تأملتُ حال بعض البرامج الإعلامية التي تُعرض في رمضان اليوم، فيُؤتى فيها بفنان ممثلا كان أو مسرحيا أو مغنيا أو غير ذلك فيُسمر معه - على الهواء مباشرة- على مائدة الإفطار، أو مائدة السحور، ويكون موضوع الدردشة أو اللقاء الرمضاني رأي الفنان في رمضان في حوار هزيل معرفيا مقوِّماتُه: كيف يُمضي الفنان وقته في رمضان وما هي عادته في هذا الشهر الفضيل، ويُتخلَّص من ذلك إلى الحديث عن أعمال الضيف الفنية، وعن الفن عموما... وقد يتخلل ذلك أغاني يقطَّع بها الوقتُ ويزجى حتى يمضي ثلث الليل الأخير واللقاء مستمر إلى أن يقال تُصبحون على خير: أذَّن ولله الحمد!!!
وقد يُنشر اللقاء ُالفنيُّ الرمضانيُّ من الغد عبر وسائل التواصل الحديثة فتعمَّ الخلقَ فائدتُه، وتنزلُ عليهم من بركاته!!!
وفي الحق فإن ليلَ الصائمين ينبغي أن يُحفظ عليهم، ويُعتنى به من قِبل وسائل الإعلام، فإذا كانت هذه الوسائل تتحفظُ- إن كانت كذلك- في نهار الصائم عن عرض ما يكدِّر على الصائم صومَه من لقطاتٍ ماجنة تُطوى في مسلسلات طياًّ، فإنها مطالبة – وقد أفطر الصائم ليلا أنْ تُسايرَ جوَّ رمضان في التحفظ والتنزه عن عرض السفاسف..
ومن هذا القبيل ما قد جرتْ عليه العادةُ في بعض البلاد في رمضان من أنهم يقيمون سهرات ماجنة مفتوحة في الهواء الطلق، يحضرها شبابٌ ذكورا وإناثا في اختلاطٍ مكشوف، ومنظرٍ شيطاني معروف، وإعلانٍ بالمعصية مفضوح...ويقال بعدُ حرية شخصية!!!
أو قد يقال:اجتمعنا للفن ومن أجل الفن!!!
أو قد يقال: المؤمن مطالبٌ بأن يروِّح عن نفسه ساعة ًساعة!!!
أو قد يقال لقد صلينا التراويح والآن هذا وقتُ المرح...وهكذا نجمع بين الدين والدنيا!!!!
وخيرُ ما نقول نحن في هذه الليالي الشريفة: اللهم إنَّك عفوٌّ تحبُّ العفو فاعف عنا..