تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 5 من 5

الموضوع: الموصولات الحرفية

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Sep 2011
    الدولة
    الدار البيضاء. المغرب
    المشاركات
    299

    افتراضي الموصولات الحرفية

    الصلة هي الجملة التي تُذكر بعد الاسم الموصول فتُتَمم معناه و تُكمل اسميته و تجبُر نقصَه ، لذلك يسمّى الموصول موصولاً لأنه مربوط بالصلة غيرُ مستقلّ بنفسه . و تعمل الصلة على تحقيق الربط بين مكوّنات الجملة . فهي تقوم بوظيفة تركيبية ، ذلك أن الموصول لا يؤدّي وحدَه المعنى بل هو محتاج في ذلك إلى الصلة .
    ومن الموصولات الحرفية : أَنْ وأَنَّ وما وكَيْ ولَو، و همزة التسوية ، و كلها وردت في القرآن الكريم حيث استعملت في مواقف تعبيرية و في سياقات متعددة . و تتميزالموصولات الحرفية – كأحد أقسام الموصولات - عن الموصولات الاسمية بسمات أساسية ، هي أنها :
    أ - لا محل لها من الإعراب مهما اختلف الأسلوب فلا تكون في محل رفع ولا نصب ولا جر.
    ب - لا تحتاج إلى ضمير رابط عائد، مثلما تفتقر الأسماء الموصولة إليه .
    ت- تُكوّن مع الصلة مصدراً مؤولاً أو مسبوكاً ، لذلك يطلق عليها كذلك "حروف السَّبك " .
    1-
    أَنَّ : تتكون صلتها من اسمها وخبرها ، حيث تصير الجملة معها في مذهب المصدر المؤكد ، مثل ( بلغني أن زيدا قائم ) التي تُؤوَّل بِ (بلغني قيامُ زيد) . ومن ذلك قــوله سبحانه و تعالى : ( قل إنما يوحى إلي أنَّما إلهكم إله واحد ) ، فالمصدر المؤول من أنَّ وما بعدها في محل رفع نائب فاعل (يوحَى) وجملة (إلهكم واحد) هي صلة الموصول الحرفي ولا محل لها من الإعراب ، و منه قوله عز و جلّ : ( ألمْ تعلم أنَّ الله على كلّ شيء قدير) ، وقوله جلّ و علا : ( أولا يعلمون أنّ الله يعلم ما يسرّون و ما يُعلنون ) ، وقوله سبحانه كذلك : ( يحسب أنّ ماله أخلده )
    2-
    أنْ: يمتاز الموصول الحرفي (أَنْ) عن بقية الموصولات الحرفية بسمات تركيبية يمكن إجمالها في أنه يجوز حذفه ، وقد ورد في القرآن الكريم في مواضع كثيرة نذكر منها قوله تعالى : ( إن الله لا يستحي أنْ يضرب مثلا ما بعوضة فما فوقها ) ، وقوله : (و الله يريد أنْ يتوب عليكم و يريد الذين يتّبعون الشهوات أنْ تميلوا ميلاً عظيما ) ، و قوله جلّ و علا: (إنا عرضنا الأمانة على السموات و الأرض و الجبال فأبين أنْ يحملنها)
    3-
    لو : ذُكر الموصول الحرفي (لو) اثنتي عشرة مرة في القرآن الكريم ، وغالبا ما يرد بعد (وَدَّ) أو (أحبَّ) وما في معناهما. وتكون (لَو) موصولة بجملة فعلية أواسمية . وإذا تلاها الماضي بقي على مُضيِّه ، أما المضارع فيصبح دالا على الاستقبال . ونمثل لذلك بقوله سبحانه : ( يودّ أحدهم لَوْ يعمّر ألف سنة ) . حيث جاءت (لو) موصولة بالجملة الفعلية (يعمر ألف سنة)، و( لَو) هنا مصدرية ينسَــبِك منها مصدر هو مفعول (يودُّ)، تقديره: يودُّ أحدهم تعمير ألف سنة ، ومنه قوله عز و جل : (ودَّ كثير من أهل الكتاب لَوْ يردُّونكم من بعد إيمانكم كفارا ) ، وقوله أيضا : ( تودُّ لو أن بينها و بينه أمدا بعيدا) ، وقـــوله سبحانه : ( يودُّ المجرم لوْ يفتدي من عذاب يومئذ ببنيه ) ، وأيضاً قوله جل و علا : ( ودّوا لَوْ تدهن فيدهنون ) .
    4-
    كي : وردت (كي) في القرآن الكريم أربع مرات ، و صلة كَيْ لا تكون إلا جملة فعلُها مضارع ، كقوله سبحانه : ( وأشركه في أمري كيْ نسبحك كثيرا ) و قوله : (فرددناه إلى أمه كيْ تقرّ عينها و لا تحزن ) ، و قوله عز و جلّ : ( كَيْ لا يكون دولة بين الأغنياء منكم ).
    5-
    همزة التسوية : وردت في آيات كثيرة ، منها قوله تعالى : ( سواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون ) و قوله عز و جلّ : ( سواء عليكم أدعوتموهم أم أنتم صامتون ) ، و قوله كذلك : (سواء عليهم أستغفرت لهم أم لم تستغفر لهم لن يغفر الله لهم ) .

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Sep 2008
    المشاركات
    249

    افتراضي

    عذرا!! من قال من علماء النحو أن همزة التسوية من الموصولات الحرفية؟؟

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Sep 2011
    الدولة
    الدار البيضاء. المغرب
    المشاركات
    299

    افتراضي

    الأخ الفاضل

    الموصولات الحرفية هي نفسها التي تُسمّى أيضا الحروف المصدرية ، و هي أنْ و أنَّ و ما و كيْ و لوْ و همزة التسوية . و كلّها تُؤوَّل مع ما بعدها بمصدر يكون له محل من الإعراب . ( فربّما الخلاف بيننا حول المصطلح )
    و لو عُدنا إلى الأمثلة السابقة سنتبيّن ذلك بكلّ وضوح ، خاصة بالنسبة لهمزة التسوية محلّ تساؤلك التي لا فرق بينها و بين الحروف الأخرى من حيث كونها حرفا مصدريا أو موصولا حرفيا :
    - أولا يعلمون أنّ الله يعلم ما يسرّون و ما يُعلنون = أولا يعلمون عِلْمَ الله ما يسرون و ما يُعلنون = مفعول به
    - فأبين أنْ يحملنها = فأبين حملَها = مفعول به
    - يودُّ المجرم لوْ يفتدي من عذاب يومئذ ببنيه = يودّ المجرم الافتداءَ من عذاب يومئذ ببنيه = مفعول به
    - وأشركه في أمري كيْ نسبحك كثيرا = و أشركه في أمري لتسْبيحِك = جار و مجرور
    - سواء عليهم أستغفرت لهم أم لم تستغفر لهم = سواء عليك استغفارُك لهم أم عدمُه = مبتدأ مؤخّر و(سواء) خبره .
    و لا شكّ – أخي الكريم - أنك لاحظتَ أن همزة التسوية في الآية الأخيرة تنسبك – كغيرها من الحروف الأخرى- مع الجملة التي بعدها وهي صلةٌ لها ، مكوّنة مصدرا مؤولا هو استغفارُك / عدمُه .


    دمت بخير

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Sep 2008
    المشاركات
    249

    افتراضي

    لا خلاف بيننا أختي الفاضلة. و استفساري كان سؤالا لأستفيد لا لأفيد و هيهات أن يفيد جاهل مثلي غيري.
    لكنني الذي أعلمه أن الموصولات الحرفية محصورة في :أن , كي ,أن المشددة النون , ما , لو و الخلاف في الذي.
    أما همزة التسوية فلا أعلم من ذكرها , فسألتكم لعلكم ترشدونني من عدها من العلماء -المتقدمين- أنها من الموصولات الحرفية!
    مع التذكير بأن في النفس شيئا من المثال الأول.
    و شكرا على الاهتمام.

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Sep 2011
    الدولة
    الدار البيضاء. المغرب
    المشاركات
    299

    افتراضي

    في الحقيقة لا يحضرني الآن اسم لأحد النحاة القدماء ، نظرا لكون الموضوع قد مرَّ على كتابته وقتٌ ليس بالقصير .
    و عموماً فالنحاة - قدماء و
    محدثين - اختلفوا حول تسمية هذه الحروف ، فمنهم من سماها موصولات حرفية و منهم من عدّها حروفاً مصدرية . لكنهم يُجمعون على أنه لا بد أن يأتي بعدها جملة تكون صلة لها مثلها مثل جملة الصلة في الموصولات الاسمية . و هذا يجعلها موصولات لكنها حروف .

    شكرا على التواصل

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •