العنف ويستعجل الطريق !

ونحن - كما قلنا في ذلك الكتاب - نفضل ألف مرة التيار الهادئ ، الذي يعمل في رزانة وتؤدة ، ولو استغرق عمله بضعة أجيال ! ولكن ما حيلتنا في حماقات الغرب ، وحماقات إسرائيل ؟!



23- ولقد كان أبرز ما قامت به الصحوة في هذا المجال – المجال الإعلامي - هو العمل لإزالة آثار الفكر الإرجائي والفكر الصوفي والتفلت من التكاليف ، أو في القليل تخفيف آثارها .. وقد كانت هذه الثلاثة من أشد ما أصاب الأمة الإسلامية بالضعف والخذلان. ص135



24- ولكن الدعوة تعجلت في أمور ، ظنا منها أنها أصبحت كفئا لتلك الأمور ..

تعجلت في الصدام مع السلطة ، وتعجلت في طلب الوصول إلى الحكم . ص137



25- بناء القاعدة الصلبة ينبغي أن يكون هو الشاغل الأول والأكبر للحركة الإسلامية قبل أن تتحرك في أي اتجاه .. وهذه القاعدة - بعد إنشائها بالمواصفات المطلوبة - ستكون هي القيادة التي تقود الأمة للخروج من التيه. ص 141



26- ستتعلم الحركات الإسلامية من خلال الواقع أن الأعداء لا يحاربون جماعة بعينها ، لأسباب كامنة في تلك الجماعة ، إنما يحاربون الإسلام كله ، في أي صورة من صوره ، والمتوقع - من فضل الله - أن يقرب هذا الأمر بين الجماعات المتباعدة ، ويزيل بالتدريج ما بينها من خلافات ، حين تجد نفسها كلها في خندق واحد ، يحيط به الأعداء من كل جانب. ص141



27- وستتعلم الحركات الإسلامية من خلال الواقع أنه لا بد لها من وعي سياسي ، يمنع عنها الانخداع بكل مدع يدعي أنه تاب وأناب ، وأصبح قائدا للمسلمين ! أو يتظاهر بأنه واقف ضد أمريكا أو إسرائيل وهو على رأس العملاء المتآمرين ! ووعي حركي يمنع عنها الوقوع في المنزلقات التي يستدرجها إليها الأعداء ، ويضبط إيقاع حركتها مع مقتضيات الأحداث. ص142



28- وفي الغد المأمول يقوم بهذا الجهد فريقان من البشر ، أحدهما تمثله الصحوة القائمة اليوم في العالم الإسلامي ، التي تزداد قوة ونضجا بما يقع عليها من المذابح والاضطهاد .. حسب سنة الله . والفريق الآخر الذي لا يحسب حسابه كثيرا اليوم ، وهو قدر من أقدار الله ، يجيء في وقته المقدور عند الله ، هو المسلمون من عالم الغرب ذاته ، الذي يتزايد عددهم باستمرار ، وهم من مثقفي الغرب النشيطين في حقل الدعوة ، والنساء منهم خاصة ، اللواتي يتحدين بواقعهن كل مفتريات الغرب عن ظلم الإسلام للمرأة ، ويعلن - بواقعهن - أن أعظم تكريم للمرأة هو الذي يقدمه الإسلام. ص144