إن كتاب الله تعالى هو مصدر العقيدة و العبادات والسلوك والأخلاق و المبادئ والقيم ، لذلك يجب أن يكون كتاب الله أميرا يقتدى ويُتَّبع على كل حال في حياتنا ، فلا نقدِّم عليه لا عقولنا ولا أذواقنا ولا أهواءنا.
و لا بدّ أن يتميّز كلّ قارئٍ للقرآن الكريم بكونه مؤمناً مخلصاً واعياً فعالاً ، يعمل جاهداً على فهم أسرار الكتاب العزيز و تفرُّده بتلك الذخيرة الغنية بالمعارف .
غير أن هناك عِللا تعترض قارئ كتاب الله و تُعيق تواصله الإيجابي معه ، و تحول دون تميّزه بكلّ ما ذُكر .
و من هذه العلل ما هو ماديّ ومنها ما هو معنوي .كما أن منها ما قد يكون عارضاً ، و منها ما قد يكون دائماً . و قد عبّر القرآن الكريم عن هذه العلل و الموانع بمصطلحات متعدّدة :
- منهاالختم : ( ختم الله على قلوبهم و على سمعهم )
- و المرض : ( في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضاً )
- و الزَّيْغ و هو الضلال و الميْل عن طريق الحقّ : ( فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله ).
- و الأكِنَّة و مفردها كِنان و هي الأغطية : ( وجعلنا على قلوبهم أكنة أن يفقهوه )
- و الطّبع : ( أولئك الذين طبع الله على قلوبهم واتبعوا أهواءهم ) .
- و النّفاق : ( فأعقَبهم نفاقا في قلوبهم إلى يومِ يلْقونه )
- و الوقْر: ( وجعلنا على قلوبهم أكنة أن يفقهوه و في آذانهم وقراً)
- و الغَمرة : ( و لدينا كتاب ينطق بالحق و هم لا يُظلمون . بل قلوبهم في غمرة من هذا ( قال ابن قتيبة : أي في غطاءٍ و قال قتادة : أي في غفلة .
- و الهوى : ( أفَمَن كان على بيّنة من ربّه كمَن زُيّن له سوءُ عمله و اتّبعوا أهواءهم ).
- و الرَّيْن: ( كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون ) و هو الصدأ يعلو السيف، قال الحسن البصري : هو الذنب على الذنب حتّى يسوادَّ القلبُ و العياذ بالله .