الصلة هي الجملة التي تُذكر بعد الاسم الموصول فتُتَمم معناه و تُكمل اسميته و تجبُر نقصَه ، لذلك يسمّى الموصول موصولاً لأنه مربوط بالصلة غيرُ مستقلّ بنفسه . و تعمل الصلة على تحقيق الربط بين مكوّنات الجملة . فهي تقوم بوظيفة تركيبية ، ذلك أن الموصول لا يؤدّي وحدَه المعنى بل هو محتاج في ذلك إلى الصلة .
ومن الموصولات الحرفية : أَنْ وأَنَّ وما وكَيْ ولَو، و همزة التسوية ، و كلها وردت في القرآن الكريم حيث استعملت في مواقف تعبيرية و في سياقات متعددة . و تتميزالموصولات الحرفية – كأحد أقسام الموصولات - عن الموصولات الاسمية بسمات أساسية ، هي أنها :
أ - لا محل لها من الإعراب مهما اختلف الأسلوب فلا تكون في محل رفع ولا نصب ولا جر.
ب - لا تحتاج إلى ضمير رابط عائد، مثلما تفتقر الأسماء الموصولة إليه .
ت- تُكوّن مع الصلة مصدراً مؤولاً أو مسبوكاً ، لذلك يطلق عليها كذلك "حروف السَّبك " .
1- أَنَّ : تتكون صلتها من اسمها وخبرها ، حيث تصير الجملة معها في مذهب المصدر المؤكد ، مثل ( بلغني أن زيدا قائم ) التي تُؤوَّل بِ (بلغني قيامُ زيد) . ومن ذلك قــوله سبحانه و تعالى : ( قل إنما يوحى إلي أنَّما إلهكم إله واحد ) ، فالمصدر المؤول من أنَّ وما بعدها في محل رفع نائب فاعل (يوحَى) وجملة (إلهكم واحد) هي صلة الموصول الحرفي ولا محل لها من الإعراب ، و منه قوله عز و جلّ : ( ألمْ تعلم أنَّ الله على كلّ شيء قدير) ، وقوله جلّ و علا : ( أولا يعلمون أنّ الله يعلم ما يسرّون و ما يُعلنون ) ، وقوله سبحانه كذلك : ( يحسب أنّ ماله أخلده )
2- أنْ: يمتاز الموصول الحرفي (أَنْ) عن بقية الموصولات الحرفية بسمات تركيبية يمكن إجمالها في أنه يجوز حذفه ، وقد ورد في القرآن الكريم في مواضع كثيرة نذكر منها قوله تعالى : ( إن الله لا يستحي أنْ يضرب مثلا ما بعوضة فما فوقها ) ، وقوله : (و الله يريد أنْ يتوب عليكم و يريد الذين يتّبعون الشهوات أنْ تميلوا ميلاً عظيما ) ، و قوله جلّ و علا: (إنا عرضنا الأمانة على السموات و الأرض و الجبال فأبين أنْ يحملنها)
3- لو : ذُكر الموصول الحرفي (لو) اثنتي عشرة مرة في القرآن الكريم ، وغالبا ما يرد بعد (وَدَّ) أو (أحبَّ) وما في معناهما. وتكون (لَو) موصولة بجملة فعلية أواسمية . وإذا تلاها الماضي بقي على مُضيِّه ، أما المضارع فيصبح دالا على الاستقبال . ونمثل لذلك بقوله سبحانه : ( يودّ أحدهم لَوْ يعمّر ألف سنة ) . حيث جاءت (لو) موصولة بالجملة الفعلية (يعمر ألف سنة)، و( لَو) هنا مصدرية ينسَــبِك منها مصدر هو مفعول (يودُّ)، تقديره: يودُّ أحدهم تعمير ألف سنة ، ومنه قوله عز و جل : (ودَّ كثير من أهل الكتاب لَوْ يردُّونكم من بعد إيمانكم كفارا ) ، وقوله أيضا : ( تودُّ لو أن بينها و بينه أمدا بعيدا) ، وقـــوله سبحانه : ( يودُّ المجرم لوْ يفتدي من عذاب يومئذ ببنيه ) ، وأيضاً قوله جل و علا : ( ودّوا لَوْ تدهن فيدهنون ) .
4- كي : وردت (كي) في القرآن الكريم أربع مرات ، و صلة كَيْ لا تكون إلا جملة فعلُها مضارع ، كقوله سبحانه : ( وأشركه في أمري كيْ نسبحك كثيرا ) و قوله : (فرددناه إلى أمه كيْ تقرّ عينها و لا تحزن ) ، و قوله عز و جلّ : ( كَيْ لا يكون دولة بين الأغنياء منكم ).
5- همزة التسوية : وردت في آيات كثيرة ، منها قوله تعالى : ( سواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون ) و قوله عز و جلّ : ( سواء عليكم أدعوتموهم أم أنتم صامتون ) ، و قوله كذلك : (سواء عليهم أستغفرت لهم أم لم تستغفر لهم لن يغفر الله لهم ) .