زفرة مكلوم وغيرة مهموم


في الوقت الذي ينال فيه المبغضون من النبي صلى الله عليه وسلم، ويتكالب فيه كل كلاب الأرض على ما هو فيه نوع دين، ويحارب فيه كل من تمسك بسنة النبي صلى الله عليه وسلم، بل ظهرت في بلاد المسلمين أصوات منكرة هي أقرب ما تكون بصوت نشاز منبوح قائلة: أن لا مكان للمتطهرين في مجتمعنا الحضاري، كقول سلفهم ﴿ أَخْرِجُوا آلَ لُوطٍ مِنْ قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ ﴾ [النمل: 56] وكثير منهم إذا رأى رجلًا ملتحيًا ضاق صدره، بل وكثير من الآباء يقولون لآبنائهم إذا أطلقت لحيتك فاخرج من البيت، وأسباب هذا يطول ذكره وشرحه بالتفصيل، ولكن أهمها:
1 - الهوى.2 - حب الدنيا.3 - أصحاب الدعوات الباطلة المبطلة من العلمانيين والليبراليين. 4- الظلم من قِبل الأجهزة الأمنية.فكل هذا له دور كبير في إيجاد هذا الشعور في نفوس العامة وهي النفرة والاشمئزاز مِن كل مَن يظهر السنة، وعلى الرغم من أن كثيرًا من أصحاب الأفكار العلمانية والليبرالية يمدحون النضال ضد الحكومات ويذمون الأنظمة القمعية إلا أنهم يحمدونها في تعاملها مع المتمسكين بهدي النبي صلى الله عليه وسلم، فهي حرب المصالح المتبادلة، فهم يتصارعون على مصالحهم ولكن إذا كانت المواجهة بين بعضهم وبين أهل السنة تناسوا صراعاتهم فيما بينهم واتحدوا ضدنا، وصدق من قال[1]:
قد استردّ السبايا كلّ منهزم

لم تبق في رقّها إلاّ سبايانا

دم بتونس لم يثأر له و دم
بالقدس هان على الأيّام لا هانا
و ما لمحت سياط الظلم دامية
إلاّ عرفت عليها لحم أسرانا
و لا نموت على حدّ الظبى أنفًا
حتّى لقد خجلت منّا منايانا
فكيف يرضى المسلم أن يكون ذَنَبًا للأعداء في بغض المنتسبين للسنة المتمسكين بها، أليس أولى بنا أن ننصر رسولنا صلى الله عليه وسلم في أبنائنا، أليس أولى بنا أن ننصر رسولنا صلى الله عليه وسلم في أنفسنا، أليس أولى بنا أن ننصر رسولنا صلى الله عليه وسلم فيما بيننا في معاملاتنا وخلافاتنا، فهلُمَّ مقبلًا على سنة نبيك.


[1] من قصيدة: (يا وحشة الثأر)، لبدوي الجبل.