تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 9 من 9

الموضوع: هل ( النور ) من الأسماء الحسنى ؟

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    13,804

    افتراضي هل ( النور ) من الأسماء الحسنى ؟

    السؤال:
    هل النور من أسماء الله الحسنى ، ما حكم التسمي ب ( عبدالنور ) ؟


    الجواب :
    الحمد لله
    اختلف العلماء في اسم (النور) : هل هو من الأسماء الحسنى ؟
    القول الأول :
    أنه من الأسماء الحسنى ، لقوله تعالى : ( اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ) النور/ 35 .
    قال ابن القيم رحمه الله :
    " وَاللَّهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى سَمَّى نَفْسَهُ نُورًا ، وَجَعَلَ كِتَابَهُ نُورًا ، وَرَسُولَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نُورًا ، وَدِينَهُ نُورًا ، وَاحْتَجَبَ عَنْ خَلْقِهِ بِالنُّورِ ، وَجَعَلَ دَارَ أَوْلِيَائِهِ نُورًا تَتَلَأْلَأُ " .
    انتهى من "اجتماع الجيوش الإسلامية" (2/ 44) .
    وقال أيضا في "النونية" (ص212) :
    والنور من أسمائه أيضا ومن ** أوصافه سبحان ذي البرهانِ
    وذكر ابن خزيمة رحمه الله أيضا أن اسم (النور) من أسماء الله الحسنى ، كما تقدم في الفتوى رقم : (149122) .
    القول الثاني :
    أنه ليس من الأسماء الحسنى .
    سئل علماء اللجنة الدائمة للإفتاء : هل يجوز إطلاق اسم (عبد النور) على واحد من الناس؟
    فأجابوا :
    " أسماء الله تعالى توقيفية ، ولم يثبت أن (النور) من أسمائه تعالى ، وبناء على ذلك فلا يصح تعبيد الاسم له فلا يقال: (عبد النور) " انتهى .
    الشيخ عبد العزيز بن باز ، الشيخ عبد العزيز آل الشيخ ، الشيخ عبد الله الغديان ، الشيخ صالح الفوزان ، الشيخ بكر أبو زيد .
    انتهى من "فتاوى اللجنة الدائمة" (10/ 510) المجموعة الثانية .
    وقال الشيخ ابن باز رحمه الله :
    " النور جاء مضافاً، فلا يُسمَّى ( عبد النور )، ولم يأتِ اسمٌ لله تعالى النور " انتهى .


    http://www.denana.com/main/articles....rticle_no=3550
    وسئل الشيخ عبد الرحمن البراك حفظه الله : هل اسم النور من أسماء الله الحسنى؟
    فأجاب :
    " ما أذكر أنه ورد في شيء من الأحاديث الصحيحة إطلاق اسم النور اسماً لله ، اللهم إلا في الرواية التي يضعّفها أهل العلم بالحديث في سرد الأسماء الحسنى .
    وابن القيم كأنه يقرر هذا ويثبت اسم (النور) لكن لم يذكر له دليلاً، فالذي ورد في القرآن وفي السنة (نور السماوات والأرض) فإذا قيل: إن من أسماء الله (نور السماوات والأرض) فنعم ، أما نور فقط (الله نورٌ) ! " انتهى نقلا عن ملتقى أهل الحديث .
    http://www.ahlalhdeeth.com/vb/archiv...p/t-94852.html
    وقال الشيخ عبد العزيز الراجحي حفظه الله :
    " النور صفة من صفات الله ، كما يليق بجلال الله وعظمته ، لكنه ورد مضافا إلى الله : (نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ) ولم يرد مستقلا، فلا يقال: إن من أسماء الله النور بإطلاق ؛ لأنه لم يرد " انتهى .
    http://shrajhi.com/Books/ID/449
    وذكره الشيخ بكر أبو زيد رحمه الله من الأسماء المحرمة الممنوعة (عبد النور)، لأن فيها التعبيد لغير الله . انتهى من " معجم المناهي اللفظية " (ص282) .
    وقال الشيخ الألباني رحمه الله : " لا أعلم أن (النور) من أسماء الله عز وجل في حديث صحيح " انتهى .



    وبناء على هذا ، فلا ينبغي التسمية بـ(عبد النور) لأنه على الأقل من الأمور المشتبهة ، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( دع ما يريبك إلى ما لا يريبك) .
    وأما من كان قد تسمى به قبل ذلك ، فلا يظهر لنا لزوم تغييره ؛ لأن القصد به : التعبيد لله ، وعد "النور" من أسماء الله ، له وجه قوي معتبر ، وقال به جماعات من أهل العلم .


    والله تعالى أعلم .
    http://islamqa.info/ar/226255

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    3,205

    افتراضي

    بارك الله فيكم على النقل الطيب
    ولكن كيف نوفق بين إطلاق ابن القيم هذا الاسم على الله تبارك وتعالى, وعدم تجويز هؤلاء الأعلام هذه التسمية؟

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    13,804

    افتراضي

    وفيكم بارك الله .
    قد اجتهد ابن القيم رحمه الله - وشيخه شيخ الإسلام - وغيره في ذلك ، كاختلاف العلماء في بعض الأسماء الأخرى ، وقالوا بأن النور من أسمائه مستدلين ببعض الأدلة المعروفة في الباب ، وكل اسم يتضمن صفة كما هو معلوم ، والنور لم يرد إلا مضافا ، ولم يرد في الكتاب أو السنة صراحة أنه من الأسماء ، بل هو من أوصافه تعالى .

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Jan 2011
    الدولة
    العراق
    المشاركات
    47

    افتراضي

    قبل مناقشة الموضوع يجب التعرف على:
    الاسم المطلق والمقيد[1]



    [1]انظر غير مأمور في مسألة الإطلاق والتقييد: بدائع الفوائد/ العلامة محمد بن أبي بكر بن أيوب بن سعد شمس الدين ابن قيم الجوزية (المتوفى751هـ)، تحقيق علي بن محمد العمران، دار عالم الفوائد، مكة المكرمة، الطبعة الأولى، 1425ھ، 1/ 280 -299. والقواعد المثلى/ الشيخ محمد صالح العثيمين، نسخة الموقع الرسمي للشيخ، وقواعد إحصاء أسماء الله الحسنى/ الأستاذ أحمد حسن عواد، ودلالة الأسماء الحسنى على التّنزيه/ د. عيسى بن عبد الله السّعدي، نسخة الكترونية من المكتبة الشاملة الإصدار 3.1.



    قال شيخ الاسلام: (ان الله سبحانه له الأسماء الحسنى كما سمى نفسه بذلك وأنزل به كتبه وعلمه من شاء من خلقه كاسمه (الحي والعليم والرحيم والحكيم والأول والآخر والعلي والعظيم والكبير) ونحو ذلك، وهذه الأسماء كلها أسماء مدح وحمد تدل على ما يحمد به ولا يكون معناها مذمومًا وهي مع ذلك قد تستلزم معاني إذا أخذت مطلقة وسميت بأسمائها عمت المحمود والمذموم مثل اسمه (الرحيم) فإنه يستلزم الإرادة فإذا أخذت الإرادة مطلقًا وقيل المريد فالمريد قد يريد خيرًا يحمد عليه وقد يريد شرًّا يُذم عليه وكذلك اسمه (الحكيم والصادق[1]) وغيرهما يتضمن أنه متكلم فإذا أخذ الكلام مطلقًا وقيل متكلم فالمتكلم قد يتكلم بصدق وعدل وقد يتكلم بكذب وظلم، وكذلك الاسم (الأول) يدل على أنه متقدم على كل شيء فإذا أخذ معنى التقدم وقيل قديم فإنه يقال على ما تقدم على غيره وإن تقدم غيره عليه كالعرجون القديم والإفك القديم، وكذلك اسم (الحق) بل وسائر الأسماء تدل على أنه بحيث يجده الواجدون فإذا أخذ لفظ الموجود مطلقًا لم يدل إلا على أنه يجده غيره لم يدل على أنه حق في نفسه وإن لم يكن ثم غيره يجده، وكذلك إذا قيل ذات أو ثابت ونحو ذلك لم يدل إلا على القدر المشترك لم يدل على خصوصية، وكذلك اسم (العلي والعظيم والكبير) يدل على أنه فوق العالم وأنه عظيم وكبير وذلك يستلزم أنه مباين للعالم متحيز عنه بحده وحقيقته فإذا أخذ اسم المتحيز ونحوه لم يدل إلا على القدر المشترك لم يدل على ما يمدح به الرب ويتميز به عن غيره، وقد قال من قال من العلماء إن مثل أسمائه (الخافض الرافع والمعز المذل والمعطي المانع والضار النافع)[2] لا يذكر ولا يدعى بأحد الاسمين الذي هو مثل (الضار النافع، والخافض الرافع) [3] لأن الاسمين إذا ذكرا معًا دلّ ذلك على عموم قدرته وتدبيره وأنه لا رب غيره وعموم خلقه وأمره فيه مدح له وتنبيه على أن ما فعله من ضرر خاص ومنع خاص فيه حكمة ورحمة بالعموم وإذا ذكر أحدهما لم يكن فيه هذا المدح والله له الأسماء الحسنى ليس له مثل السوء قط، فكذلك أيضًا الأسماء التي فيها عموم وإطلاق لما يحمد ويذم لا توجد في أسماء الله تعالى الحسنى لأنها لا تدل على ما يحمد الرب به ويمدح لكن مثل هذه الأسماء ومثل تلك ليس لأحد أن ينفي مضمونها أيضًا فيقول ليس بضار ولا خافض أو يقول ليس بمريد ولا متكلم ولا بائن عن العالم ولا متحيز عنه ونحو ذلك لأن نفي ذلك باطل وإن كان إثباته يثبت على الوجه المتضمن مدح الله وحمده وإذا نفاها نافٍ فقد تقابل ذلك النفي بالإثبات ردًّا لنفيه وإن لم تذكر مطلقة في الثناء والدعاء والخبر المطلق فإن هذا نوع تقييد يقصد به الرد على النافي المعطل وهذا في الإثبات والنفي جميعًا فمن العيوب والنقائص ما لا يَحْسن أن يثنى على الله به ابتداء لكن إذا وصفه به بعض المشركين نفي ذلك ردًّا لقولهم كمن يقول: إن الله فقير ووالد ومولود أو ينام ونحو ذلك فيُنفى عن الله الفقر والولادة والنوم وغير ذلك فهذا أصل في التفريق بين ما ذكر من أسماء الله وصفاته مطلقًا وما لا يذكر إلا مقيدًا إما مقرونًا بغيره وإما لمعارضة مبطل وصف الله بالباطل فـ (سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ ۞ وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ ۞ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)(ا لصافات/180-182)).[4]
    قال الشيخ السعدي:
    (فائدة نفيسة: ما ورد في الكتاب والسنة من أسماء الله وصفاته أقسام:
    منها: ما ورد بلفظ الاسم على وجه التسمي به، كالعزيز والحكيم والغفور وشبه ذلك. فهذا القسم يوصف به الرب، ويسمى به ويشتق له منه فعل، ويثبت له منه مصدر؛ كالعزة والحكمة والمغفرة.
    ومنها: ما ورد بلفظ الاسم على وجه الإضافة، فهذا يطلق على الله بلفظ الإضافة ولفظ الفعل، ولا يشتق له منه اسم، مثل قوله تعالى: (يخادعون الله وهو خادعهم) يجوز أن نقول: الله خادع المنافقين، ويخادع من خدعه، ونحو ذلك، ولا يجوز أن نعد من أسمائه الخادع؛ لعدم وروده، ولأن إطلاق الخادع يحتمل الذم والمدح، فلا يجوز إطلاقه في حق الله.
    ومنها: ما ورد بلفظ الفعل فقط، كالكيد والمكر، فهذا لا يطلق على الله إلا بلفظ الفعل، كقوله سبحانه وتعالى: (إنهم يكيدون كيدًا وأكيد كيدًا) وقوله: (ومكروا ومكر الله) ولا يجوز أن من أسمائه سبحانه الكائد والماكر، لما تقدم.
    وإنما جاز وصف الرب بالخداع والمكر والكيد في الآيات المشار؛ لأنه في مقابل خداع أعدائه ومكرهم وكيدهم، ومعاملتهم بمثل ما فعلوا مدح وعدل يستحق عليه المدح والثناء). [5]
    قلت: جاء ذكر الأسماء الحسنى في الكتاب والسنة مطلقة ومقيدة، والالتزام بما ورد فيهما أمر واجب، فما ثبت مطلقا على سبيل التسمية أطلقناه، وما ثبت مقيدا قيدناه.
    فالاسم المطلق: هو ما جاء بلفظ الاسم في الكتاب أو السنة على وجه التسمي به، من دون تقييد، ويدل على صفة من صفات الله سبحانه وتعالى غاية في العظمة والكمال والجلال والجمال (أي: يثبت له منه مصدر)، ويشتق لله تعالى منه الفعل إن كان الفعل متعديا، أما اذا كان لازما فلا يشتق منه الفعل.
    مثل: (القدير) اسم لله تعالى جاء في الكتاب والسنة، ودل على صفة (القدرة) بالتضمن، ويخبر عنه بالفعل (قدر).
    أما الاسم المقيد: هو الاسم الثابت في الكتاب أو السنة، ويفيد المدح والثناء بتقييده. ويظهر الحسن والكمال عند ذكره مقيدا (أي: أن يذكر بما قيد به)، والتقييد أنواع:
    1 / التقييد بالإضافة: فاسم (عَلاَّمُ الْغُيُوبِ) اسم مقيد بالإضافة، ولا يصح إطلاقه بحذف الإضافة؛ كقولك (العلام). فهذا الاسم يطلق على الله سبحانه وتعالى بلفظ الإضافة كما ورد: (عَلاَّمُ الْغُيُوبِ).
    قال تعالى: (يَوْمَ يَجْمَعُ اللّهُ الرُّسُلَ فَيَقُولُ مَاذَا أُجِبْتُمْ قَالُواْ لاَ عِلْمَ لَنَا إِنَّكَ أَنتَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ)(الما ئدة/109).
    ومن ذلك: (ذو إنتقام) قال تعالى: (والله عزيزٌ ذو انتقامٍ)(المائدة/95)، فلا يصح اطلاق اسم (المنتقم) من غير تقييده، و(خير الماكرين)، قال تعالى: (وَمَكَرُواْ وَمَكَرَ اللّهُ وَاللّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ)(آ ل عمران/54)، فلا يصح اطلاق اسم (الماكر) من غير تقييده، فالمكر في حق الله سبحانه وتعالى عدل وجزاء يحمد عليه.
    لأن المكر: هو إظهار أمر وإخفاء خلافه ليتوصل به إلى مراده، وهو ينقسم إلى قسمين محمود ومذموم، فالقبيح إيصاله إلى من لا يستحقه، والحسن إيصاله إلى من يستحقه عقوبة له.
    - الأول وهو المحمود منه نسبته إلى الله تعالى لا نقص فيها، وكما جاء في النص.
    - الثاني وهو المذموم لا ينسب إلى الله تعالى.
    2 / التقييد الصريح: فاسم (الصاحب في السفر) اسم مقيد لا يصح إطلاقه؛ كقولك (الصاحب).
    قال صلى الله عليه وآله وسلم: (اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ فِي سَفَرِنَا هَذَا الْبِرَّ وَالتَّقْوَى وَمِنْ الْعَمَلِ مَا تَرْضَى اللَّهُمَّ هَوِّنْ عَلَيْنَا سَفَرَنَا هَذَا وَاطْوِ عَنَّا بُعْدَهُ اللَّهُمَّ أَنْتَ الصَّاحِبُ فِي السَّفَرِ وَالْخَلِيفَةُ فِي الْأَهْلِ اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ وَعْثَاءِ السَّفَرِ وَكَآبَةِ الْمَنْظَرِ وَسُوءِ الْمُنْقَلَبِ فِي الْمَالِ وَالْأَهْلِ وَإِذَا رَجَعَ قَالَهُنَّ وَزَادَ فِيهِنَّ آيِبُونَ تَائِبُونَ عَابِدُونَ لِرَبِّنَا حَامِدُونَ).[6]
    3 / التقييد الظاهر في سياق النص: (موسع السماء)، (ماهد الأرض) اسم مقيد لا يصح إطلاقه، كقولك: (الموسع، الماهد).
    قال تعالى: (وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ۞ وَالْأَرْضَ فَرَشْنَاهَا فَنِعْمَ الْمَاهِدُونَ)(ا لذاريات/47و48).
    4 / التقييد بموضع الكمال عند انقسام المعنى المجرد [7]؛ (ما لا يجوز إطلاقه على الله سبحانه وتعالى لانقسامه إلى مدح وذم؛ أي لا يطلق إلا مقيدا):
    فاسم (صانع ما شاء) اسم مقيد لا يصح إطلاقه؛ فلا يقال: أن (الصانع) من أسماء الله تعالى؛ لأن الصّنع منقسم إلى ما هو موافق للحكمة، وإلى ما هو ليس موافقا للحكمة، والله يصنع وله الصنع سبحانه، كما قال سبحانه وتعالى: (صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ)(النمل/88) وهو سبحانه وتعالى يصنع ما يشاء وصانِعٌ ما شاء كما جاء في الحديث عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ: (لَا يَقُولَنَّ أَحَدُكُمْ: اللهُمَّ اغْفِرْ لِي إِنْ شِئْتَ، اللهُمَّ ارْحَمْنِي إِنْ شِئْتَ، لِيَعْزِمْ فِي الدُّعَاءِ، فَإِنَّ اللهَ صَانِعٌ مَا شَاءَ، لَا مُكْرِهَ لَهُ)[8]، ولكن لم يُسَمَّ الله تعالى باسم (الصانع) لأنّ الصُّنع منقسم.
    5/ ما أطلق على الله سبحانه وتعالى على سبيل الجزاء والعدل والمقابلة؛ (ما يجوز إطلاقه في حال دون حال):
    ومن ذلك المنتقم، جاء في القرآن الكريم مقيداً بالمجرمين: (إنَّا من المجرمين منتقمون)(السجدة/22)، فلا يصح اطلاق (المنتقم) والصواب اطلاقه مقيداﹰ (المنتقم من المجرمين).
    و(خادع المنافقين) من قوله تعالى: (إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ)(الن ساء/142)،و(كائد للكافرين) من قوله تعالى: (إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْداً۞ وَأَكِيدُ كَيْداً)(الطارق/15و16)، وقوله تعالى: (وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ)(الأعراف/183).
    والاسم المقيد يطلق على الله سبحانه وتعالى كما ورد (مقيدا)، ولا يجوز أن يشتق لله تعالى منه اسم (أي بحذف التقييد)، فلا يقال من أسمائه (الخليفة) لأنه لم يرد في الكتاب والسنة على سبيل الاطلاق، بل ورد في الحديث: (اللَّهُمَّ أَنْتَ الصَّاحِبُ فِي السَّفَرِ وَالْخَلِيفَةُ فِي الْأَهْلِ)[9] على سبيل التقييد .[10]
    فكل ما ذكره الله تعالى عن نفسه من اسم متعلقاً أو مقيداً بشيء، أو مقترناً بمقابله بحيث يوهم ذكره بدونه نقصاً لم يجز إطلاقه عليه تعالى مجرداً دون ذكر متعلقه.

    تقييد الاسم المطلق

    الاسم المطلق قد يأتي مقيدا كما في قوله سبحانه وتعالى: (إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَسِيبًا)(النساء/86)، و(وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيبًا)(الأحزا ب/39)، ففي الآية الأولى كان الاسم مطلقاً، وفي الثانية مقيداً، فالاسم المطلق لو قُيد لا يحتمل نقصا، بأي وجه من الوجوه، أما الاسم المقيد لو أطلق فإنه يوهم نقصاً.


    [1] قلت: الصادق من الاسماء الحسنى المقيدة (الصادق في خبره)، قال تعالى: (وَعَلَى الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا كُلَّ ذِي ظُفُرٍ وَمِنَ الْبَقَرِ وَالْغَنَمِ حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ شُحُومَهُمَا إِلَّا مَا حَمَلَتْ ظُهُورُهُمَا أَوِ الْحَوَايَا أَوْ مَا اخْتَلَطَ بِعَظْمٍ ذَلِكَ جَزَيْنَاهُمْ بِبَغْيِهِمْ وَإِنَّا لَصَادِقُونَ) (الأنعام/146).

    [2] قلت: لم يصح منها الا المعطي من قوله صلى الله عليه وسلم: (والله المعطي، وأنا القاسم)، رواه الشيخان.

    [3] قلت: في الاصل (الضار والنافع، والخافض)، فاقتضى التنبيه.

    [4] بيان تلبيس الجهمية في تأسيس بدعهم الكلامية/ شيخ الاسلام تقي الدين أبو العباس أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام بن عبد الله بن أبي القاسم بن محمد ابن تيمية الحراني الحنبلي الدمشقي (المتوفى728هـ)، تحقيق مجموعة من المحققين، الناشر مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف، الطبعة الأولى، 1426هـ ، 3/298-302.

    [5] انظر غير مأمور: التنبيهات اللطيفة فيما احتوت عليه الواسطية من المباحث المنيفة/ الشيخ أبو عبد الله، عبد الرحمن بن ناصر بن عبد الله بن ناصر بن حمد آل سعدي (المتوفى1376هـ) الناشر دار طيبة، الرياض، الطبعة الأولى، 1414هـ، ص 48.

    [6] رواه الإمام مسلم في كتاب الحج/ بَاب مَا يَقُولُ إِذَا رَكِبَ إِلَى سَفَرِ الْحَجِّ وَغَيْرِهِ/الحديث/ 1342.

    [7] بدائع الفوائد/ العلامة محمد بن أبي بكر بن أيوب بن سعد شمس الدين ابن قيم الجوزية (المتوفى751هـ)، تحقيق علي بن محمد العمران، دار عالم الفوائد، مكة المكرمة، الطبعة الأولى، 1425ھ، 1/ 284. وأنظر غير مأمور: أسماء الله وصفاته/ الدكتور عمر سليمان الأشقر، دار النفائس، الأردن، الطبعة السادسة، 1424ﻫ - 2003م، ص 123 – 124.

    [8] رواه الإمام مسلم في صحيحه/ 48 - كتاب الذِّكْرِ وَالدُّعَاءِ وَالتَّوْبَةِ وَالِاسْتِغْفَا رِ/ بَابُ الْعَزْمِ بِالدُّعَاءِ وَلَا يَقُلْ إِنْ شِئْتَ/ 6909.

    [9] رواه الإمام مسلم في كتاب الحج/ بَاب مَا يَقُولُ إِذَا رَكِبَ إِلَى سَفَرِ الْحَجِّ وَغَيْرِهِ/الحديث/ 1342.

    [10] انظر غير مأمور: مختصر الأسئلة والأجوبة الأصولية على العقيدة الواسطية، أبو محمد عبد العزيز بن محمد بن عبد الرحمن بن عبد المحسن السلمان (المتوفى 1422هـ)، الطبعة الثانية عشر، 1418 هـ - 1997 م، ص 63-64، وأسماء الله وصفاته/ الدكتور عمر سليمان الأشقر، دار النفائس، الأردن، الطبعة السادسة، 1424ﻫ - 2003م، ص 121 – 122.

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Jan 2011
    الدولة
    العراق
    المشاركات
    47

    افتراضي

    والامر الاخر يجب معرفة:

    الخبر: هو ما يخبر به عن الله تعالى؛ وهو غير الصفة؛ أي: ليس وصفا قائما بالذات، وإنما هو راجع للذات نفسها.
    ويخبر عن الله تعالى بألفاظ تدل على معنى صحيح، وبمضامين ما تحمله الأسماء والصفات (التوقيفية) من معاني، ولا يوصف الله عز وجل بهذه المضامين فضلاً من أن يُسمى عز وجل بها.
    والإخبار أوسع من باب الأسماء والصفات والأفعال، لان الإخبار باب مستفاد من اللوازم، لوازم كلام الله تعالى وكلام رسوله صلى الله عليه واله وسلم، إن صح أنه لازم (أي إن دلت عليه النصوص دلالة صحيحة بدلالة اللزوم).
    و(الإخبار عن الله عز وجل بالمعنى الصحيح فإنه جائز لا شيء فيه، ومن هنا جاء جواز ترجمة معاني صفات الله عز وجل بلغات أخرى، فإنه عندما يوجد مسلم حديث عهد بإسلام مثلاً لا يعرف اللغة العربية، ونريد أن نخبره عن الله عز وجل فيجوز أن تترجم له معانيها، ولا يعني هذا أن الكلمات الإنجليزية أو أي لغة أخرى هي في لفظها صفات لله عز وجل، وإنما معناها صحيح وثابت عن الله عز وجل، وحينئذٍ يجوز الإخبار عن الله عز وجل بكل معنىً صحيح.[1]). [2]


    [1] قلت: أي بمعنى صحيح لم ينفَ في الكتاب والسنة وثبت جنسه في الكتاب والسنة.

    [2] شرح العقيدة الواسطية/ الشيخ عبد الرحيم بن صمايل العلياني السلمي، دروس صوتية قام بتفريغها موقع الشبكة الإسلامية، http://www.islamweb.net الدرس/20.

    ============================== ============================== =========================


    والإخبار نوعان:

    1/ الإخبار الثابت في الكتاب والسنة كـ (الشيء) و(الصانع) ونحوها.
    2/ الإخبار بمعنى صحيح لم ينفَ في الكتاب والسنة وثبت جنسه في الكتاب والسنة، فإنه لا بأس أن يخبر به عن الله تعالى، كلفظ (الأعز) فقد دل عليه اسم الله تعالى (العزيز)، قال تعالى: (وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ)(الحش ر/24) ودل عليه صفة (العزة) لله تعالى، قال تعالى: (فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا)(النساء/139) ودل عليه فعل الله تعالى: (وَتُعِزُّ مَن تَشَاء)(آل عمران/26).
    ولفظ (الستار) دل عليه اسم الله تعالى (الستير)، ودل عليه صفة (الستر) لله تعالى، فعن يعلى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى رجلا يغتسل بالبراز، فصعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه، وقال: (إن الله عز وجل حليم حيي ستير يحب الحياء والستر فإذا اغتسل أحدكم فليستتر)[1]، ودل عليه فعل الله تعالى (ستر)، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (مَنْ سَتَرَ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ سَتَرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمَنْ فرَّج عَنْ مُسْلِمٍ كُرْبَةً فَرَّجَ اللَّهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَاللَّهُ فِي عَوْنِ الْعَبْدِ مَا كَانَ الْعَبْدُ فِي عَوْنِ أخيه)[2].
    ويصح الإخبار بأن الله تعالى: (قَديمٌ بلا ابتدَاء)، لأنه مشتمل على معنى صحيح. أي أنه تعالى: لم يسبقه شيء، وذلك معنى اسمه تعالى (الأول)، وقد ورد على سبيل الإطلاق في الكتاب والسنة، قال الله تعالى: (هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ)(الحديد/3). وروى مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ قال: (اللهم أنت الأول فليس قبلك شيء، وأنت الآخر فليس بعدك شيء، وأنت الظاهر فليس فوقك شيء، وأنت الباطن فليس دونك شيء أقض عنا الدين وأغننا من الفقر).


    [1] قال الشيخ الالباني في الثمر المستطاب في فقه السنة والكتاب، الناشر غراس للنشر والتوزيع، الطبعة الأولى، 1422 هـ، ص29: (النسائي/70) من طريق زهير: ثنا عبد الملك عن عطاء عن يعلى. وهذا سند جيد، ورواه (الامام احمد في المسند/ 4/ 224) و (النسائي) في رواية مختصرا بلفظ: (إن الله عز وجل حيي ستير فإذا أراد أحدكم أن يغتسل فليتوار بشيء)، ورواه أبو داود (2/ 170) باللفظين وقال: الأول أتم.

    [2] رواه ابن حبان في صحيحه وصححه الشيخ الألباني في التعليقات الحسان/535.


    ============================== ==========================

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Jan 2011
    الدولة
    العراق
    المشاركات
    47

    افتراضي

    ومما تقدم يتبين ان علماء السلف اذا ذكروا اسما لم يرد في الكتاب والسنة فهو من باب الاخبار
    او هو اسم مقيد لم يذكر تقيده
    والله اعلم

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Jan 2011
    الدولة
    العراق
    المشاركات
    47

    افتراضي

    الخبر أوسع من الصفة فيما يتعلق بالله عز وجل، والإخبار عنه على درجات: أخصها الأسماء، فالأسماء توقيفية، ثم بعد ذلك الصفات، والصفات كذلك توقيفية، لكنها أوسع من الأسماء؛ ذلك أن الأسماء يشتق منها صفات، وهناك صفات أخرى أوسع من الأسماء، فالصفات أكثر من الأسماء، ثم الأفعال، فأفعال الله عز وجل منها ما هو متعلق بأسمائه، ومنها ما هو متعلق بصفاته، ومنها ما هو أفعال لا نجزم بأنها يمكن أن تطلق على الله صفات مستقلة، والإخبار أوسع من هذا كله، فالخبر هو الإخبار عن ذات الله وأسمائه وصفاته وأفعاله

    الكتاب: شرح الطحاوية
    المؤلف: ناصر بن عبد الكريم العلي العقل
    مصدر الكتاب: دروس صوتية قام بتفريغها موقع الشبكة الإسلامية
    http://www.islamweb.net
    الدرس/77
    ============================== ============================
    ذكر ما يطلق على الله تعالى من الأسماء والصفات والأخبار
    الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين.
    وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له الملك الحق المبين، وأشهد أن نبينا محمد إمام المتقين وقائد الغر المحجلين.
    اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علماً إنك أنت العلي الحكيم.
    قبل أن نبدأ في دراسة القاعدة الثانية لابد أن نذكر ما يطلق على الله سبحانه وتعالى.
    فما يطلق على الله عز وجل ثلاثة أمور: الأول: الاسم.
    الثاني: الصفة.
    الثالث: الخبر.
    وبين هذه الثلاثة الأمور فروق يمكن أن نذكر شيئاً منها.
    أما الاسم: فهو ما يدل على ذات الله سبحانه وتعالى مع دلالته على صفة الكمال، وكل ما دل على ذات الله سبحانه وتعالى ودل على صفة كمال فهو اسم الله سبحانه وتعالى.
    وأما الصفة: فإنها التي تدل على معنى يقوم بذات الله سبحانه وتعالى، ومن هنا نلاحظ أن الاسم يدل على أمرين، والصفة تدل على أمر واحد.
    فالأمران الأولان اللذان يدل عليهما الاسم: دلالته على الذات ودلالته على صفة يحملها هذا الاسم، وأما الصفة فإنها تدل على أمر واحد وهو مجرد الوصف، هذا من جهة.
    ومن جهة أخرى فإن الاسم هو الذي يعبَّد له، فيقال في الرحمن عبد الرحمن، ويقال في العزيز عبد العزيز، ويقال في الكريم عبد الكريم، لكن الصفة لا يعبد لها، فلا يقال في الرحمة مثلاً: عبد الرحمة، ولا يقال: عبد المُلك، وعبد العزة.
    ومن جهة أخرى، فالاسم هو العلم في اللغة، والصفة هي المصدر، فمثلاً العزيز علم، وأما العزة فهي المصدر.
    وأسماء الله سبحانه وتعالى هي الأعلام التي تدل على ذات الله عز وجل وتتضمن الصفات، فالعزيز والحليم والرحيم تتضمن العزة والحلم والرحمة وهكذا فكل اسم من أسماء الله يتضمن صفة من صفاته.
    وأما الخبر فهو ما يطلق على الله عز وجل بغير توقف، كأن يقال: إن الله سبحانه وتعالى واجب الوجود مثلاً، أو إن الله سبحانه وتعالى قديم أزلي، وهذه الألفاظ لم ترد في السنة ولم ترد في القرآن، لكن يصح إطلاقها على الله عز وجل من باب الخبر، ومن هذا الباب يصح ترجمة معاني أسماء الله في أي من الألفاظ السابقة وغيرها، وأهم شيء ألا يدل هذا اللفظ على نقص أو ذم، وإنما يدل على معنى حسن أو على أقل تقدير لا يجوز على معنى سيئ، فيقال مثلاً: الله عز وجل شيء موجود، ويمكن أن يقال: واجب الوجود، وقد ذكر أهل العلم في ضمن ردودهم على الفرق الضالة ذكر بعض الأمور التي أضافوها إلى الله سبحانه وتعالى ولم يرد فيها نص من القرآن أو السنة، لكنهم لم يدرجوها على أنها أسماء من أسماء الله أو على أنها صفات من صفاته، وإنما أضافوها على سبيل الخبر والحكاية، ولهذا هناك قاعدة، وهي أن باب الخبر واسع، وباب الصفات أضيق منه، وباب الأسماء أضيق من باب الصفات.
    ومن جملة الفروق بين الأسماء والصفات من جهة وبين الخبر من جهة أخرى، هو أن الأسماء والصفات توقيفية، يعني: مبنية على النص من القرآن ومن السنة، بينما الخبر ليس مبيناً على النص، لكنه مبني على المعنى الصحيح الثابت لله سبحانه وتعالى، هذا من جهة.
    ومن جهة أخرى فإن الاسم يدعى به؛ فيقال: يا عزيز يا كريم، لكن ما يخبر به عن الله لا يدعى به، فلا يقال: يا واجب الوجود مثلاً.
    كما أن الأسماء والصفات جميعاً قد بلغت الغاية في الحسن، بينما الأخبار لا يشترط أن تكون حسنة بمعنى: لا يشترط أن تكون أحسن ما يكون من الألفاظ، وإنما أهم شيء أن تدل على المعنى بغير تضمن للنقص وللإساءة، وإنما تدل على المعنى الصحيح، مثل الموجود فيصح أن يحكى عن الله عز وجل بأنه موجود، بينما كلمة موجود لا تتضمن مدحاً ولا تتضمن معنى حسناً، لكن يصح أن يخبر عن الله عز وجل بها، ولهذا قد يستغرب بعض طلاب العلم عندما يقرأ كلاماً -مثلاً- لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله يقول فيه إن الله عز وجل واجب الوجود وإنه قديم أزلي، ويحكي عنه بألفاظ لم ترد في الكتاب والسنة.
    وذلك أن باب الأخبار واسع وأهم شيء هو أن يكون المعنى صحيحاً، وفيها ترجمة لأسماء الله سبحانه وتعالى، ويصح ترجمة أسماء الله لغير العرب وتقريب معانيها إلى أفهامهم بألفاظ ليست واردة في القرآن وليست واردة في السنة مادامت دلت على معنى صحيح.

    الكتاب: شرح القواعد المثلى
    المؤلف: عبد الرحيم بن صمايل العلياني السلمي
    مصدر الكتاب: دروس صوتية قام بتفريغها موقع الشبكة الإسلامية
    http://www.islamweb.net
    الدرس/2

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    3,205

    افتراضي

    بارك الله فيكم على هذه النقول الطيبة

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    3,205

    افتراضي رد: هل ( النور ) من الأسماء الحسنى ؟

    ما توجيهكم للكلام التالي بعد نفي العلماء لإطلاق اسم النور على ربنا تبارك وتعالى؟
    "وقال الإقليشي: وتسمية الله سبحانه وتعالى بهذا صحيح في الشرع والنظر أما الشرع فقوله سبحانه وتعالى اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ [النور 35] فإن احتج محتج وقال أراد منير السموات والأرض أو هادي أهل السموات والأرض وأبى من تسمية الله نوراً احتججنا عليه بالحديث الذي خرَّجه مسلم في صحيحه عن أبي ذر أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم هل رأيت ربك فقال (نور أنَّى أراه) وحديث ابن عباس المخرج في مصنف الترمذي إذ قال رأى محمد ربه قيل له أليس يقول لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ قال ويحك ذاك إذا تجلى بنوره الذي هو نوره فهذان الحديثان يصرحان بتسمية الله تعالى نوراً"
    بيان تلبيس الجهمية في تأسيس بدعهم الكلامية (5/ 505)

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •