تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 7 من 7

الموضوع: استعمال الألفاظ الموهمة

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,352

    افتراضي استعمال الألفاظ الموهمة

    هل يجب الابتعاد عن الألفاظ الموهمة إذا قصدت منها المعنى الصحيح ولم يغلب على ظني أن غيري سيتبادر إلى ذهنه المعنى الخاطئ ؟
    أيضا ما حكم قول : عزمت أن يحيا بلدي ، الأمر ليس بأيدينا فكيف نعزم عليه ؟
    كذلك ما حكم قول : لن تشقى معي ؟



    الإجابــة


    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

    فلا شك أن الابتعاد عن الألفاظ الموهمة أمر مطلوب ونافع، وإذا ذكرت فإنه ينبغي أن يذكر معها ما يبين مراد المتكلم؛ قطعا للإشكال وإبراء للذمة، ويتأكد هذا بل ويجب في معرض بيان الأمور المهمة كالمسائل الشرعية والأحوال الاجتماعية العامة.
    قال شيخ الإسلام ابن تيمية في (مجموع الفتاوى) خلال تقريره صفة الكلام لله تعالى: فهذه المواضع يجب أن تفسر الألفاظ المجملة بالألفاظ المفسرة المبينة، وكل لفظ يحتمل حقا وباطلا فلا يطلق إلا مبينا به المراد الحق دون الباطل، فقد قيل: أكثر اختلاف العقلاء من جهة اشتراك الأسماء. وكثير من نزاع الناس في هذا الباب هو من جهة الألفاظ المجملة التي يفهم منها هذا معنى يثبته، ويفهم منها الآخر معنى ينفيه. اهـ.

    وأما إذا غلب على الظن أن المعنى الصحيح هو المتبادر إلى الذهن بسبب كثرة الاستعمال أو غلبة العرف أو قرائن السياق والأحوال، فلا بأس بالاستعمال دون قيد فإن غلبة الظن في هذا الباب منزلة منزلة اليقين. ثم إنه من المعلوم أن تصريف الكلام على لغة العرب بما فيها من أساليب متنوعة، لا يلام عليه المتكلم، ما دام الخطأ من المستمع والخلل في فهمه، فإنه لا يسعنا أن نتحاكم إلى أفهام الناس، بل المتيسر أن نستعمل الكلام في ما وضع له ولا نخرج عن طريقة العرب في أساليبها، ومثال ذلك ما رواه عدي بن حاتم رضي الله عنه قال: لما نزلت (حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر) قال له عدي بن حاتم: يا رسول الله؛ إني أجعل تحت وسادتي عقالين عقالا أبيض وعقالا أسود أعرف الليل من النهار. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن وسادك لعريض، إنما هو سواد الليل وبياض النهار. متفق عليه.
    وأما مقولة: (عزمت أن يحيا بلدي) فلا حرج فيها، لأن المتبادر في المعنى هنا هو السعي لتحقيق هذه الحياة المنشودة، وقرينة ذلك هو ما استشكلته السائلة من أن وقوع الأمر بالفعل ليس بأيدينا. ومعلوم أن العزم إنما يكون على ما في الوسع، وهو هنا السعي والاجتهاد.
    وأما مقولة: (لن تشقى معي) فلا يحكم عليها إلا في سياقها، فإن الشقاء منه ما يقع في الدنيا، ومنه ما لا يقع إلا في الآخرة. ومنه ما يكون بكسب العبد نفسه، ومنه ما يكون بسبب غيره، وقد قال الله تعالى: فَقُلْنَا يَا آدَمُ إِنَّ هَذَا عَدُوٌّ لَكَ وَلِزَوْجِكَ فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَ ا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَى. {طه: 117}. وقال سبحانه: فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى. {طه: 123}. وفي الحديث وصف أهل الذكر بأنهم: الجلساء لا يشقى بهم جليسهم. متفق عليه.
    والله أعلم.



    http://fatwa.islamweb.net/fatwa/index.php?page=showfatwa&Optio n=FatwaId&Id=137191
    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    المشاركات
    1,334

    افتراضي

    حكم قول (أنا أكبر من الله)


    السؤال ما حكم قول بعض الناس فيما يقوله في المزاح: " أنا أكبر من الله " ويريدون فيها أنه يكبر بتوفيق من الله، يعني من الله؟


    الجواب هذه العبارة لا تستخدم، ولا يجوز أن تلقى على الناس لأنه وقع بها الإيهام الذي نهى عنه أهل العلم، قال علي بن أبي طالب: [[حدثوا الناس بما يعرفون، أتريدون أن يكذَّب الله ورسوله]] وقال ابن مسعود: [[إنك لست محدثاً قوماً حديثاً لا تبلغه عقولهم إلا كان لبعضهم فتنة]] فلا يحدث بهذه الألغاز، ويضيع بها الحياة إلا من قل حظه من العلم الشرعي، والغريب أنك تجده لا يجيد الوضوء ولا يعرف سجود السهو، ويقول: أنا أسألك عن شيء إذا رفعته بكى وإذا خليته سكت، وأسألك عن معنى " أنا أكبر من الله "، " وأسألك عن شيء إذا اقتربت منه ابتعد عنك وإذا ابتعدت عنه اقترب منك، وهذا كلام خزعبلات يليق بعجائز البربر وشيوخ القمر، أما طلبة العلم والأخيار فليس هذا حديثهم.
    وكلمة " أنا أكبر من الله " موهمة، فالكبير هو الله، وما الداعي لقول هذا الكلام، فهذا قد أخطأ وضل ضلالاً مبيناً، وكذب على الله، وأنا أعرف قصده، لكن لماذا يستخدم هذه الكلمة المهينة المشوشة المسيئة.
    وقوله " أنا أطهر من الكعبة " بل هو أنجس من الكلب -نعوذ بالله- فإن كان قصده هذا الكلام؛ فهو أنجس من الكلب " -إن كان يقصد ما يقول- وإن كان قالها تبجحاً؛ فهو جاهل نأتي به فنعلمه ونؤدبه، ونمر به على القاضي يحكم عليه بعشر جلدات بعد صلاة الجمعة ليذهب يتغدى مع أهله، ولذلك يقول السيوطي من يستخدم الألفاظ المجملة على القضاة أن يؤدبوه، على الناس أن ينتبهوا لهذا.


    ويقول في الثاني: أنا أنجس من الكلب ويقصد بها أنه يتنجس من الكلب، فهذا حكم على نفسه، ولا نأخذ إلا حكمه على نفسه.


    وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً
    وَرَبُّنَا الرَّحْمَنُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    المشاركات
    1,334

    افتراضي

    إطلاق لفظة العادات والتقاليد الإسلامية
    السؤال الثالث من الفتوى رقم (282) :
    س3: هناك كلمات تقال في المجتمعات الإسلامية في مجال إبراز النهج الذي تسير عليه هذه المجتمعات وفق التعاليم الإسلامية وهي قولهم: (وتمشيا مع العادات والتقاليد الإسلامية نهجنا كذا) ، ونظرا لاختلاف بعض العلماء المعاصرين في جوار استعمالها من عدمه، ففئة ترى منع استعمالها؛ لأن الإسلام يختلف ويغاير العادات والتقاليد، وأكثروا الكلام عنها، ومن ضمن كلام بعضهم أن هذه الكلمة مدسوسة من قبل أعداء الإسلام. وفئة ترى ألا بأس باستعمالها؛ لأن ذلك يدل على خضوع المسلم واستسلامه لما يأمره به ربه عز وجل، ولما يأمره به الرسول صلى الله عليه وسلم دون النظر إلى أي أمر آخر، وهذا هو غاية العبادة، وذلك استمدادا من التقليد الذي عرفه العلماء في كتب العلم لهذا الاختلاف، أرجو إيضاح ملابسات هذه الكلمة ثم حكم استعمالها جوازا أو منعا مع الأدلة؟
    ج3: إن الإسلام نفسه ليس عادات ولا تقاليد وإنما هو وحي أوحى الله به إلى رسله وأنزل به كتبه فإذا تقلده المسلمون ودأبوا على العمل به صار خلقا لهم وشأنا من شؤونهم، وكل مسلم يعلم أن الإسلام ليس نظما مستقاة من عادات وتقاليد ضرورة إيمانه بالله ورسله وسائر أصول التشريع الإسلامي لكن غلبت عليهم الكلمات الدارجة في الإذاعة والصحف والمجلات وفي وضع النظم واللوائح مثل ما سئل عنه في قوله: (وتمشيا مع العادات والتقاليد) فاستعملوها بحسن نية قاصدين منها الاستسلام للدين الإسلامي وأحكامه وهذا قصد سليم يحمدون عليه، غير أنهم ينبغي لهم أن يتحروا في التعبير عن قصدهم عبارة واضحة الدلالة على ما قصدوا إليه غير موهمة أن الإسلام جملة عادات وتقاليد سرنا عليها أو ورثناها عن أسلافنا المسلمين فيقال مثلا: (وتمشيا مع شريعة الإسلام وأحكامه العادلة) بدلا من هذه الكلمة التي درج الكثير على استعمالها إلى مجال إبراز النهج الذي عليه هذه المجتمعات.. إلخ، ولا يكفي المسلم حسن النية حتى يضم إلى ذلك سلامة العبارة ووضوحها، وعلى ذلك لا ينبغي للمسلم أن يستعمل هذه العبارة وأمثالها من العبارات الموهمة للخطأ باعتبار التشريع الإسلامي عادات وتقاليد، ولا يعفيه حسن نيته من تبعات الألفاظ الموهمة لمثل هذا الخطأ مع إمكانه أن يسلك سبيلا آخر أحفظ للسانه وأبعد عن المآخذ والإيهام.
    وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم.
    اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
    وَرَبُّنَا الرَّحْمَنُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    3,205

    افتراضي

    بارك الله فيكما
    من المواضع التي يكثر فيها الكلام الموهم بله المنحرف الذي قد يؤدي بصاحبه إلى الخروج من دائرة الإسلام=كتب المتصوفة وبخاصة الغلاة منهم, كالحلاج وابن عربي وابن سبعين وابن الفارض وغيرهم , وتعلل لهم بأنهم لا يؤاخذون بما قالوا لأنهم في غيبة عن الحس !!

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,352

    افتراضي

    أحسن الله إليكم

    نرى أن مثل هذه الألفاظ سبب في كثير من الاختلاف إن لم يوضح المتكلم مراده أو يستفهم المستمع.
    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

  6. افتراضي

    قال القرطبي في "تفسير" (2/ 57):
    "قوله تعالى:"يا أيها الذين آمنوا لا تقولوا راعنا" ذكر شيئا آخر من جهالات اليهود والمقصود نهي المسلمين عن مثل ذلك. وحقيقة" راعنا" في اللغة ارعنا ولنرعك، لأن المفاعلة من اثنين، فتكون من رعاك الله، أي احفظنا ولنحفظك، وارقبنا ولنرقبك. ويجوز أن يكون من أرعنا سمعك، أي فرغ سمعك لكلامنا. وفي المخاطبة بهذا جفاء، فأمر المؤمنين أن يتخيروا من الألفاظ أحسنها ومن المعاني أرقها. قال ابن عباس: كان المسلمون يقولون للنبي صلى الله عليه وسلم: راعنا. على جهة الطلب والرغبة- من المراعاة- أي التفت إلينا، وكان هذا بلسان اليهود سبا، أي اسمع لا سمعت، فاغتنموها وقالوا: كنا نسبه سرا فالآن نسبه جهرا، فكانوا يخاطبون بها النبي صلى الله عليه وسلم ويضحكون فيما بينهم، فسمعها سعد بن معاذ وكان يعرف لغتهم، فقال لليهود: عليكم لعنة الله! لئن سمعتها من رجل منكم يقولها للنبي صلى الله عليه وسلم لأضربن عنقه، فقالوا: أولستم تقولونها؟ فنزلت الآية، ونهوا عنها لئلا تقتدي بها اليهود في اللفظ وتقصد المعنى الفاسد فيه. الثانية- في هذه الآية دليلان: أحدهما- على تجنب الألفاظ المحتملة التي فيها التعريض للتنقيص والغض، ويخرج من هذا فهم القذف بالتعريض، وذلك يوجب الحد عندنا خلافا لأبي حنيفة والشافعي وأصحابهما حين قالوا: التعريض محتمل للقذف وغيره، والحد مما يسقط بالشبهة. وسيأتي في" النور" بيان هذا، إن شاء الله تعالى. الدليل الثاني- التمسك بسد الذرائع، وحمايتها وهو مذهب مالك وأصحابه وأحمد ابن حنبل في رواية عنه، وقد دل على هذا الأصل الكتاب والسنة". اهـ
    أبو عاصم أحمد بن سعيد بلحة.
    حسابي على الفيس:https://www.facebook.com/profile.php?id=100011072146761
    حسابي علي تويتر:
    https://twitter.com/abuasem_said80

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,352

    افتراضي

    أحسن الله إليكم.
    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •