الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قال تعالى " وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى "

هذا مدح لمن منع نفسه وحبسها عن تحثث الخطى خلف الهوى ؛ لأن غالب الهوى يكون ضد الإنسان فالهوى من الأعداء
ولقد أمر الله تعالى نبيه داود بألا يتبعه فقال " ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله "
فاتباع الهوى ضلال أو طريق الضلال .
فقال: أفرأيت من اتخذ إلهه هواه وأضله الله على علم ."
واتباع الهوى بعد الضلال يختم على القلوب
" أولئك الذين طبع الله على قلوبهم واتبعوا أهواءهم "

فمتبع الهوى مزين له سوء عمله يرى السوء حسنا ، يحدث له غبش فليس بالسوي "
أفمن كان على بينة من ربه كمن زين له سوء عمله واتبعوا أهواءهم "
وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا
فما ذكر الهوى إلا مذموما حتى معناه في اللغة يسقط من التصق به واتبعه " والنجم إذا هوى "
ومع المحبين ذلة للمحبوب يهواها ( يبكي على الفراق ويبكي عند اللقاء )
قال ابن عباس : ما ذكر الهوى في كتابه إلا ذمه وحذر الله تعالى نبيه فقال " ولا تتبع أهواء الذين لا يعلمون " .
فالداعية أحيانا تستهويه نفسه عندما يؤمّر أو يؤمر ، أو في حلقة التعليم يحدث الناس فيذل لسانه فيأتي من يصلح له الخطأ فيتبع هواه وينسى مهمته الأساسية وهي تربية نفسه والناس .
واتباع الهوى يجعل النفس دائما مغرورة لا تقبل نصيحة ، يشتعل جسده بالحرارة وتحمر أذنه و أنفه وثقل صدره كأن عليه جبل ولا يتحمل بنت شفاة من أحد .
اعلم أنك لو سكت وأجبت بموافقة المخالف واستمعته وابتسمت أرحت جسدك من أمراض كثيرة.
وكنت على طريق الحق.
في هذه اللحظة أمسكت سوطا وأدبت نفسك الغرورة .
أخي الداعية : أحيانا تستهوينا آراء الناس وآراء الغير وندافع عنها لأن هوانا معها وننسى ان الحق حتى ولو مع مخالفي فاتباعه انتصار .
ذات مرة أقلقني حديث في البخاري حديث سحر لبيد بن الأعصم لنبينا صلى الله عليه وسلم ، ولم يشف غليلي .
وخاصة وأنت في الدعوة تسأل كثيرا ، حتى وجدت ردا للشيخ التيجاني أو ( الغماري رحمهم الله تعالى لا أذكر لأن الموضوع معي له أكثر من عشر سنين)مع أنني قلما أقرأ له ولكن قلت في نفسي أرى ماذا كتب ؟ فوالله لقد شفى غليلي وأبرا علتي قال كلاما بسيطا جدا ، هو أن النبي صلى الله عليه وسلم كما ذكر في الحديث أنه يأتي نساءه ولا يأتيهم بالمعنى المصري الدارج عندما يكون الشاب في بداية زواجه ولا يات أهله يقولون مربوط ( مسحور لا يأت نسائه ) فهنا الربط لا يؤثر على عقله بل على العملية الجنسية فقط .
وهذا ينزه الوحي والعقل لمن يتحجج بذلك .

انظر لو كنت اتبعت هواي كما هي صفتي دائما ما استفدت ولا رأيت طريقة للدفاع عن سنة الحبيب فإياك ان تتبع هواك في حب أشخاص وآرائهم ولا ترى عيوبهم وإياك أن ترى عيوب ناس ولا ترى محاسنهم
فالحكمة ضالة المؤمن
وإياك أن تتبع هواك
وصل اللهم على محمد وآله
وآخر دعوانا الحمد لله رب العالمين