الموضوع: الأمل الأمل

قال ابن أبي الدنيا ت 281 هـ في كتابه " قصر الأمل ":
22 - حدثنا عبد الله قال : حدثنا محمد بن عباد قال : حدثنا غسان بن مالك قال : حدثنا حماد بن سلمة ، عن داود بن أبي هند وحميد قالا :
بينما عيسى جالس وشيخ يعمل بمسحاته يثير بها الأرض ، فقال عيسى : اللهم انزع منه الأمل . فوضع الشيخ المسحاة واضطجع . فلبث ساعة ، فقال عيسى : اللهم اردد إليه الأمل . فقام ، فجعل يعمل ، فقال عيسى : ما لك بينما أنت تعمل ألقيت مسحاتك واضطجعت ساعة ، ثم إنك قمت بعد تعمل ؟ فقال الشيخ : بينما أنا أعمل ، إذ قالت لي نفسي : إلى متى تعمل وأنت شيخ كبير ؟ ! فألقيت المسحاة واضطجعت . ثم قالت لي نفسي : والله ما بد لك من عيش ما بقيت ؛ فقمت إلى مسحاتي !

23 - حدثنا عبد الله قال : حدثنا محمد بن الحسين قال : حدثني سليمان بن حرب قال : حدثنا حماد بن زيد ، عن معمر بن برعمة ، عن الحسن قال : لولا السهو والأمل ما مشى المسلمون في الطريق .
24 - حدثنا عبد الله قال : حدثنا محمد بن الحسين قال : حدثنا داود بن المحبر ، عن عبد الواحد بن زيد ، عن الحسن قال : السهو والأمل نعمتان عظيمتان على ابن آدم .

وفي الحديث :
" إِنْ قَامَتِ السَّاعَةُ ، وَبِيَدِ أَحَدِكُمْ فَسِيلَةٌ ، فَإِنِ اسْتَطَاعَ أَنْ لاَ يَقُومَ حَتَّى يَغْرِسَهَا فَلْيَفْعَلْ ".

قال العلامة الألباني رحمه الله في الصحيحة تحت حديث ( 9 ):
ولا أدل على الحض على الاستثمار من هذه الأحاديث الكريمة ، لاسيما الحديث الأخير منها فإن فيه ترغيبا عظيما على اغتنام آخر فرصة من الحياة في سبيل زرع ما ينتفع به الناس بعد موته فيجري له أجره و تكتب له صدقته إلى يوم القيامة .
وقد ترجم الإمام البخاري لهذا الحديث بقوله :" باب اصطناع المال "
ثم روى عن الحارث بن لقيط قال : كان الرجل منا تنتج فرسه فينحرها فيقول : أنا أعيش حتى أركب هذه ؟
فجاءنا كتاب عمر : أن أصلحوا ما رزقكم الله ، فإن في الأمر تنفسا .
وسنده صحيح .

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو مالك المديني

وفي الحديث :
" إِنْ قَامَتِ السَّاعَةُ ، وَبِيَدِ أَحَدِكُمْ فَسِيلَةٌ ، فَإِنِ اسْتَطَاعَ أَنْ لاَ يَقُومَ حَتَّى يَغْرِسَهَا فَلْيَفْعَلْ ".

قال العلامة الألباني رحمه الله في الصحيحة تحت حديث ( 9 ):
ولا أدل على الحض على الاستثمار من هذه الأحاديث الكريمة ، لاسيما الحديث الأخير منها فإن فيه ترغيبا عظيما على اغتنام آخر فرصة من الحياة في سبيل زرع ما ينتفع به الناس بعد موته فيجري له أجره و تكتب له صدقته إلى يوم القيامة .

وفي الحديث :" لا تحقرن من المعروف شيئا ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق "

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو مالك المديني

23 - حدثنا عبد الله قال : حدثنا محمد بن الحسين قال : حدثني سليمان بن حرب قال : حدثنا حماد بن زيد ، عن معمر بن برعمة ، عن الحسن قال : لولا السهو والأمل ما مشى المسلمون في الطريق .
24 - حدثنا عبد الله قال : حدثنا محمد بن الحسين قال : حدثنا داود بن المحبر ، عن عبد الواحد بن زيد ، عن الحسن قال : السهو والأمل نعمتان عظيمتان على ابن آدم .

جزاكم الله خيرا ، نرجو توضيح مراد الحسن بأن السهو نعمة عظيمة ؟

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم علي طويلبة علم

جزاكم الله خيرا ، نرجو توضيح مراد الحسن بأن السهو نعمة عظيمة ؟

نفع الله بكم .
بعض الناس إذا أصابته مصيبة كبيرة ، كفقد عزيز حبيب عليهم ، كأن تفقد الأم - مثلا - ابنتها أو ابنها ، حزنت حزنا شديدا جدا ، وربما إذا لم تنس الأم الحادث الأليم مع مرور الوقت ، ربما أدى بها إلى ما لا تحمد عقباه لا سيما الحالة النفسية التي تؤثر على شكل الحياة بعمومها ، لكن الله ينعم على عباده بالنسيان والسهو .

أو يسهو الإنسان عن شيء سيفعله في المستقبل ، وربما يكون هذا الأمر عليه وبالا ، فيزول هذا بسبب سهوه عنه.
وهو نعمة من الله عظيمة ، ففي الصلاة قد يسهو الإنسان أحيانا ، فيسجد سجدتي السهو ، رحمة من الله على عباده وتيسيرا لهم .
والله أعلم .

جزاكم الله خيرا

وجزاكم خيرا أختنا الفاضلة .

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو مالك المديني

24 - حدثنا عبد الله قال : حدثنا محمد بن الحسين قال : حدثنا داود بن المحبر ، عن عبد الواحد بن زيد ، عن الحسن قال : السهو والأمل نعمتان عظيمتان على ابن آدم .

عبد الواحد بن زيد ، تركوه ، قاله البخاري وغيره .

زادك الله حرصا ،وأظن أن داود بن المحبر فيه كلام أيضا
قال الأزدي : متروك
قال الرازي أبو حاتم : >اهب الحديث غير ثقة
قال أبو زرعة: ضعيف
قال ابن عدي : يخطئ ويصحف الكثير صدوق
قال ابن الجوزي : يضع الحديث انظر ته>يب الكمال

جزاك الله خيرا .

ذكر الإمام ابن الجوزي طبيب القلوب في صيد الخاطر عن بعض السلف قوله: لولا الأمل لما انتفعتم بالعلماء ... فسبحان من جعل النقم في طياتها النعم

ليتك تضع كلامه بالنص .

فائدة :
قال ابن القيم في مفتاح دار السعادة 2 / 236:
ومن أعجب النعم عليه نعمة النسيان ، فإنه لولا النسيان لما سلا شيئا ، ولا انقضت له حسرة ، ولا تعزى عن مصيبة ، ولا مات له حزن ، ولا بطل له حقد ، ولا تمتع بشيء من متاع الدنيا مع تذكر الآفات ، ولا رجا غفلة عدو ولا نقمة من حاسد ، فتأمل نعمة الله في الحفظ والنسيان مع اختلافهما وتضادهما وجعله في كل واحد منهما ضربا من المصلحة ...اهـ

جزاكم الله خيرا

وجزاكم مثله أخانا الفاضل .