جزاك الله خيراً
جزاك الله خيراً
بارك الله فيك
كل عام وانتم بخير بمناسبة عيد الفطر
الإنسان كما وصفه به خالقه “ظلومٌ جهول” فلا ينبغي أن يجعل المعيار على ما يضرّه وينفعه: ميله وحبّه ونفرته وبغضه, بل المعيار على ذلك, ما اختاره الله بأمره ونهيه من كلام العلامة ابن القبم
قال فى كتابه المتحف الرائع طريق الهجرتين
وفقر العالم إلى الله سبحانه أمر ذاتي لا يعلل فهو فقير بذاته إلى ربه الغني بذاته ثم يستدل بإمكانه وحدوثه وغير ذلك من الأدلة على هذا الفقر والمقصود أنه سبحانه أخبر عن حقيقة العباد وذواتهم بأنها فقيرة إليه سبحانه كما أخبر عن ذاته المقدسة وحقيقته أنه غني حميد فالفقر المطلق من كل وجه ثابت لذواتهم وحقائقهم من حيث هي والغنى المطلق من كل وجه ثابت لذاته تعالى وحقيقته من حيث هي فيستحيل أن يكون العبد إلا فقيرا ويستحيل أن يكون الرب سبحانه إلا غنيا كما أنه يستحيل أن يكون العبد إلا عبدا والرب إلا ربا
إذا عرف هذا فالفقر فقران فقر اضطراري وهو فقر عام لا خروج لبر ولا فاجر عنه وهذا الفقر لا يقتضي مدحا ولا ذما ولا ثوابا ولا عقابا بل هو بمنزلة كون المخلوق مخلوقا ومصنوعا
والفقر الثاني فقر اختياري هو نتيجة علمين شريفين أحدهما معرفة العبد بربه والثاني معرفته بنفسه فمتى حصلت له هاتان المعرفتان أنتجتا فقرا هو عين غناه وعنوان فلاحه وسعادته وتفاوت الناس في هذا الفقر بحسب تفاوتهم في هاتين المعرفتين فمن عرف ربه بالغنى المطلق عرف نفسه بالفقر المطلق ومن عرف ربه بالقدرة التامة عرف نفسه بالعجز التام
قال فى طريق الهجرتين
فصل
في أن الله خلق دارين وخص كل دار بأهل
والله سبحانه مع كونه خالق كل شيء فهو موصوف بالرضا والغضب والعطاء والمنع والخفض والرفع والرحمة والانتقام فاقتضت حكمته سبحانه أن خلق دارا لطالبي رضاه العاملين بطاعته المؤثرين لأمره القامين بمحابة وهي الجنة وجعل فيها كل شيء مرضي وملأها من كل محبوب ومرغوب ومشتهى ولذيذ وجعل الخير بحذافيره فيها وجعلها محل كل طيب من الذوات والصفات والأقوال وخلق دارا أخرى لطالبي أسباب غضبه وسخطه المؤثرين لأإراضهم وحظوظهم على مرضاته العاملين بأنواع مخالفته القائمين بما يكره من الأعمال والأقوال الواصفين له بما لا يليق به الجاحدين لما أخبرت به رسله من صفات كماله ونعوت جلاله وهي جهنم وأودعها كل شيء مكروه وسجنها مليء من كل شيء مؤذ ومؤلم وجعل الشر بحذافيره فيها وجعلها محل كل خبيث من الذوات والصفات والأقوال والأعمال فهاتان الداران هما دارا القرار وخلق دارا ثالثة هي كالميناء لهاتين الدارين ومنها يتزود المسافرون إليهما وهي دار الدنيا ثم أخرج إليها من أثمار الدارين بعض ما اقتضته أعمال أربابهما وما يستدل به عليهما حتى كأنهما رأي عين ليصير للإيمان بالدارين وإن كان غيبا وجه شهادة تستأنس به النفوس وتستدل به فأخرج سبحانه إلى هذه الدار من آثار رحمته من الثمار والفواكه والطيبات والملابس الفاخرة والصور
الجميلة وسائر ملاذ النفوس ومشتهياتها ما هو نفحة من نفحات الدار التي جعل ذلك كله فيها على وجه الكمال فإذا رآه المؤمنون ذكرهم بما هناك من الخير والسرور والعيش الرخي كما قيل
فإذا رآك المسلمون تيقنوا ... حور الجنان لدى النعيم الخالد
فشمروا إليه وقالوا اللهم لا عيش إلا عيش الآخرة وأحدثت لهم رؤيته عزمات وهمما وجدا وتشميرا لأن النعيم يذكر بالنعيم والشيء يذكر بجنسه فإذا رأى أحدهم ما يعجبه ويروقه ولا سبيل له إليه قال موعدك الجنة وإنما هي عشية أو ضحاها فوجود تلك المشتهيات والملذوذات في هذه الدار رحمة من الله يسوق بها عباده المؤمنين إلى تلك الدار التي هي أكمل منها وزاد لهم من هذه الدار إليها فهي زاد وعبرة ودليل وأثر من آثار رحمته التي أودعها تلك الدار فالمؤمن يهتز برؤيتها إلى ما أمامه ويثير ساكن عزماته إلى تلك فنفسه ذواقة تواقة إذا ذاقت شيئا منها تاقت إلى ما هو أكمل منه حتى تتوق إلى النعيم المقيم في جوار الرب الكريم وأخرج سبحانه إلى هذه الدار أيضا من آثار غضبه ونقمته من العقوبات والآلام والمحن والمكروهات من الأعيان والصفات ما يستدل بجنسه على ما في دار الشقاء من ذلك مع أن ذلك من آثار النفسين الشتاء والصيف اللذين أذن الله سبحانه بحكمته لجهنم أن تتنفس بهما فاقتضى ذانك النفسان آثارا ظهرت في هذه الدار كانت دليلا عليها وعبرة وقد أشار تعالى إلى هذا المعنى ونبه عليه بقوله في نار الدنيا نحن جعلناها تذكرة ومتاعا للمقوين
تذكرة تذكر بها الآخرة ومنفعة للنازلين بالقواء وهم المسافرون يقال أقوى الرجل إذا نزل بالقي والقوى وهي الأرض الخالية وخص المقوين بالذكر وإن كانت منفعتها عامة للمسافرين
لمقيمين تنبيها لعباده والله أعلم بمراده من كلامه على أنهم كلهم مسافرون وأنهم في هذه الدار على جناح سفر ليسوا هم مقيمين ولا مستوطنين وأنهم عابرو سبيل وأبناء سفر والمقصود أنه سبحانه أشهد في هذه الدار ما أعد لأوليائه وأعدائه في دار القرار وأخرج إلى هذه الدار من آثار رحمته وعقوبته ما هو عبرة ودلالة على ما هناك من خير وشر وجعل هذه العقوبات والآلام والمحن والبلايا سياطا يسوق بها عباده المؤمنين فإذا رأوها حذروا كل الحذر واستدلوا بما رأوه منها وشاهدوه على ما في تلك الدار من المكروهات والعقوبات وكان وجودها في هذه الدار وإشهادهم إياها وامتحانهم باليسير منها رحمة منه بهم وإحسانا إليهم وتذكرة وتنبيها ولما كانت هذه الدار ممزوجا خيرها بشرها وأذاها براحتها ونعيمها بعذابها اقتضت حكمة أحكم الحاكمين أن خلص خيرها من شرها وخصه بدار أخرى هي دار الخيرات المحضة ودار السرور المحضة فكتب على هذه الدار حكم الامتزاج والاختلاط وخلط فيها بين الفريقين وابتلى بعضهم ببعض وجعل بعضهم لبعض فتنة حكمة بالغة بهرت العقول وعزة قاهرة فقام بهذا الاختلاط سوق العبودية كما يحبه ويرضاه ولم تكن تقوم عبوديته التي يحبها ويرضاها إلا على هذا الوجه بل العبد الواحد جمع فيه بين أساب الخير والشر وسلط بعضه على بعض ليستخرج منه ما يحبه من العبودية التي لا تحصل إلا بذلك
فلما حصلت الحكمة المطلوبة من هذا الامتزاج والاختلاط أعقبه بالتمييز والتخليص فميز بينهما بدارين ومحلين وجعل لكل دار ما يناسبها وأسكن فيها من يناسبها وخلق المؤمنين المتقين المخلصين لرحمته وأعداءه الكافرين لنقمته والمخلطين للأمرين فهؤلاء أهل الرحمة وهؤلاء أهل النقمة وهؤلاء أهل النقمة والرحمة وقسم آخر لا يستحقون ثوابا ولا عقابا ورتب على كل قسم من هذه الأقسام الخمسة
وهناك من حديث ابن عباس في الصحيحن "إنكم محشورون إلى الله حفاة عراة غرلا كما بدأنا أول خلق نعيد ؛ ألا وإن أول الخلائق يكسى يوم القيامة إبراهيم ؛ ألا وإنه سيجاء برجال من أمتي فيؤخذ بهم ذات اليمين وذات الشمال فأقول يا رب أصحابي ! فيقال إنك لا تدري ما أحدثوا من بعدك" ؟
فهؤلاء أهل البدعة المحجوبون التوبة ّ أي غير مقبول منهم التوبة ؟ لأنهم يتوبون ولا يتركون بدعتهم ؟ بين إلحاد كالمنافقين من هذه الأمة الباطنية والقرامطة والروافض هؤلاء منافقون ابلإجماع ؟
وأهل الردة ومن على شاكلتهم من المرتدين الذين ينتظرون القصاص وقد ماتوا ولم يقتص منهم ؟ فيوم القيامة يحشرون غرلا ؟ فقط تمييزا.
وأما ورد عن الشيخ مقبلا رحمه الله في أنه يجوز في الصحابة ! أيضا فهي مجاز محتمل قصد الزجر بشدة خطأهم فيما شجر بينهم وهو بعيد الاحتمال ولم يصب الشيخ باختيار الاحتمال هذا كون الصحابة في الجنة كما جاء في الاثار والقرآن صريح.
وهي في رواية بن عباس والحسن بن علي بن أبو طالب ورواة علي بن الهلالي وهؤلاء الثلاثة صحابة.
بن عباس
الحسن السبط بن علي بن أبو طالب
وعلي بن الهلالي
.
فيستقر القول على أنهم المنافقون والمرتدون ببدعتهم وماتوا ولم يقتص منهم ولم تقبل توبتهم.
.
نسئل الله العافية .. (:
جزاكم الله خيرا
وبارك فيك
لعلك قريب الحبيب الشيخ محمد العريفى
قال شيخ الإسلام ابن تيمية
بالصبر واليقين تنال الإمامة في الدين.
اللهم بلغنا رمضان
أمين
اول ذى الحجة تقبل الله
أول رمضان تقبل الله منا ومنكم
جزاك الله خيراً الأستاذ مسلم
وعندي مسألتان
أولهما
نص الحديث بأكمله لأهميته العظمى
أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى قَالَ حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ أَبِي عَاصِمٍ النَّبِيلُ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ أَبِي عَرِيبٍ عَنْ كَثِيرِ بْنِ مُرَّةَ عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ الْأَشْجَعِيِّ قَالَ
خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم وفي يده عصا وأقناءٌ مُعلَّق فِي الْمَسْجِدِ قِنْوٌ مِنها حَشَفٌ فَطَعَنَ بِذَلِكَ الْعَصَا فِي ذَلِكَ القِنْوِ ثُمَّ قَالَ
لَوْ شَاءَ رَبُّ هَذِهِ الصَّدَقَةِ فَتَصَدَقَ بأَطْيَبَ مِنْهَا . إِنَّ صَاحِبَ هَذِهِ الصَّدَقةِ لَيَْأُكل الحَشَفَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ .
ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْنَا فَقَالَ
أَمَا وَاللَّهِ يَا أَهْلَ الْمَدِينَةِ لَتَذَرُنَّها لِلْعَوَافِي . هَلْ تَدْرُونَ مَا الْعَوَافِي .
قُلْنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ قَالَ
الطير والسباع . انتهى .
تعليق الشيخ الألباني في صحيح ابن حبان
حسن ـ صحيح أبي داود .
ثانياً
كنت دائماً وما زلت أقول في أغلب المواضيع والحوارات والجدل على الناس أن يتعلموا الاختصار وهو علم عظيم لا يؤتاه إلا موفق لأن الاختصار في الجملة من أصول الدين لقوله صلى الله عليه وسلم
أوتيت جوامع الكلم . انتهى
أي اختصر لي الكلام اختصاراً
لأن الناس في عجلة في المنتديات وهناك الكثير عليهم أن يقرأوه ويتابعوه .
فرحمة ببعضنا البعض علينا الاختصار مالم يؤدي الاختصار الى خلل .
هذا وبالله التوفيق والله الهادي الى سواء السبيل ،،،
جزاك الله خيرا