السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته ،

هذا كلام أعجبني فأردت أن أنقله لكم من كتاب الإمام زروق المسمى : النصيحة الكافية ،

والمحارم النظرية( ) كثيرة:
منها النظر إلى المرأة والصبي الأمرد بشهوة نفس.
ومنها النظر في كتاب الرجل بغير إذنه.
ومنها التطلع إلى ما ستر عنك من حاجة أو غيرها.
ومنها إجالة النظر فيما أُذن لك في دخوله من بيتٍ ونحوه بغير إذن.
ومنها التطلع إلى عورة أحد.
ومنها النظر إلى الفخذين إلا أن أمرهما خفيف.
ومنها النظر إلى عورة نفسه من غير ضرورة، وفي كراهته وحرمته قولان حكاهما ابن القطان في "أحكام النظر"؛ ويقال إن فاعلهما يبتلى بالزنا ونحوه، وقد جرّب فصح.
ومنها النظر إلى الجبابرة بعين التعظيم والرضا بأحوالهم، وإتباعهم النظر تعظيماً.
ومنها النظر بعين الاحتقار لأحد من الخلق، وكيف تحقر من لا تقطع بأنك خير منه.
ومنها النطر بالشِّزر لغير متكبر ولا ظالمٍ لقصد زجره.
ومنها النظر للضعفاء والمؤمنين بعين السخرية والاستهزاء.
ومنها الغمز وهو كسر مؤخر العين إشارة للاحتقار أو إيقاع فعلٍ أو اشتغال بشيء.
ومنها النظر فيما لا يحل كتبته ولا نقله لقصد ذلك.
ويكره نظر أحد الزوجين لفرج صاحبه لأنه يؤذي البصر ويُذهب الحياء، فإنه قد يرى ما يكره فيؤدي ذلك إلى البغضاء والتشاحن؛ وقد قالت عائشة رضي الله عنها: "ما رأيت ذلك من رسول الله ? ولا رأى مني وإن كنا لنغتسل من إناء واحد تختلف أيدينا فيه".
وسئل سفيان الثوري ? عن النظر إلى أبواب أهل الدنيا المزخرفة فقال: "إنما صنعوها لينظر إليها ولو لم ينظر إليها لما صنعوها".
وقال بعض السلف: اللوطيون ثلاثةٌ، قومٌ بالفعل، وقومٌ بالنظر، وقومٌ بالمصافحة، وفي رواية بالمعانقة.
وقال عليه الصلاة والسلام: "من نظر في كتاب أخيه بغير إذنه فكأنما نظر في جمر جهنم". وقال أيضاً: "إنما جعل الإذن( ) من أجل البصر". وجاء في تفسير قوله تعالى? يعلم خائنة الأعين? هو الرجل يكون بين القوم فتجوز عليه المرأة فيسرقها النظر.
وفي قوله تعالى ?قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم? الآية المذكورة فهو أمرٌ وتعليمٌ وتهديدٌ.
ولا يجوز الخلوة بالمرد الجميل وإن أمنت فتنته قاله الشافعي ? ولا بالمرأة الأجنبية بوجه ولا بحال، فإن النساء حبائل الشيطان، والعين سبب الختل( ) وهو قوس إبليس [الذي] إذا ضرب لم يخطئ.
ثم الأمر كما قال بعض الشعراء وأحسن في قوله فقال:
رأيت الذي لا كُلَّه أنت قــــادر # عليه ولا عن بعضه أنت صابر
زإنَّك إذا أرسلت طرفَــكَ زائـراً # لقلبك يومــاً اتبعتك المناظـرُ
وقال بعضهم في هذا المعنى أيضاً:
كل الحوادث مبدؤها من النظر # ومعظم النار من مستصغر الشرر
كم نظرةٍ فعلت في قلب صاحبها # فعل السهام بلا قوس ولا وتر
والمرء ما دام ذا عين يقلبها # في أوجه الناس موقوف على الخطر
يسرُّ مقلتَهُ ما ضر مهجته # لا مرحباً بسرور جاء بالضرر
وما خفظ أحد بصره إلا حفظ الله تعالى قلبه.
ومن أعظم الآفات صحبة الأحداث وتتبع الرخص والتأويلات؛ وقال بعضهم: من غض بصره فتح الله تعالى بصيرته وأطلعه على خفايا سريرته.
ولا يجوز لذي مروءة كشف عورته ولا رأسه ولا نشيه حافياً إلا أن يكون ذلك عادة في بلادٍ لا يقبح عليه فعل ذلك. ولا يجوز كشف الكتفين ونحوهما مطلقاً إلا من ضرورة.
ويجوز للطبيب والشاهد نظر وجه المرأة وما لابد له في ذلك منه من عورة ونحوها بقدر الضرورة لا ما وراء ذلك؛ كما يجوز للخاطب نظر الوجه ونحوه.
وأحكام النظر كثيرة عليها تأليف عظيم لابن القطان نحو خمسة عشر كراساً فليطالعه من أراد استيفاء أحكامه