جاء في " المذكرة في شرح المقدمة " لسليمان الحربي .
( المقدمة الجزرية ) لشمس الدين محمد بن الجزري - رحمه الله .
• قال الناظم رحمه الله :-
باب الراءات :
ورَقِّقِ الراءَ إذا ما كُسِرَتْ كذاكَ بَعْدَ الكَسْرِ حيثُ سَكَنَتْ
إن لم تكنْ من قبلِ حَرْفِ اسْتِعْلاَ أو كانتِ الكَسْرةُ ليستْ أَصْلاَ
والخُلْفُ في ( فِرْقٍ ) لكسرٍ يوجدُ وأَخْفِ تَكْرِيْراً إذا تُشَدَّدُ
• الشرح :
قبل هذا الباب ذكر الناظم الترقيق وبعد هذا الباب ذكر التفخيم ومناسبة هذا الباب بينهما أن الراء ليس لها حالة واحدة بل أحياناً ترقق وأحياناً تفخم .
أولاُ : حالات ترقيق الراء :
1- إذا كانت الراء مكسورة ونطقنا بالكسرة كقوله تعالى { رِحلة } وقوله عز وجل { القارِعة }
وإلى هذا أشار الناظم بقوله ( ورَقِّقِ الراءَ إذا ما كُسِرَتْ ) .
وقولنا [ ونطقنا بالكسرة ] ليخرج الراء المتطرفة فلها أحكام عند الوقف عليها .
2- إذا كانت الراء ساكنة وقبلها كسر أصلي وليس بعدها حرف استعلاء :كقوله تعالى { فِرْعون } وإلى هذا أشار الناظم بقوله ( كذاكَ ) أي ترقيق الراء ( بَعْدَ الكَسْرِ حيثُ سَكَنَتْ ) بشرط وهو ( إن لم تكنْ من قبلِ حَرْفِ اسْتِعْلاَ ) أي أن لا يكون بعدها حرف مستعل وهناك شرط آخر وهو ( أو كانتِ الكَسْرةُ ليستْ أَصْلاً ) أي أن لا تكون الكسرة التي قبل الراء الساكنة غير أصلية فإن كانت غير أصلية فإن الراء تفخم .
3- إذا كانت الراء ساكنة وقبلها ساكن وقبل الساكن مكسور مثل { السِحْرْ } { الذِكْرْ } .
4- إذا كانت الراء ساكنة وقبلها ياء ساكنة [ سواءً كانت الياء مدية أو لا ] . مثل { الخَيرْ }
{ السَيْرْ } عند الوقف .
ثانياُ : حالات تفخيم الراء :-
وهي عكس الحالات السابقة وهي كما يلي :-
1- إذا كانت الراء مفتوحة أو مضمومة [ ونطقنا بالفتحة أو الضمة ] مثل { رَبك } { رُزقوا }
2- إذا كانت الراء ساكنة وقبلها فتح أو ضم مثل { مَرْيم } { والمُرْسلات } .
3- إذا كانت الراء ساكنة وقبلها كسر أصلي وبعدها حرف استعلاء مثل { قِرْطاس }
4- { لبالمِرْصاد } { مِرْصاداً } { فِرْقة } .
5- إذا كانت الراء ساكنة وقبلها كسر عارض [ سواءً كان الكسر العارض متصلاً أم منفصلاً ] مثل { لمنِ ارْتضى } { أمِ ارْتابوا } { اِرْجعي } [ وهذه الحالة الرابعة يلاحظ فيها أن الراء بعد همزة وصل دائماً فإذا كانت الراء بعد همزة وصل فإنها تفخم وهذا الضابط يصلح أن يقال لتدريس طلاب المرحلة الابتدائية ]
6- إذا كانت الراء ساكنة وقبلها ساكن وقبل الساكن مفتوح أو مضموم مثل { الفَجْرْ } { الوَتْرْ } { العُسْرْ } .
7- إذا كانت الراء ساكنة وقبلها ألف أو واو مدية مثل { النَارْ } { الغفُورْ } وذلك كله عند الوقف .
ثالثاُ : حالات يجوز فيها تفخيم الراء وترقيقها :-
1- كلمة { فِرْقٍ } في قوله تعالى { فكان كل فرقٍ كالطود العظيم } فيجوز فيها الوجهان سواءً في حالة الوصل أو الوقف والأصل هو التفخيم لأنها ساكنة قبلها كسر وبعدها حرف استعلاء , وجاز الترقيق لوجود الكسر في حرف الإستعلاء كما أشار إليه الناظم بقوله ( والخلف ) أي وقع الخلاف ( في ) كلمة ( فرقٍ ) فالراء تفخم ويجوز أن ترقق والسبب في الترقيق ( لكسر يوجد ) أي في حرف الإستعلاء [ القاف ] . والراجح هو التفخيم تبعاً للأصل
2- كلمة { مِصْر } وكلمة { القِطْر } فيجوز الوجهان في حالة الوقف والأصل الترقيق لأن الراء ساكنة وقبلها ساكن وما قبل الساكن مكسور ويجوز التفخيم لأن ما قبل الراء حرف استعلاء والراجح هو التفخيم فيهما .
3- كلمة { يَسْرِ } وكلمة { أَسْرِ } وذلك عند الوقف عليهما فالأصل التفخيم لأن الراء ستكون ساكنة لأجل الوقف وقبلها ساكن وقبل الساكن مفتوح ويجوز الترقيق وذلك لبيان الياء المحذوفة فإن أصلها [ يسري ] [ أسري ] والراجح الترقيق فيهما .
4- كلمة { ونُذُرِ } في قوله تعالى { فكيف كان عذابي ونذر } وقوله سبحانه { فذوقوا عذابي ونذر } وذلك عند الوقف عليهما فالأصل التفخيم لأنها ساكنة وقبلها مضموم ويجوز الترقيق وذلك لبيان الياء المحذوفة فإن أصلها [ نذري ] والراجح التفخيم فيها لقرب الضمة قبلها ولأن التفخيم هو الأسهل .
ثم ختم الناظم باب الراءات بقوله: ( وأخف تكريراً إذا تشدد ) أي أخف أيها القارئ تكرير الراء خاصة ً إذا ما كانت الراء مشددة فإن التكرير يظهر فيها أكثر . أ هـ