ما اختُصَّ به النبيُّ صلى الله عليه وسلم عن غيرهِ
من الأنبياء في الدنُّيا
1- أن الله أخذ العهد والميثاق على جميع الرسل والأنبياء أن يؤمنوا به ويتبعوه إذا ظهر في عهدهم﴿ وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّ هُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُوا أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ ﴾ [آل عمران: 81].
بينت الآية أن الله عز وجل أخذ الميثاق على جميع الأنبياء والمرسلين من لدن آدم عليه السلام إلى عيسى عليه السلام أنه إذا ظهر النبي محمد صلى الله عليه وسلم في عهده أن يؤمن به ويتبعه ولا تمنعه نبوته أن يتابع نبينا محمدًا صلى الله عليه وسلم، وكل نبي أخذ العهد والميثاق على أمته أنه لو بعث محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم أن يتابعوه ولا يتابعوا نبيهم.
قال ابنُ عباس: (ما بعث الله نبيًا إلاَّ أخذ عليه الميثاق: لئن بُعث محمد وهو حيّ ليؤمنن به ولينصرنَّه، وأمره أن يأخذ الميثاق على أمته: لئن بُعت محمد وهم أحياء ليؤمننَّ به ولينصرنَّه).[1]
وعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ أَنَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِعُمَرَ: (وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ أَنَّ مُوسَى كَانَ حَيًّا، مَا وَسِعَهُ إِلَّا أَنْ يَتَّبِعَنِي).[2]
قال ابن كثير: (فالرسول محمد خاتم الأنبياء صلوات الله وسلامه عليه دائمًا إلى يوم الدين هو الإمام الأعظم الذي لو وجد في أي عصر وجد لكان هو الواجب طاعته المقدم على الأنبياء كلهم، ولهذا كان إمامهم ليلة الإسراء لما اجتمعوا ببيت المقدس).[3]
[1] تفسير الطبري 3/ 330- 331 .
[2]
أحمد 15156، وابن أبي شيبة في مصنفه 6/ 228، قال الحافظ ابن حجر في الفتح رجاله موثقون إلا أن مجالدًا ضعيف، وحسنه الألباني في الإرواء بشواهده 6/ 34.
[3] تفسير ابن كثير 2/ 68.
رابط الموضوع: http://www.alukah.net/spotlight/0/89646/#ixzz3hKCkUPpG
يتبع إن شاء الله