تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: تصحيح حديث استجابة الدعاء عند ختم القرآن " من جمع القرآن فإن له عند الله دعوة مستجابة "

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jul 2009
    المشاركات
    454

    افتراضي تصحيح حديث استجابة الدعاء عند ختم القرآن " من جمع القرآن فإن له عند الله دعوة مستجابة "

    بسم الله وبعد :
    فهذا الحديث جزء من مبحث " مشروعية الدعاء والتأمين بعد قراءة القرآن الكريم "
    قال ابن الجزري:
    وادع وأنت موقن الإجابه ... دعوة من يختم مستجابه
    وليعتن بأدب الدّعاء ... ولترفع الأيدي إلى السّماء
    وليمسح الوجه بها والحمد ... مع الصلاة قبله وبعد
    فأما عن الدعاء
    الدليل الأول : حديث جابر وضي الله عنه :
    قال ابن الجزري في النشر (2/452) ومن الأمور المتعلقة بالختم الدعاء عقيب الختم وهو أهمها ، وهو سنة تلقاها الخلف عن السلف ثم قال:
    وأخبرني الشيخ العالم المسند الصالح أبو الثناء محمود بن خلف بن خليفة المنبجي رحمه الله مشافهة منه إلي في سنة سبع وستين وسبعمائة بدمشق عن الإمام الحافظ أبي محمد عبد المؤمن بن خلف الدمياطي أخبرنا أبو الحاج يوسف بن خليل الدمشقي الحافظ أخبرنا أبو سعيد خليل بن أبي الرجاء الداراني أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد الحداد إجازة أخبرنا أبو نعيم أحمد بن عبد الله الحافظ أخبرنا أبو القاسم سليمان بن أحمد الحافظ ( في المعجم الأوسط 6/355) حدثنا محمد بن جعفر الإمام حدثنا زكريا بن يحيى أبو السكين الطائي حدثنا عبد الرحمن بن محمد المحاربي عن مقاتل بن دو أل دوز عن شرحبيل بن سعد عن جابر بن عبد الله قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من قرأ القرآن - أو قال : من جمع القرآن - كانت له عند الله دعوة مستجابة إن شاء الله عجلها له في الدنيا وإن شاء ادخرها له في الآخرة " قال الطبراني : لم يروه عن جابر إلا شرحبيل ، ولا عنه إلا مقاتل بن دو أل دوز تفرد به المحاربي ، ولم يسند عن مقاتل غير هذا الحديث ".
    وهذا حديث رجاله ثقات كما قال ابن الجزري، ابن الإمام ثقة معروف، وزكريا وثقه ابن حبان والخطيب والذهبي وابن الجزري وخرج له البخاري في الصحيح ، وضعّفه الدارقطني وحده بلا حجة.
    وأما مقاتل هذا فقد زعم ابن عدي أنه هو ابن سليمان المتروك ولذلك خرج الحديثَ في ترجمته، وتبعه على ذلك الذهبي وأخيرا بكر أبو زيد في رسالته ، وقد وهموا في ذلك، وإنما هو ابن حيان الثقة :
    فقد قال ابن الجزري بعد أن خرج الحديث وصححه :" مقاتل بن حيان كما قيل فهو ثقة من رجال مسلم، وإن يكن غيره فلا نعرفه، مع أن سائر رجاله ثقات ، والمحاربي من رجال الصحيحين إلا أنه يروي عن المجهولين ".
    قلت: وهو كما قال، فإن مقاتل بن دو هو نفسه مقاتل بن حيان وليس بن سفيان المتهم أصلا، بل هو ذاك الثقة الجليل القدر، ففي التهذيبيْن من ترجمته :" مقاتل بن حيان النبطي أبو بسطام البلخي الخراز مولى بكر بن وائل، وهو ابن دوال دوز ومعناه الخراز، وقيل إن ذلك لقب مقاتل بن سليمان"، فذكروا أن ابن دو هو الثقة وهو ابن حيان ، ولما ذكروا المتروك أوردوه بصيغة التمريض الدالة على ضعف هذا القول :" وقيل .." .
    يؤكد أنه الثقة أنهم ذكروا في الرواة عنه عبد الرحمن المحاربي وهو صاحب هذا الحديث :
    ومما يؤكد أنه هو مقاتل الثقة هذه المتابعة الثانية وهي تامة للمحاربي، تبين إسناد الحديث وتقويه :
    فقد قال الخولاني في تاريخ داريا من ترجمة عبد الرحمن العنسي: حدثنا أبو الوليد هشام بن أحمد بن هشام حدثنا العباس بن الوليد حدثنا محمد بن شعيب أخبرني عبد الرحمن بن سليمان بن أبي الجون العنسي حدثنا مقاتل بن حيان الخراساني عن شرحبيل بن سعد عن جابر بن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من جمع القرآن فإن له عند الله دعوة مستجابة، إن شاء عجلها له في الدنيا، وإن شاء ذخرها له في الآخرة»
    وكذلك خرجه ابن عدي حدثناه علي بن إسحاق بن رداء أخبرنا عباس بن الوليد بن مزيد أخبرنا محمد بن شعيب حدثنا عبد الرحمن بن سليمان بن أبي الحوار العنسي قال: حدثنا مقاتل الخراساني عن شرحبيل بن سعد عن جابر بن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه ".
    وهذا إسناد شامي حسن صحيح ، وعبد الرحمن العنسي وثقه ابن حبان ودحيم، وقال ابن عدي: لا بأس به، وقال أبو حاتم على تشدده : يكتب حديثه ولا يحتج به "،
    فتبين بهذا أن هذا الحديث صحيح بهذا الإسناد وليس فيه ما يمكن الحمل عليه إلا شرحبيل فإنه مختلف في توثيقه :
    فتكلم فيه مالك وابن أبي ذئب وضعفه أبو زرعة والنسائي والدارقطني وابن عدي وابن البرقي ونسبه ابن سعد إلى الاختلاط .
    وأما ابن معين فضعفه في رواية ووثقه في أخرى، ووثقه ابن حبان وابن خزيمة وابن الجزري وابن قطلوبغا، وقال يحيى القطان لابن إسحاق: العجب من رجل يحدث عن أهل الكتاب ويرغب عن شرحبيل وها هنا من يحدث عنه ".
    وصحح له الحاكم في المستدرك وقال (1/486) :" هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه، وقد احتجا بجميع رواته غير شرحبيل وهو تابعي مدني غير متهم".
    ومن تكلم فيه فإنما لسببين: لاختلاطه، ولروايته أحاديث السير عن كل من هب ودب كما حدث للواقدي وابن إسحاق وغيرهم، وهو مذهب ارتأوْه لا يطعن في العدالة :
    فقد قال علي ابن المديني: قلت لسفيان بن عيينة: كان شرحبيل بن سعد يفتي ؟ قال: نعم، ولم يكن أحد أعلم بالمغازي والبدريين منه، فاحتاج، فكأنهم اتهموه ".
    وأما مالك فإنما تكلم فيه بسبب خطئه في حديث الحج كما قال ابن البرقي، ولا يطعن هذا فيه ، بل إن مالكا كان يروي عنه ويكنيه .
    وخلاصة القول فيه ما قاله ابن حجر: صدوق اختلط بأخرة من الثالثة مات سنة ثلاث وعشرين وقد قارب المائة ".
    فبقي النظر: هل روى عنه مقاتل قديما أم آخرا بعد الاختلاط :
    ويعد التأمل في ذلك وجدنا أنه روى عنه قديما لأن مقاتل قد مات قبل الخمسين ومائة ، وأما شرحبيل فقد مات سنة ثَلَاث وَعشْرين وَمِائَة ، فبين وفاتيهما زمن يسير فقط، وهذا يبين أن مقاتل قديم السماع من شرحبيل خاصة وانه كان من المعمرين أيضا، وهذا ما يجعل الحديث حسن ، بل هو صحيح لغيره مع شواهده التالية وبالله التوفيق.

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    11,596

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    11,596

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •