تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: يا عبد الله اما تخشى على نفسك سوء الخاتمة

  1. #1

    افتراضي يا عبد الله اما تخشى على نفسك سوء الخاتمة

    عن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- قال: حَدَّثَنَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَهُوَ الصَّادِقُ الْمَصْدُوقُ: «إنَّ أَحَدَكُمْ يُجْمَعُ خَلْقُهُ فِي بَطْنِ أُمِّهِ أَرْبَعِينَ يَوْمًا، ثُمَّ يَكُونُ فِي ذَلِكَ عَلَقَةً مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ يَكُونُ فِي ذَلِكَ مُضْغَةً مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ يُرْسَلُ الْمَلَكُ؛ فَيَنْفُخُ فِيهِ الرُّوحَ، وَيُؤْمَرُ بِأَرْبَعِ كَلِمَاتٍ بِكَتْبِ رِزْقِهِ، وَأَجَلِهِ، وَعَمَلِهِ، وَشَقِيٌّ أَوْ سَعِيدٌ، فَوَالَّذِي لا إِلَهَ غَيْرُهُ إِنَّ أَحَدَكُمْ لَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ حَتَّى مَا يَكُونُ بَيْنَهُ وَبَيْنَهَا إِلا ذِرَاعٌ، فَيَسْبِقُ عَلَيْهِ الْكِتَابُ فَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ؛ فَيَدْخُلُهَا، وَإِنَّ أَحَدَكُمْ لَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ حَتَّى مَا يَكُونُ بَيْنَهُ وَبَيْنَهَا إِلا ذِرَاعٌ، فَيَسْبِقُ عَلَيْهِ الْكِتَابُ، فَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ؛ فَيَدْخُلُهَا» [رواه البخاري ومسلم واللفظ له]

    وعن سهل بن سعد الساعدي -رضي الله عنه- قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: «إِنَّ الْعَبْدَ لَيَعْمَلُ، فِيمَا يَرَى النَّاسُ ـ عَمَلَ أَهْلِ الْجَنَّةِ، وَإِنَّهُ لَمِنْ أَهْلِ النَّارِ، وَيَعْمَلُ ـ فِيمَا يَرَى النَّاسُ ـ عَمَلَ أَهْلِ النَّارِ وَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِـ وَإِنَّمَا الأَعْمَالُ بِخَوَاتِيمِهَا » [رواه البخاري ومسلم]

    قال ابن حجر -رحمه الله- في الفتح: "وفيه الحث على الاستعاذة بالله -تعالى- من سوء الخاتمة"

    وقوله: «فِيمَا يَرَى النَّاسُ»وفي رواية «فِيمَا يَبْدُو لِلنَّاسِ»
    قال ابن رجب في جامع العلوم والحكم
    «إشارة إلى أن باطن الأمر يكون بخلاف ذلك، وأن خاتمة السوء تكون بسبب دسيسة باطنة للعبد لا يطلع عليها الناس، إما من جهة عمل سيء ونحو ذلك.. فتلك الخصلة الخفية توجب سوء الخاتمة عند الموت»

    قال ابن القيم -رحمه الله-في كتاب الفوائد:
    "العمر بآخره، والعمل بخاتمته، من أحدث قبل السلام؛ بطل ما مضى من صلاته، ومن أفطر قبل غروب الشمس؛ ذهب صيامه ضائعًا، ومن أساء في آخر عمره؛ لقِي ربه بذلك الوجه"
    وقال ايضا
    -رحمه الله-: "أن من أعظمِ الفقه أن يخاف الرجل أن تخدَعَه ذنوبه عند الموت، فتحول بينه وبين الخاتمة الحُسنى" الداء والدواء.
    اخي المسلم اذا ما تأملت هذه الاحاديث وهذا الاقوال من اهل العلم فاحذر من ان يختم لك بسيئ الاعمال وان تكون ممن كانت خاتمتهم خاتمة سوء فتخسر الدنيا والاخرة
    واعلم ان لسوء الخاتمة اسباب ودوافع اذا لم تتقيها وتجتنبها وقعت فيها فاجتهد في معرفتها فانها شرور فتعلم الشر لا لشر ولكن لتوقيه كما كان عليه الصحابي الجليل حذيفة رضي الله عنه يسأل النبي عن الشر مخافة ان يدركه
    فقد خرج مسلم في صحيحه (1847) من حديث حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قال :كان الناسُ يسألون رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عن الخيرِ . وكنتُ أسأله عن الشرِّ . مخافةَ أن يُدركَني . فقلتُ : يا رسولَ اللهِ ! إنا كنا في جاهليةٍ وشرٍّ . فجاءَنا اللهُ بهذا الخيرِ . فهل بعد هذا الخير شرٌّ ؟ قال ( نعم ) فقلتُ : هل بعد ذلك الشرِّ من خيرٍ ؟ قال ( نعم . وفيه دَخَنٌ ) . قلت : وما دخَنُه ؟ قال ( قومٌ يستنُّون بغيرِ سُنَّتي . ويَهدون بغير هديي . تعرف منهم وتنكرُ ) . فقلتُ : هل بعد ذلك الخيرِ من شرٍّ ؟ قال ( نعم . دُعاةٌ على أبوابِ جهنمَ . من أجابهم إليها قذفوه فيها ) . فقلتُ : يا رسولَ اللهِ ! فقلتُ : يا رسولَ اللهِ ! صِفْهم لنا . قال ( نعم . قومٌ من جِلدتِنا . ويتكلمون بألسنتِنا ) قلتُ : يا رسولَ اللهِ ! فما ترى إن أدركني ذلك ! قال ( تلزمُ جماعةَ المسلمين وإمامَهم ) فقلتُ : فإن لم تكن لهم جماعةٌ ولا إمامٌ ؟ قال ( فاعتزلْ تلك الفرقَ كلَّها . ولو أن تعَضَّ على أصلِ شجرةٍ . حتى يدرككَ الموتُ ، وأنت على ذلك ) .
    وها انا ذا اقدم بين يديك هذا الاسباب حتى تتبينها وتحفظها
    فاقول ان من اسباب سوء الخاتمة

    1- فساد الباطن:

    عن سهل بن سعد -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- التقى هو والمشركون، وفي أصحابه رجل لا يدع شاذة ولا فاذة إلا اتبعها يضربها بسيفه، فقالوا: ما أجزأ منا اليوم أحد كما أجزأ فلان، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "هو من أهل النار" فقال رجل من القوم: أنا صاحبه، فاتبعه، فجرح الرجل جرحًا شديدًا، فاستعجل الموت، فوضع نصل سيفه على الأرض وذبابه بين ثدييه، ثم تحامل على سيفه، فقتل نفسه، فخرج الرجل إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقال: أشهد أنك رسول الله، وقص عليه القصة، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «إِنَّ الرَّجُلَ لِيَعْمَلُ عَمَلَ أَهْلِ الْجَنَّةِ ـ فِيمَا يَبْدُو لِلنَّاسِ ـ وَهُوَ مِنْ أَهْلِ النَّارِ، وَإِنَّ الرَّجُلَ لِيَعْمَلُ عَمَلَ أَهْلِ النَّارِ ـ فِيمَا يَبْدُو لِلنَّاسِ ـ وَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ) [رواه البخاري ومسلم]، وفي موضع آخر: «وَإِنَّمَا الأَعْمَالُ بِالْخَوَاتِيمِ » [رواه البخاري].

    قال الامام ابن رجب في جامع العلوم وقوله: «فِيمَا يَبْدُو لِلنَّاسِ» إشارة إلى أن باطن الأمر يكون بخلاف ذلك، وأن خاتمة السوء تكون بسبب دسيسة باطنة للعبد لا يطلع عليها الناس، إما من جهة عمل سيء ونحو ذلك.. فتلك الخصلة الخفية توجب سوء الخاتمة عند الموت"
    2- - المعاصي والذنوب:
    ففي الحديث الصحيح الذي رواه الشيخان عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال:«اجتنبوا السبع الموبقات - يعني المهلكات - قلنا: وما هن يا رسول الله؟ قال: الشرك بالله، والسحر، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، وأكل الربا، وأكل مال اليتيم، والتولي يوم الزحف، وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات »
    قال ابن دقيق العيد : وهو مجرب لسوء الخاتمة. نعوذ بالله من ذلك"
    وقد ذكر الامام ابن القيم -رحمه الله- في كتابه الداء والدواء
    في عقوبات الذنوب والمعاصي أنه:
    "ربما تعذر عليه النطق بالشهادة كما شاهد الناس كثيرًا من المحتضرين ممن أصابهم ذلك، حتى قيل لبعضهم: قل: لا إله إلا الله فقال: آه آه، لا أستطيع أن أقولها.
    وقيل لآخر: قل: لا إله إلا الله فقال: شاه ورخ، غلبتك، ثم قضى.
    وقيل لآخر: قل: لا إله إلا الله فقال:
    يا رُبَّ قائلةٍ يوما وقد تعبِتْ كيف الطريقُ إلى حمام منجاب؟
    ثم قضى، وقيل لآخر: قل: لا إله إلا الله، فجعل يهذي بالغناء، ويقول: تاتنا تنتنا، حتى قضى.
    وقيل لآخر ذلك فقال: وما ينفعني ما تقول، ولم أدع معصية إلا ركِبتها، ثم قضى، ولم يقلها.
    وقيل لآخر ذلك فقال: وما يغني عني وما أعرف أني صليت صلاة، ولم يقلها".
    3-
    الإكباب على الدنيا والإعراض عن الأخرة:
    قال الحافظ أبو محمد عبد الحق بن عبد الرحمن الإشبيلي -رحمه الله-: "واعلم أن لسوء الخاتمة -أعاذنا الله منها- أسبابًا، ولها طرقًا وأبوابًا، أعظمها: الانكباب على الدنيا وطلبها، والحرص عليها، والإعراض عن الأخرى، والإقدام والجرأة على معاصي الله -عز وجل-، وربما غلب على الإنسان ضرب من الخطيئة، ونوع من المعصية، وجانب من الإعراض، ونصيب من الجرأة والإقدام؛ فملك قلبه، وسبى عقله، وأطفأ نوره، وأرسل عليه حجبه؛ فلم تنفع فيه تذكرة، ولا تنجح فيه موعظة، فربما جاءه الموت على ذلك؛ فسمع النداء من مكان بعيد، فلم يتبين له المراد، ولا علم ما أراد، وإن كرر عليه الداعي وأعاد قوله".

    ثم قال ابن القيم -رحمه الله-: "قال عبد الحق: وقيل لآخر -ممن أعرفه- قل: لا إله إلا الله، فجعل يقول: الدار الفلانية أصلحوا فيها كذا، والبستان الفلاني افعلوا فيه كذا" الداء والدواء.
    4- البدعة وفساد الاعتقاد:
    قال الشاطبي -رحمه الله- في ذم المبتدع: "يبعد عن حوض رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ويخاف عليه أن يكون معدودًا في الكفار الخارجين عن الملة وسوء الخاتمة عند الخروج من الدنيا" (الاعتصام).

    ثم بيَّن أسباب ذلك، ومما قال: "لأن المبتدع -مع كونه مصرًّا على ما نُهي عنه- يزيد على المصر بأنه معارض للشريعة بعقله، غير مسلم لها في تحصيل أمره، معتقدًا في المعصية أنها طاعة حيث حسَّن ما قبحه الشارع، ومن كان هكذا فحقيق بالقرب من سوء الخاتمة إلا ما شاء الله" (الاعتصام).

    فاحرص اخي المسلم على محاسبة نفسك قبل ان يدركك الموت وانت قد تحليت بسبب من هذه الاسباب واكثر من دعاء الله والتجأ اليه متضرعا ومخبتا بان يثبت قلبك على هذا الدين فان نبيك اكثر ما كان يدعو يسأل ربه الثبات على الدين وان لا يقلب الله قلبه فالقلوب بين اصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء
    روى الترمذي في سنن عن أَنَسٍ رضى الله عنه قَالَ: ((كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُكْثِرُ أَنْ يَقُولَ: ((يَا مُقَلِّبَ الْقُلُوبِ ثَبِّتْ قَلْبِي عَلَى دِينِكَ))، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، آمَنَّا بِكَ، وَبِمَا جِئْتَ بِهِ، فَهَلْ تَخَافُ عَلَيْنَا؟ قَالَ: ((نَعَمْ، إِنَّ الْقُلُوبَ بَيْنَ أُصْبُعَيْنِ مِنْ أَصَابِعِ اللَّهِ، يُقَلِّبُهَا كَيْفَ يَشَاءُ))(صححه الألباني في صحيح الترمذي، برقم 2140).
    وفي حديث عائشة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أنها قالت: يا رسول اللَّه، إنك تُكثر أن تدعو بهذا الدعاء؟
    فقال صلى الله عليه وسلم ((إِنَّ قَلْبَ الْآدَمِيِّ بَيْنَ أُصْبُعَيْنِ مِنْ أَصَابِعِ اللَّهِ عز وجل فَإِذَا شَاءَ أَزَاغَهُ، وَإِذَا شَاءَ أَقَامَهُ))صححه الألباني في صحيح ابن ماجه، برقم 165
    حسابي على تويتر https://twitter.com/mourad_22_

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,352

    افتراضي

    يَا مُقَلِّبَ الْقُلُوبِ ثَبِّتْ قَلْبِي عَلَى دِينِكَ
    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •