من رَحِم الكُربة أتحدّث ؛؛؛ فلتعلم أنّي شريكك في الوجع ، وقسيمك في الأنين ...
عند الضوائق يعتلج في كُل قلبٍ صوت اليقين مع فحيح الإحباط ،وجبران التوكل مع كسر العجز ، وشعور الرضا مع شؤم التسخط
لكن حين تتذكر أن العليم بذات الصدور أعلم منك بما في صدرك من الألم...
وأنّ الذي خلق الدموع في عينيك يراها وهي تسحّ منك على الخدّين...
وأنّ الذي يراك حين تقوم وتقلُّبك في الساجدين يراك أيضاً وأنت تتألّم ، ويعلم تقلُّبك في المتوجعين ...
وأنّ الذي وسِعَ سمعه الأصوات يسمع أنينك وتوجُّعك...
وأنّ الذي قدّر عليك هذه الحال يرحمك أكثر من رحمتك أنت لنفسك...
وأنّ الذي كتب على نفسه الرحمة ولم يكتب على نفسه غيرها لا يرضى أن تتألم ليراك تقاسي الألم ، بل يرضى لأن الأمر الذي أنت فيه هو الخير لك ، أفلا ترضى عن حالٍ رضيها هو لك ...
إنني أجزم أنك حين تعلم هذا سيكون لك مع مصارعة أوجاعك شأن آخر.
شريكي الغالي :
هل تثق في علم ربك أم في علمك أنت ؟
..................
هل تثق في حكمته أم في حكمتك أنت ؟
..................
إذن اطمئن ؛ ( إن ربي لطيف لما يشاء إنه هو العليم الحكيم )
وقدَرُكَ هذا ملطوفٌ بِكَ فيه أيضا.
شريكي الغالي :
والله ان في وجعك من اليسر ما خفيَ عليك ولم تَره بعد ، تأمّل كلام الخبير بحالك ( إن مع العسر يسرا ) إنه يقول ( مع ) ( مع )
ووالله أن سعادتك بعد هذا الألم قريبة جداً لكنك لم تدركها إلى الآن ، تأمّل كلام من يعلَم مآلك ( سيجعل الله بعد عسر يسرا ) ألم يأنِ لك أن تطمئن ؟!
شريكي الغالي :
متأكدٌ أنّ هذه الآية مرّت بك مرات ومرات ( إن الله مع الصابرين ) لكن هل سألت عن معيّة الله الخاصة ؟!
إنها هي ذاتها التي تحققّت لمن كانا في الغار ، وهي ذاتها التي أعطت لتلك العصا القوة الضاربة حتى فجّت البحر فجّاً ( فاضرب لهم طريقاً في البحر يبساً لا تخاف دركاً ولا تخشى ) .
شريكي الغالي :
تذكّر دائماً أنّ ربك لم يحرمك لتتألَّم
ولم يجعل فلاناً يخذلك لتتوجّع
لكن لتعلم أنه هو وحده مَن لا تخيب فيه الظنون .
وأخيراً :
هَبْ أن كل ما كنت تتمناه ضاع منك
ألستَ تقرأ ( إن الله يحب المتوكلين ) ؟!
أَوَلا يكفيك هذا الحب ؟!
فرَّج الله عني وعنك ونفّس كربتنا .
محبك : عبداللطيف