وهنا بكي شيخنا الحويني حفظه الله
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده
اللهم ارضي عن الصحابة اجمعين , أبى بكر وعمر وعثمان وعلى ,رضى الله عنهم أجمعين
وعن اتباعهم واتباع اتباعهم ومن تبعهم
وعنا معهم باحسانك وكرمك يا ارحم الراحمين
وبعد
معلوم لدى القاصى والدانى ان اهل علوم الالات قلوبهم فيها قسوة
فهم مشغلون دائما بهذا حلال وهذا حرام ومواريث وايمان طلاق وغير ذلك
ثم يستمعون لشكاوى الناس وما فيها من امور تقسى القلب
اما اصحاب السلوك فعلى النقيض
عندهم من الشفافية والرقة والبكاء ما الله به عليم
ومن اصحاب علوم الالات اصحاب الحديث
فهم فى شغل دائما بالبحث عن حال فلان , والكلام عن علم فلان , وسماع فلان من شيخه ,و.......و.....و......
لكنى رايت من شيخنا العجب فى ذلك
فهو مع سعة علمه وكثرة تحقيقاته وطول بحثه عن مسالة سماع وغير ذلك ,رقيق يحبث العبرة دائما الا ما غلب عليه
قلبه فيه رقة عجيبة
فى ذات يوم كنت اشعر بضيق وقسوة وجوفة فى قلبى
فتذكر ما كان يقوله شيخ الاسلام ابن القيم أنه لما كان يصيبه قسوة فى قلبه يهرول لمقابلة شيخ الاسلام ابن تيمية رحمة الله عليهما وبركاته\
فيثبته ويذكره بالله ويطمئنه ويشد عليه
فذهبت لمقابلة شيخنا فى صلاة العصر حتى يذكرنى بكلمة او ما شابه ذلك
فلما صلينا سلمت عليه وقبلت راسه فتبسم واقبل علي ثم قال لى : كيف حالك ؟
فقلت له والله اشعر بضيق وغلظة فى قلبى
عظنى يا شيخنا
فنظر الي وقال السلام عليكم وانصرف
فمشيت اقلب فى فكرى , ما الذى حدث
اتيت شيئا منكرا ,اقلت شيئا ,احدث نفسي
فما ان رايت شيخنا مرة ثانية فنادانى ودعانى للركوب معه السيارة
فركبت , فاعتذر بشدة وقال : انا لما بسمع كلمة قلبى قاس , واعظنى وما شابه ذلك ينعقد لسانى ويقف فكرى ويضيع منى الكلام فانا اولى الناس بذلك
الم اقل لكم ليس ككل الناس
واليوم الجمعة 28 من ذى القعدة عام 1436 _12/9/2015
لما قابلت شيخنا حفظه الله سلم علينا كعادته وابى ان نقبل يديه وهش وبش ورحب تحريبا شديدا وتهلل وجه ثم قال :
كيف حال الدعوة ؟
وكيف حال الاخوة ؟
والمساجد اخبارها ايه ؟
فبشرناه ببشريات وان الامر على ما يرام
فقال الحمد لله
فقلنا هذه بذور زرعتموها
فقال : خلاص
النا س مقبلون على الله الدعوة بخير
ثم بكى وقال : انتم ثمار زرعى انتم ثمار زرعى
وبكى