طريق أبي هريرة رضي الله عنه:
أخرجه ابن عبد البر في جامع بيان العلم وفضله قال:
وحدثني خلف بن القاسم، قال: حدثني ابن السكن، ثنا أحمد بن محمد بن هارون الربعي بالبصرة، قال: حدثني صهيب بن محمد بن عباد، قال: حدثنا بشر بن إبراهيم، قال: حدثنا خليفة بن سليمان، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله, صلى الله عليه وآله وسلم: "العلم خير من العبادة، وملاك الدين الورع".
قلت :الحديث متروك.
فيه بشر بن إبراهيم، قال ابن عدي: هو عندي ممن يضع الحديث على الثقات.
طريق ابن عباس رضي الله عنه:
أخرجه ابن عبد البر في جامع بيان العلم وفضله، والقضاعي في مسند الشهاب والطبراني في الكبير كلهم من طرق عن:
علي بن عبد العزيز، قال: نا معلى بن مهدي، قال: أخبرنا سوار بن مصعب، عن ليث، عن طاوس، عن ابن عباس، قال: قال رسول الله, صلى الله عليه وآله وسلم: "فضل العلم أفضل من العبادة، وملاك الدين الورع".
قلت : الحديث متروك.
مداره على سوار بن مصعب الهمداني، قال البخاري في التاريخ الكبير: منكر الحديث، وقال أحمد ويحيى والنسائي والدارقطني: متروك الحديث.
طريق ثوبان رضي الله عنه:
أخرجه ابن عساكر في الأربعين البلدانية فقال:
أَخْبَرَنَا الشَّرِيفُ أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ حَفْصِ بْنِ بَكْرِ بْنِ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ الْقُرَشِيُّ الْعَدَوِيُّ الْعُمَرِيُّ الْهَرَوِيُّ الْوَاعِظُ بِأَزْجَاهِ وَكَانَ قَاطِنًا بِهَا بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ ، أنبا أَبُو سَهْلٍ نَجِيبُ بْنُ مَيْمُونِ بْنِ عَلِيٍّ الْوَاسِطِيُّ ثُمَّ الْهَرَوِيُّ بِهَرَاةَ ، أنبا أَبُو مُحَمَّدٍ حَاجِبُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يَرْحَمَ بْنِ سُفْيَانَ الطُّوسِيُّ بِهَا ، ثنا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ مُنِيبٍ الْمَرْوَزِيُّ ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ رُسْتُمَ ، ثنا نُوحُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ ، عَنْ ثَوْبَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " فَضْلُ الْعِلْمِ أَفْضَلُ مِنْ فَضْلِ الْعِبَادَةِ ، وَخَيْرُ دِينِكُمُ الْوَرَعُ "
قلت: فيه نوح بن أبي مريم، قال أحمد يروي مناكير وقال يحيى ليس بشيء ولا يكتب حديثه وقال ابن حماد يروي مناكير وقال ابن حماد ومسلم بن الحجاج والرازي والدراقطني متروك وقال ابن حبان كان يقلب الأسانيد ويروي عن الثقات ما ليس من أحاديث الأثبات لا يجوز الاحتجاج به بحال.
فالحديث ضعيف جدا.
طريق الحسن وابن سيرين:
أخرجه هناد في الزهد مرسلا فقال:
حدثنا ابن فضيل عن أبان عن الحسن وابن سيرين قالا قال رسول الله فضل العلم خير من فضل العبادة وخير دينكم الورع.
الحديث ضعيف.
الحسن البصري ومحمد بن سيرين لم يدركا النبي صلى الله عليه وسلم.
طريق أبي قلابة:
أخرجه أبو مسهر في نسخته فقال:
حدثنا أبو نوفل ثنا الأعمش عن أبي قلابة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فضل العلم كفضل العبادة وخير دينكم الورع.
قلت: الحديث ضعيف للانقطاع بين أبي قلابة والنبي صلى الله عليه وسلم.
طريق عمرو بن قيس الملائي:
أخرجه وكيع في الزهد وعنه ابن أبي شيبة في مصنفه فقال:
حدثنا سفيان عن عمرو بن قيس الملائي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « فضل العلم خير من فضل العبادة ، وملاك دينكم الورع.
قلت: حديث ضعيف.
عمرو بن قيس (ت 146) لم يدرك النبي صلى الله عليه وسلم.
فتبيّن لك بهذا أخي القارئ أنه لا يصح شيء من هذه الطرق مرفوعا وأن ضعفها شديد فلا تصلح للتقوية.
وقد جاء الحديث أيضا من طرق موقوفا على مطرف بن عبد الله بن الشخير وإليكها أخي:
طريق قتادة عن مطرف:
أخرجه أحمد في الزهد ومن طريقه البيهقي في المدخل قال:
حدثنا روح حدثنا سعيد عن قتادة قال كان مطرف يقول فضل العلم احب الى الله من فضل العبادة وخير دينكم الورع.
وقد تابع حماد سعيدا عند البيهقي في الشعب فقال:
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا محمد بن عبيد الله المنادي ثنا يونس بن محمد ثنا حماد عن قتادة به.
وتابع عبد الأعلى بن حماد يونس بن محمد عند الفريابي في الفوائد فقال:
حدثنا عبد الأعلى بن حماد ، حدثنا حماد بن سلمة به.
قلت: ومدار هذه الطرق على قتادة وهو مدلس وقد عنعن فالحديث ضعيف.
طريق الأعمش عن مطرف:
أخرجه أبو خيثمة وزهير بن حرب في كتاب العلم فقالا:
ثنا جرير عن الأعمش قال بلغني عن مطرف بن عبد الله بن الشخير : أنه قال فَضْلُ الْعِلْمِ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ فَضْلِ الْعِبَادَةِ ، وَخَيْرُ دِينِكِمُ الْوَرَعُ.
قلت: الحديث ضعيف للانقطاع بين الأعمش ومطرف.
طريق حميد بن هلال عن مطرف:
وجاء أيضا عند ابن عبد البر في التمهيد قال:
76- حدثنا عبد الله بن محمد، نا الحسن بن محمد بن عثمان، نا يعقوب بن سفيان نا الحجاج –وهو بن منهال- نا جرير بن حازم، قال: سمعت حميد بن هلال، قال: سمعت مطرفًا يقول: فضل العلم خير من فضل العمل، وخير دينكم الورع.
قال: ورواه قتادة وغيلان بن جرير عن مطرف مثله بمعناه.
قلت وقد تابع عبد الله بن المبارك الحجاج بن منهال فقد أخرج ابن عساكر في التاريخ قال:
أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّد بْن طاوس ، أنا أَبُو الْقَاسِم بْن أَبِي العلاء ، أنا أَبُو مُحَمَّد بْن أَبِي نصر ، أنا خيثمة بْن سُلَيْمَانَ ، نا أَحْمَد بْن مُحَمَّدِ بْنِ ملاعب ، نا مُحَمَّد بْن بكر ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْن المبارك ، نا جرير بْن حازم به.
قلت: هذا إسناد صحيح إلى مطرف.
فيكون الحديث صحيحا موقوف على مطرف بن عبد الله بن الشخير أي أنه من كلامه لا من كلام النبي صلى الله عليه وسلم، كما بيّنه البيهقي في "المدخل" حيث قال: هذا الحديث يروى مرفوعاً بأسانيد ضعيفة وهو صحيح من قول مطرف بن عبد الله بن الشخير، وكما بيّنه أيضا الدارقطني في العلل عقب كلامه على حديث سعد رضي الله عنه حيث قال: وليس يثبت من هذه الأسانيد شيء، وإنما يروى هذا عن مطرف بن عبد الله بن الشخير من قوله.
فتنبه لهذا يا عبد الله كي لا تنسب إلى النبي صلى الله عليه وسلم ما لم يقل فيكون لك نصيب من قوله صلى الله عليه وسلم "من تقول عليّ ما لم أقل فليتبوأ مقعده من النار".
والله أعلم. |