إن معاهدة سايكس بيكو المشؤومة لم تكن تهدف إلى تقسيم رقعة البلاد الإسلامية والعربية ، بل هدفها الأسمى هو صنع اللهجات التي خلقت البلدان العربية ، فقيل هذا مصري وذاك ليبي وآخر مغربي، والدليل لو التقى المسلمون وتكلموا بلغة القرآن ما عرفنا من أي قطر هم ! ثم إذا ما تخاطبوا بالعامية فرقنا بينهم .
هدف عدونا الأعلى هو محو القرآن من صدورنا والقرآن بلسان عربي مبين قد نزل ، وإني لأعجب من علماء الأمة اليوم ينافحون عن سنة النبي صلى الله عليه وسلم ولا يتكلمون عن أو يبدعون من يتخاطب بالعجمة من المسلمين والعرب ، فليت شعري كيف السبيل إلى أمة من غير دين وكيف لدين من دون لسان .
ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب، لذلك تعلم العربية اليوم هو فرض عين على المسلمين ليتعلموا معنى لا إله إلا الله ، لقد حارب العلماء لأجلها ولعل آخرهم الشيخ محمد بن عبد الوهاب الذي نافح قومه وحاربهم في الحجاز ونجد ليشرح لهم معنى كلمة التوحيد ( لا إله إلا الله ) أي لا معبود بحق إلا الله ، هذه الكلمة كانت واضحة لأبي جهل ومن معه لأنهم عرب ، العربية غدت دينا .